علي القيسيما جدوى الكتابة او الكلام في عالم صاخب، مزدحم، لا مجال فيه للاستماع والتروي؟. يراودني مثل هذا السؤال كلما هممت بالحديث عن موضوع معين، إذ ألمس بيقين، انه بعد كل الذي قيل في وسائل الاعلام وصب في اشاعة الوعي بتداعيات الفساد، ان الامر يزداد تراجعا ونكوصا في بعض جوانبه،
يبدو ان ضمائر المفسدين مرتاحة وهي في اجازة طويلة، على الرغم من ان القول المعروف هو "الضمير المطمئن خير وسادة للراحة"... اكيد ان الفساد هو باب الكوارث في حياتنا اليومية فقد ادى انهيار جسرفي مدينة سوق الشيوخ الى مقتل طفلة وجرح عدد من الاهالي،الاسبوع الماضي، جرى الحدث ، والحمد لله ، في الساعات الاولى من صباح الجمعة ، بمعنى انهار من دون انذار في يوم العطلة الاسبوعية, حيث حركة الناس ضعيفة، وإلا لكانت الحادثة سببا في المزيد من الخسائر. الجسر أنشئ بمنحة رومانية ، قبل عام ونصف، اي ان عمره لم يتجاوز العامين، ويعد الاحدث بين عشرات المجسرات التي يجري تنفيذها في عموم البلاد. اما اقدم جسر فمازال يعمل بهمة ونشاط على الرغم من عمره الذي يتجاوز الـ 70 عاماً ، فقد افتتح ببغداد في 5 تموز 1939 – جسر الشهداء – والذي يبلغ طوله نحو 220 متراً وعرضه 15 متراً . تقصدت من ذكر المعلومة هذه لان الجسر المنهار في الحادث لم يكن فوق نهر الفرات ! انما فوق جدول صغير يخترق قضاء سوق الشيوخ. محافظ ذي قار من جهته امر بفتح تحقيق فوري بالحادث لمعرفة اسباب انهيار الجسر الاصغر عمرا بين مجسرات البلاد. الحادث على الرغم من محليته، تجاهلته وسائل الاعلام لمللها من نقل حوادث، سببها الفساد دون علاج ناجع له. اذ بحسب العاملين في هذا المجال سوف يحفظ التحقيق او يقيد ضد مجهول. لان الفساد قد يكون له باب واحد لدخول دهاليزه لكن الخروج منه له الف باب ، وقديما قال احد الحكماء ينصح ابنه "احترس من الباب الذي له مفاتيح كثيرة". هذا هو حال كل قضية يكون الفساد عقدتها الرئيسة، لذا ينبغي لمن يتصدى لمثل هذه الحوادث ان يكون صارما منذ البداية حتى يحكم طرق الدخول اليها والخروج منها.
كلام ابيض : ســقـــوط أحــــدث جــســر
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 06:04 م