اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > إشتغالات سينمائية تضرب على وتر همومنا المحلية فـي مهرجان دبي

إشتغالات سينمائية تضرب على وتر همومنا المحلية فـي مهرجان دبي

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 04:57 م

فيصل عبدالله - دبــــييقيناً لا تصلح المقارنة، إلا من باب تواجد هذا الكم الهائل من الإشتغالات السينمائية ضمن متطلبات تظاهرة الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. بل انها لا تحتاج الى فصاحة الناقد والمتابع للشأن السينمائي حتى يضع نجوماً وهمية وعلامات مفاضلة لشريط هنا وآخر هناك.
متطلبات وضعت شريط الإفتتاح "تسعة" الغنائي للأمريكي روب مارشال (العرض السينمائي الأول في الشرق الأوسط). ومثله ملحمة الختام "أفاتار" للكندي الأمريكي جيمس كاميرون (العرض السينمائي الأول في الشرق الأوسط)، جنباً الى جنب إشتغالات سينمائية تهجس بهموم محلية خالصة. والأخيرة وضعها لا يسر بمجمله كما تفصح عنه أقوال المشتغلين بها. لا بسبب ان السينمائي المحلي يعاني من شحة أفكاره ومشاريع. ولا بسبب الميزانيات الخرافية الموظفة في الأشرطة أعلاه. ولا بسبب الظروف الإنتاجية الصعبة. ولا بسبب عدم توافر شبكات العلاقات العامة وشركات التوزيع العالمية والحملات الدعائية الضخمة(ما صرف من أموال لتسليع شريط "الحديقة الجوراسية"، مثلاً، يقدر بحجم ميزانية ألمانيا المخصصة للسينما). فضلاً عن سلطة رقيب لا ترحم. إنما بسبب خذلان المؤسسات المعنية بالشأن السينمائي في بلداننا للمبدع السينمائي في أكثر من موقع وحالة. ومع ذلك يسعى المهرجان كمناسبة، أي مهرجان، الى الإبهار، وتقديم الجديد على شكل محاكاة لواقع الإنتاج السينمائي، وتجيير سبق عرضه لمصلحته. لكن ما لم يقله شريط "تسعة" الإستعراضي لصاحب "شيكاغو" و "مذكرات الجيشا" و "قراصنة الكاريبي"، وبمعيته حفنة نجوم من وزن دانييل دي-لويس وجودي لينش ونيكول كيدمان وبينلوبي كروز وصوفيا لورين، فضلاً عن ميزانية ضخمة. وعلى المنوال نفسه، وبشكل أضخم، جديد كاميرون "أفاتار"، وبميزانية قاربت الـ 500 مليون دولار أمريكي، وعمل أستغرق عدة سنوات، وعبر توظيف كل ما جادت به التقنيات الحديثة والمؤثرات البصرية الخاطفة وتوابلها، جاء عبر عدد من الأشرطة السينمائية التي تلهج بهموم بعيدة عن إستعراض أزمة شخصية لكاتب "تسعة" او تطارد طلاسم الفضاء الخارجي في "أفاتار".مقاربات محليةإذ قارب الإيراني الكردي شهرام عليدي في شريطه المهم "همسة الريح"(ليال عربية-عرض أول في الشرق الأوسط)، وبالكثير من الشاعرية قصة ساعي بريد ليس ككل السعاة. تتحدد مهمة "مام يلدر" النضالية بنقل الرسائل الصوتية للمقاتلين الأكراد (البيشمركة)، وهم في ذرى الجبال وعبر آلة تسجيل قديمة. التنقل بين القرى والقصبات ومواقع البيشمركة، تحيل "مام يلدر" الى خبير طرق وموضع ثقة بين من ينقل رسائلهم. وفي الوقت نفسه، يعرضه الى شبهات دوريات الحكومة المركزية وعيونها العسكرية الساهرة. وما ان يكلف من قبل أحد قياديي "حدك" بنقل صرخة وليده الأولى، وبثها عبر أثير إذاعة البيشمركة، ينتقل الشريط الى مستوى مقاربة القضية الكردية وحجم الحيف الذي تعرض له هذا الشعب من قبل حكومة بغداد المركزية. ما يعقد مهمة "مام يلدر" هو ان القرى الكردية لم تعد في أماكنها بعد ان هجرها سكانها بفعل سياسة التهجير، او نتيجة الخوف من بطش القوات العسكرية. ولكي يستعيض المخرج عن مناظر الدماء والموت، فقد لجأ الى صلب أجهزة المذياع والتسجيل على شجرة كبيرة وفي مشهدية معبرة وآخاذة في آن. فالسلطة يمكن لها ان تقتل او تهجر لكنها غير قادرة على خنق الصوت. والأخير، وعبر صرخة الوليد الأولى، يصبح معادلاً لكلمة سر ووصية لمقاتل، ربما لا يرى طفله.-ومثله ينقلنا المصري مجدي أحمد على، وفي جديده "عصافير النيل"(مسابقة المهر العربي-أفضل مونتاج)، والمقتبس عن رواية تحمل الإسم نفسه لمواطنه إبراهيم أصلان، الى عشوائيات القاهرة. تلك الثيمة التي سبق وان طرقها في شريطه "خلطة فوزية"، وعبر تأمل حيوات وفضاءات الناس العاديين. بطله هنا "عبد الرحيم" القادم من الريف، والذي يتقاسم العيش مع أخته "نرجس"، يقع في حب جارته "بسمة". لكن قصة هذا الحب لا نعرف أسراره، إلا بعد مرور لقطات الشريط الأولى، حيث يلتقى الأثنان في ردهة مستشفى. فصول الشريط تتنقل بين أكثر من زمن وحالة يعيشها "عبدالرحيم"، إلا ان فضاءها ومسرحها هو القاهرة. فضاء واسع يرصد من خلاله المخرج تحولات بطله المدينية. فالقادم من الريف، كما تقول تجارب بلداننا، ينظر الى المدينة بعيني الغريب والهامشي. يبقى شخصاً غير منتم لقيم المدينة وشروطها، وهو المعتد بقيمه وتقاليده المتوارثة. المدينة بالنسبة الى الريفي فسحة سياحة جنسية، كما تحكي زيجات عبد الرحيم المتعددة. أما بطله، وهو المهجوس برجولته الريفية، لا يختلف كثيراً عن الخط الحياتي الذي أختطته "فوزية" (إلهام شاهين) وأرتضته لنفسها. إقبال على الحياة والأحتفاء بيومياتها رغم كل المنغصات. ولعل في صرخة عبد الرحيم (أداء لافت للممثل فتحي عبد الوهاب) من انه "لست ضحية القاهرة" ما يبرر إنغماره في تلك الحياة التي أختارها. شجاعة مخرج ش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram