بغداد/ المدى والوكالات تراجعت اعمال العنف مع اقتراب موعد ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط نظام صدام، وهي خطوة لا بد منها لتحقيق الاستقرار بالتزامن مع انسحاب نصف القوات الاميركية المنتشرة في البلاد. ووفقا للاحصائيات الرسمية، فقد قتل اكثر من ثلاثة الاف مدني وعسكري وشرطي، بين كانون الثاني وتشرين الثاني من العام الحالي.
ويبدو هذا الرقم هائلا بالنسبة للدول التي تشهد استقرارا امنيا، لكنه يمثل انخفاضا مهما مقارنة مع مقتل حوالى سبعة الاف شخص عام 2008 و18 الفا عام 2007، وحوالى 35 الفا عام 2006 عندما بلغ العنف الطائفي ذروته. واستهدفت القاعدة العديد من المؤسسات الحكومية في بغداد خلال الاشهر الماضية. ومنذ 19 اب الماضي حتى الثامن من كانون الاول الحالي، وقعت هجمات بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون ضد مبان حكومية مثل وزارات الخارجية والمالية والعدل ومباني محافظة بغداد ومحكمة الكرخ ما ادى الى استشهاد حوالى 400 شخص واصابة نحو 1500 اخرين بجروح. ودفعت هذه الهجمات بالبرلمان الى الاستماع لرئيس الوزراء نوري المالكي والوزراء الامنيين، الدفاع والداخلية، ومدير جهاز المخابرات بالوكالة للكشف عن اسباب عدم قدرة الحكومة على الحد من الهجمات. وسيشكل الامن احد المحاور الرئيسة للانتخابات المقرر اجراؤها في السابع من اذار المقبل، كما سيعطي اجراء الانتخابات اشارة للخطوة ما قبل الاخيرة لانسحاب القوات الاميركية. وبمطلع العام المقبل، سينتهي وجود القوات المتعددة الجنسية ليصبح «القوات الاميركية في العراق». ففي الثلاثين من حزيران الماضي، انسحبت القوات الاميركية من المدن والنواحي والقصبات، وسلمتها الى قوات الامن العراقية. ومع نهاية اب 2010، سينسحب خمسون الفا من القوات القتالية في العراق على ان يبقى 65 الف عسكري يفترض ان يغادروا نهاية عام 2011.من جهة اخرى، عبر مستشار الامن الوطني العراقي عن اعتقاده بان تنظيم القاعدة وانصار صدام سيواصلون استهداف الوزارات في الفترة التي تسبق الانتخابات في آذار بغية تقويض مصداقية الحكومة. واضاف صفاء حسين: ان نشاط تنظيم القاعدة قد تقلص بشكل كبير، وهو موجه بشكل متزايد من قبل البعثيين الذين تسللوا الى قلب المجموعة ويحددون ستراتيجيتها. ووجه انتقادات الى سوريا بسبب عدم «بذلها المزيد من الجهود لمنع تدفق مقاتلي القاعدة»، الذين قال انهم كانوا الى حد كبير مدعومين ماليا من قبل عائلات ثرية سعودية. وقال المستشار «في الآونة الاخيرة، وخلال الاشهر الستة الماضية، كان هناك تغيير في ستراتيجية القاعدة، نعتقد انه ناجم عن تاثرهم بالبعثيين».وتابع ردا على سؤال عما إذا كانت المجموعة ستواصل شن هجمات مماثلة للتفجيرات الدموية المتزامنة الاخيرة «نوياهم لا تزال في هذا الاتجاه اعتقد انهم سيواصلون ذلك خلال فترة الانتخابات». واوضح حسين: ان عدد مقاتلي القاعدة انخفض من حوالى عشرة الاف الى اقل من الفين في الوقت الحاضر، لكنه اضاف: ان ستراتيجية المجموعة تحدد بشكل كبير من قبل مجموعة حزب البعث. وتابع ان «نسبة المقاتلين الاجانب في المجموعة كانت تقدر بنحو عشرة بالمئة، لكن هذا الرقم انخفض واكبر مجموعة من الاجانب في القاعدة كانت من السعوديين، يليهم اما الليبيون او المصريون.» واشار الى انضمام عدد من البعثيين الى مختلف الجماعات المسلحة، بما فيها القاعدة، لان الحزب نفسه فقد الدعم والشعبية لشن هجمات عنيفة ضد الاميركيين. وقال حسين، «رغم اقتصار نشاط البعثيين في البداية على مستوى ادنى، فان وجودهم داخل القاعدة اكتسب اهمية بعد مقتل ابو مصعب الزرقاوي قائد التنظيم في غارة جوية اميركية في حزيران 2006». واضاف «كانت هناك ظروف ساعدت حزب البعث على الترويج لستراتيجيته داخل القاعدة لكن قبل ذلك كان التأثير في مستويات ادنى».من جهة اخرى، اكد المستشار ان «فلول حزب البعث، ومعظمها الآن في سوريا ودول عربية أخرى لديها مرشحون للانتخابات» التي ستجري في السابع من اذار. واضاف «انهم يستفيدون من تشويه سمعة الحكومة والكتل السياسية الرئيسة، لا اريد ان اقول ان في الخريطة السياسية هناك وجود لحزب البعث أو واجهة سياسية له، لكن أود القول ان البعثيين يفضلون بعض الشخصيات». وقال المهندس السابق الذي كان حتى ايار نائبا للمستشار السابق موفق الربيعي ان «الكثير من التأييد لتنظيم القاعدة مصدره اغنياء واصحاب نفوذ في المملكة العربية السعودية». وقال «ليس من الحكومة انما من بعض العائلات وضمنها عائلات في الحكومة». الى ذلك أكد القائد العام للقوات المتعددة الجنسيات للأمن الانتقالي الجنرال مايكل باربيرو وجود بعض الثغرات في عملية بناء الأجهزة الأمنية العراقية في ما يتعلق بقدرتها على مجابهة الأخطار الخارجية، مشددا على ضرورة معالجة ذلك من قبل بغداد وواشنطن. وقال الجنرل باربيرو في مؤتمر صحفي عقده في بغداد «قوات الأمن العراقية تواصل تقدمها في الكثير من المجالات وستكون جاهزة تماما للدفاع عن العراق من التهديدات الخارجية وتو
إشارات للخطوة ما قبل الأخيرة لانسحاب القوات الأميركية
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 06:10 م