TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (واحد يهبش، واللاخ يكول اح)

هواء في شبك: (واحد يهبش، واللاخ يكول اح)

نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 06:17 م

عبدالله السكوتييحكى ان اهل دار استأجروا (مهبّشاً) لتهبيش الرز وتهبيش الرز يعني فصله عن قشوره ليحضر بالشكل الذي يطبخ فيه ويوضع على الموائد ، فهبّش الرز امام دارهم وجلس على هذا الحال امامه رجل ، كان يقول بعد كل تهبيشة (أح)
 وبعد اتمام العمل وتسلم الاجور طالبه الرجل صاحب الأح بحقه منها ، فاستغرب المهبّش من هذه المطالبة وقال له: اي حق لك حتى تطالبني؟ فأجاب: ألم اعنك بقولي (أح)؟ فضحك الرجل من اجابته وانصرف. لا نريد ان نخصص فالأمر ممكن ان يعود علينا بالسوء ولكن حقيقته، ان في العراق واحداً يعمل وعشرة يقولون (أح) وهذا ما تجده في كل مكان والمصيبة ان العشرة يأخذون مرتبات اكثر من الذي يعمل (المهبش) الأصلي ، وهذا الحال نراه في بعض دوائر الدولة عسكرية ومدنية. بالأمس حكى لي زميل: ان اخاه مسكين يعطي راتبه لأنه في منطقة خطرة ولذا فهو يبحث عن عمل بديل ، تعجبت من طرح كهذا، وقلت: الا يستحي من هذا العمل ؟ لماذا لا يستقيل ويبحث عن عمل جديد ، اقل ما في الامر سيوفر هذه الفرصة لانسان اخر، للأسف ان الكثيرين يفعلون فعل شقيق زميلي والطامة الكبرى ان هناك ضباطا ومدراء ودرجات عليا تسقط نفوسهم ليأخذوا صدقات الذين يتحايلون على مؤسسات الدولة ، يساعدهم على ذلك بعض المتنفذين الذين ابدلوا امننا خوفا جراء ما يقومون به من خرق للقانون، يتلوه خرق امني يذهب بمئات الشهداء والمعاقين الذين يضافون الى عبء الوطن وهو ينوء بحمله الثقيل، ارى ان هذه المسألة وعلاجها يأخذ اولوية حين نفكر بالحلول الناجعة التي من خلالها نستطيع القضاء على الفساد المالي والاداري، قضية من يعمل ويتعب والآخر الذي يقول (أح) حيث يأخذ نصيبا وفيرا وعاليا ، والأمر يتعدى هذا فهناك من يعمل في ثلاث دوائر في ذات الوقت، وفرحنا حين عمدت الدولة الى علاج هذه الحالات ولكنها توقفت عند مرحلة اولى ولم تكمل طريق البحث والتنقيب لكشف هؤلاء وعرضهم على القانون كي ينالوا جزاءهم العادل ، وحتى نحمي المجتمع من هذه العقليات التي اتت على بنيته واوقعته فريسة بيد الارهاب والتطرف والتحايل. لو نعمد الى تكريم من يخبر عن هؤلاء كما عمدنا الى تكريم من يخبر عن السيارات المفخخة، فهؤلاء لا يقلون خطرا عن المفخخات وسينفجرون ولو بعد حين. او نلجأ الى اسلوب آخر في التشجيع والاهابة بأبناء العراق ان يخبروا السلطات عن هذه الحالات زائداً انشاء جهاز حكومي متخصص لمحاسبة هذه النفوس الضعيفة وعلى الدولة ألا تكتفي بفصلهم وانما الاحرى بها ان تحاسبهم وتضعهم تحت طائلة القانون كي يرتدع من تسوّل له نفسه ان يأخذ شيئا ليس له. ونحن لسنا بحاجة الى من يقولون (أح) فالميزانية مثقلة برواتب الحمايات والسواق وغيرهم، ناهيك عمّن امتهن البطالة المقنّعة ليقنع الاخرين انه يعمل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram