جلال حسن في تقرير صدر عام 2005، حدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة 311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق. وقال: إن تطهيرها يتطلب سنوات عدة. ولا يوجد لدى وزارة الصحة أرقام خاصة بعدد حالات السرطان التي قد تكون ذات صلة بمخلفات الحروب أو ناتجة عنها.
واليورانيوم المنضب، ووفقا لذوي الاختصاص،هو معدن ثقيل ونتيجة ثانوية لعملية تخصيبه، ويمكن لهذه المادة أن تدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق، وتناول الأغذية الملوثة ، وتناول الطعام عن طريق الأيدي الملوثة ، أو تعرض جرح مفتوح للغبار أو الحطام الملوث. وبما ان بلدنا العزيز دخل ثلاث حروب مدمرة استخدمت فيها كافة انواع الاسلحة الفتاكة والتقليدية والتدميرية والاهتزازية ،تضاف اليها مشاكل تلوث المياه والهواء والاتربة الناجمة اساسا من الانبعاثات من السيارات والمولدات في المناطق المزدحمة ، قد حولت جميعها العراق الى احد اكثر بلدان العالم تلوثا. وزارة البيئة في تقاريرها وتصريحات المسؤولين فيها تؤكد ان مستويات التلوث آخذة في الارتفاع وبشكل كبير، وتوضح ذلك من خلال تحديد اماكن ومركبات عسكرية ودبابات ملوثة بالمواد المشعة يعود تأريخها إلى حربي 1991 و2003، ولكن لم يتم اتخاذ اي إجراءات للتخلص منها، وتعترف صراحة بضعف الاشراف الحكومي على النفايات التي يتم تصريفها في نهري دجلة والفرات. وتشمل هذه النفايات مخلفات الصناعات الثقيلة والدباغة ومصانع الطلاء، وكذلك مياه الصرف الصحي ونفايات المستشفيات. واستخدام الأسمدة الكيميائية من دون تخطيط فضلا عن مخلفات الحروب والقصف باليورانيوم المنضب. وتشير احصائية اعدتها شعبة تعزيز صحة البصرة الى تسجيل 340 حالة اصابة بسرطان الدم نتيجة مخلفات الحروب. وركزت الاحصائية على سرطان الدم فقط، لان عدد الاصابات بهذا النوع ارتفعت ارتفاعا حادا في المحافظة. مع الاخذ بنظر الاعتبار ارتفاع كمية اليورانيوم في التربة الى 10 الاف بيكربل للكليو غرام الواحد في عام 2009، وتسجيل كميات اكثر في المناطق التي تركت فيها مخلفات الحرب. ما يفزع من التلوث حجم الاصابات المرضية وخصوصا السرطانية التي يعانيها المواطن في الاماكن القريبة التي قصفت بأطنان من المتفجرات الثقيلة التي تشع سمومها الى الابدان والنفوس يوميا، وما تترك من اثار نفسية وتشوهات خلقية ومخاوف مستقبلية، نتيجة عدم اتخاذ أي اجراء عملي للتخلص من اشعاع ينذر بكوارث لا يقدر مداها الا ذوو الاختصاص. الطامة الكبري حين تترك هذه المشكلة في ادراج النسيان وتُطوى بحجج واهية وتبريرات غير منطقية وإلقاء التهم . اذن ما الحل ؟ اذا كانت وزارة البيئة تشتكي من اتساع رقعة التلوث مع قلة التخصيصات المالية . والمنظمات الدولية تلقي التهم على بعض الوزارات بعرقلة اعمالها وعدم افساح المجالات لها بالكشف والمعالجة، والبعض الاخرلا يرغب بالعمل للظروف الامنية . سؤال لايجد غير اجابة واحدة تتمثل بحملة دولية انسانية تسعى الى رفع مخلفات الحروب رحمة بالناس الابرياء. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : مخلفات الحروب
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 07:03 م