اسم الكتاب: أوبن بقلم: أندريه أغاسي ترجمة: هاجر العاني غالباً ما يقول "أغاسي" في "اوبن" بأن التنس لعبة بلا رفيق، الا ان تأليف هذه السيرة الذاتية كان رياضة جماعية، وقد تمت صياغة مذكرات المستر (أغاسي) بالاشتراك مع (جي آر مويرنغر) الذي كتب "ذي تــِـندر بار" وهي مذكرات جميلة وخبيرة عن نفسه،
ونفس موهبة الثرثرة التي صبغت حكايات المستر (مويرنغر) عن كونه صبياً في حجرة مشرَب المسكـِـرات تجد طريقها الآن بطريقة سحرية الى ملعب التنس والى عقل المستر (أغاسي) الذي تم تحليله كثيراً وتم تحدّيه بعمق. ومن المحتوم ان يتساءل المرء: أي منهما قد كتب في الواقع "انه السبب الرئيسي وراء مشيتي باصابع القدمين المرتدة الى الداخل" بخصوص الفقرة السفلى المزعجة لدى المستر (أغاسي)، والسهولة التي ينسل بها المستر (مويرنغر) الى رواية قصة شخص آخر هي سهولة شديدة البراعة ومخيفة، اما بالنسبة للمستر (أغاسي) فـإنه يستخدم شريكه في التأليف بنفس الطريقة التي يستخدم بها موظفيه المساندين في التنس، أي كافراد موهوبين في كــَـون حيث يكون فيه- المستر (أغاسي)- هو الشمس الواحدة والوحيدة، (لقد قال بأنه عرض على المستر (مويرنغر) وضع اسم الاخير على الكتاب وبأنه رفض ذلك). اهلاً بكم في عالم المستر (أغاسي)، فكما تم وصف هذا العالم في "اوبن" انه عالم مفعم بالحياة لكنه ضيق مادام فضول المستر (أغاسي) لا يتعدى ابعد من التنس وتنس اكثر وكيفية اساءة فهم التنس من قـِـبـَـل المحررين الرياضيين في الصحف اليومية والشهرة المزعجة التي تضفيها نجومية التنس، واكبر الاحداث اللاروتينية في حياة المستر (أغاسي) قد أثارتها حلقات البرنامج التلفزيوني "60 دقيقة" (والذي ألهمته احدى حلقاته بفتح مدرسة تمنح رخصة للاطفال المعرضين للخطر) وأثارتها تنبؤات الاصدقاء حول أي النساء سيلتقي ويغازل ويتزوج. والاشياء المهمة الثاقبة في "اوبن" قد تمت معالجتها معالجة مركـَّـزة قبل وصول الكتاب، وصانع اكبر عناوين الكتاب البارزة هو عن أسوأ سنوات حياة المستر (أغاسي) المهنية وهو عام 1997، اما ثاني اكبر عنوان بارز هو ان المستر (أغاسي) قد أمضى سنوات يستعرض الذين يجرون المقابلات معه عن عشقه للعبة، وثالث اكبرالعناوين هو: اولئك الذين كانوا يكسون بالصقيع اسماك البوري ربما كانوا خصلة شعر مستعار في اعلى الرأس، ويبدو ان حلق شعر رأسه وتحرير نفسه من الشعر الزائف (يبدو) في الواقع انه كان واحداً من الامور السارة التي قد فعلها بطريقة اخرى المستر (أغاسي) المكتئب والنائح. وبالنظر الى الطبيعة المضادة للشيخوخة لهذه المعلومات المفاجئة ما الذي يجعل "اوبن" يستمر؟ ان احدهم من فريق المذكرات يتمتع بموهبة كبيرة في الدراما المحطـِـمة للقلب، ومن خلال توليفة من ذاكرة المستر (أغاسي) الحادة ومهارات المستر (مويرنغر) القصصية تنهيها بذكاء مباراتا تنس مهمتان. بدأ الامر مع بطولة الولايات المفتوحة بالتنس عام 2006، آخر بطولات المستر (أغاسي) ومع جولة ميدانية لنفس البطل المرهـَـقة، ويقول الكتاب بتبجح بالشجاعة كتبجح العبيد المقاتلين الرومان " لن يعود هذا تنساً بل اختبار صرف للرغبات". وبعد ذلك، في منتصف المواجهة في ملعب آرثر آش، حيث ذهن المستر (أغاسي) "يدور قسرياً" في الماضي كما لو كان كرة تنس تلف في دوامة، وفيما ينتقل الكتاب الى نمط ارتجاع الاحداث السابقة (فلاشباك): " أرى كل شيء بوضوح ساطعا ومذهلا، كل هزيمة وانتصار وتنافس ونوبة غضب وصك راتب وخليلة وخيانة ومراسل اخباري وزوجة وطفل وزي ورسالة معجب ومباراة ضغينة ونشوة صارخة ". انتقالة سريعة الى مشهد الطفولة، المستر (أغاسي) يبلغ السابعة ويجبره على عبودية التنس والد قاس الى درجة انه ينتف شعر انفه بنفسه، ولذلك السبب وجملة من الاسباب الاخرى يكون (أندريه) الصغير خائفاً من مقاومة ارادة والده التي لا تـُـقهـَـر، ووالده- وهو نفسه رياضي سابق- مصمم اشد تصميم على جعل ابنه ينجح بحيث انه عندما يفوز (أندريه) بكأس للروح الرياضية (أي مقابل شئ يعوزه الفوز) يهشم والده الكأس الى شظايا. وبعد سنوات وبصفته نجم تنس متزوجا من (بروك شيلدز) يكون ساخطاً فيما يراقبها تصوِّر ظهوراً في مادة تلفزيونية بالكاد سمع هو عنها (مسلسل "فريندز")، وينهب الارض خارجاً من الستوديو ويذهب الى البيت ويهشم كؤوسه بنفسه، هذا ما يمرره الى سلوك الشخص البالغ خلال الكثير من حياته المهنية القاسية ومع ذلك المدلـَّـلة. ومن بين العوامل الاكثر ترويعاً بحق في "اوبن" هو التصوير الساخر للمس (شيلدز) بأنها سطحية ومادية وبلهاء وغير مهتمة بما فيه الكفاية بحياة المستر (أغاسي) المهنية، (على الرغم من انها تـٌـظهـِـر بالفعل وبكل معنى الكلمة اهتماماً كبيراً بحياتها المهنية)، ولا يغفر المستر (أغاسي) بسهولة وكتابه منمق بالاطراءات التهكمية بافراط لاولئك الذين اجتازوه، يقول الكتاب عن منافس المستر (أغاسي) المتكرر (بيت سامبراس) "أحسد (أغبط) بلادة (بيت)" و" اتمنى لو انني استطيع محاكاة افتقاره المدهش للالهام وافتقاره المتميز للحاجة الى الالهام" ومع ذل
أغاسي يستدفئ في نقطة ضوئه
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 03:20 م