اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وهم ينتظرون دورهم في المساطر .. عمال عراقيون يحتجون على التشكيك بكفاءتهم وعملهم!

وهم ينتظرون دورهم في المساطر .. عمال عراقيون يحتجون على التشكيك بكفاءتهم وعملهم!

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 03:31 م

تحقيق وتصوير/ ليث محمد رضا اعتقد عامر  26 عاماً ان الدنيا ستبتسم له و سينعم بالراتب بعد ان تم قبول تطوعه بالجيش العراقي جندياً. لكنه  لم يكن يعلم حينها انه لن  يتسلم راتبه إلا بعد مرور 8 أشهر من بدء تعيينه مما جعله يرجع لمسطر العمالة ليشارك زملاءه العاطلين عن العمل  في التطلع لفرصة عمل مؤقت لكي يغطي مصاريف الالتحاق قبل ان تنتهي إجازته ،
حيث كانت قصته تلك مدعاة سخرية زملائه العاطلين في المسطر و الذين يواسونه بأن راتبه ربما سيولد بعد ان يكمل 9 أشهر من الدوام !!. ينتظر  العامل العراقي في احد مواقع التشغيل العشوائية (المسطر) حيث يتجمع في كل موقع عشرات  العمال منذ ساعات الفجر الأولى لينتظروا فرصة عمل قد لا تتكرر كل عشرة أيام، فنسبة الذين يحصلون على عمل في اليوم الواحد (بالمسطر) قد لا تتجاوز 2% من مجموع العمال المستعدين للعمل و في الوقت ذاته وجد عمال آسيويون سيما من بنغلادش فرصاً للعمل في عراق يتضور جزء من أبنائه  جوعاً و يتطلع بعض شبابه للحصول  حتى  على نصف فرصة ليثبت كفاءته .كثير من الدوائر الحكومية يعمل فيها عمال أجانب كمنظفين وعمال بناء  ،هذه المعادلة غير المتوازنة كانت محط استياء العاطلين عن العمل سيما من أصحاب الشهادات و الكفاءات الفنية .حملة انتخابية في المسطرما أن دخلنا مسطر الباب الشرقي وبدأنا الحديث مع العمال العاطلين  حتى  ظنوا أننا مرشحون للانتخابات جئنا  لهذا المكان البائس لكسب أصواتهم فصرخ بوجهنا احدهم قائلاً : نحن لن نخدع ثانيةً فقبل الانتخابات السابقة جاء احد المرشحين و طلب منا انتخابه مقابل وعده بتعييننا معه براتب مقداره 250 ألف دينار شهرياً ولم يحقق لنا شيئا من وعوده ، وبعد ان أوضحنا لهم بأننا صحافة وقد جئنا لنقل معاناتهم عبّر البعض منهم عن رغبته بالكلام  بينما لم يقبل الكثير منهم بأن يتحدثوا قائلين ان المسؤولين مشغولون  بمناصبهم ولا يهتمون بما يقوله الشعب.مساطر عشوائيةفي الدول المتقدمة توجد مكاتب لتشغيل العمال يسجل بها العامل اسمه لينتظر دوره بالعمل بشكل يحفظ كرامته  و حتى ان عمل في القطاع  الخاص يظل تحت رعاية الدولة اما عندنا  فتنتشر ساحات عشوائية عرفت بـ (مساطر العمال) .يقول العامل احمد علي  في مسطر الباب الشرقي:جئت من محافظة الناصرية الى بغداد لا بحث عن فرصة عمل فبعد ان ضاقت بي السبل توجهت نحو العاصمة للعمل حيث أبات ليلاً بأحد الفنادق مع ثمانية أشخاص في غرفة واحدة و مشكلتي ان العمل في المسطر صعب بسبب عدد العمال الكبير.اما العامل ماجد صبر في  مسطر الشعب فيقول: انا اعمل يوماً وأظل عشرة أيام بدون عمل وحالتي المادية تتدهور يوما بعد يوم . اما المواطن ظافر موسى فقال: ان سبب كثرة البطالة هو شحة المياه في نهري دجلة والفرات مما ادى الى توقف الأعمال الزراعية و طالب بتوفير فرص عمل لاستغلال العاطلين لإحياء الزراعة. اما العامل حازم خلف فقد قال انه كان جنديا متطوعا  ولم يجد اسمه في الحاسبة التابعة لوزارة الدفاع على الرغم من انه خدم 15 سنة بالجيش. أما محمد كاظم في مسطر بغداد الجديدة فقد قال :انه من أهالي محافظة ديالى وقد جلب والدته المريضة للمستشفى وجاء هنا للعمل لكي يلبي مصاريف علاجها الا انه لا يحصل على عمل. اما صاحب المشكلة الأغرب فكان المواطن ( عامر سعد ) الذي قال انه  حصل على تعيين في الجيش العراقي منذ ستة اشهر لكن الفرحة لم تتم لأنه لم يتسلم أي راتب لحد الآن فقد (انعلس الراتب ) على حد قوله مما جعله يلجأ لمسطر الباب الشرقي عله يكسب شيئاً من المال. و قد شكا المواطن علي محسن من دائرة الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل قائلا :  انه راجع الدائرة لكنه لم يحصل على اي منحة و أضاف ان احد الموظفين قال لي : عليك ان تحصل على واسطة من المدير لكي أعينك الآن !.  فيما قال المعاق كريم غالي ، انه يعمل بالرغم من إعاقته لان راتبه من الرعاية الاجتماعية لا يتجاوز الـ 50  الف دينار و لا يكفيه حتى لعدة ايام .عمال بدلاءانتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة الاستعانة بالعمالة الاسيوية في كثير من مؤسسات الدولة لاعمال التنظيف والبناء قبل ان تنتقل العدوى الى القطاع الخاص ، و الحجة  هي ان العامل العراقي لا يؤدي عمله كما يطلب منه فضلاً عن ان أجرته تعادل خمسة أضعاف ما يتقاضاه العامل الآسيوي . يقول  المواطن عبد الحميد : انا صاحب مطعم في شارع السعدون و قد جلبت عمالاً من بنغلادش لان أجرتهم تكاد لا تذكر مقابل العمل الذي يقومون به من ساعات الصباح حتى الليل وقد جاءتني الفكرة بعد زيارتي لاحد المستشفيات حيث لاحظت العمال الأسيويين  وهم يعملون بجد واجور رخيصة  . اردنا ان نسمع ما يقوله العمال العراقيون ازاء تلك التهم التي تشكك بكفاءتهم  و طلبنا من العمال في مسطر الباب الشرقي ان يتكلم احدهم بالنيابة عن الجميع فأشاروا لنا الى رجل بائس يلقب بـ (ملك الماستك ) حيث كان جالساً في إحدى زوايا المسطر يقول ملك الماستك  : نحن العمال الذين نأتي للمسطر و لا نخاف من الانفجارات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram