عامر القيسيتناقلت وسائل الاعلام المختلفة خبر استقالة وزير الزراعة الاردني لان الرجل اكتشف فسادا ماليا في وزارته بمبلغ مليون دينار اردني والسبب ان الوزير المحترم أراد ان يحفظ ماء وجهه من سلوكيات لصوصية لم يقم بها ولم يسهل ممارساتها،
وقال بيان الوزير، انه احتراما لتأريخه وسمعته فانه يقدم استقالته بسبب الفساد الذي انكشف في وزارته. الخبر المحلي يقول ان مفوضية النزاهة العراقية عانت وتعاني وبمرارة من حماية كبار المسؤولين لمسؤولين اقل درجة منهم متهمين بقضايا فساد مالي واداري زكمت رائحتها الانوف، وان الغالبية العظمى من أوامر القاء القبض على الكثير من الملطخة اياديهم بالمال العام لايمكن تنفيذها بحقهم بسبب هذه الحمايات! ثقافتان تؤكدان حضورهما في مجتمعين يعانيان من الآفة ذاتها بنسب مختلفة. الاولى ثقافة احترام الذات والتأريخ والسمعة الاجتماعية والسياسية، والثانية (تطنش) عليهما معا من باب، اذا كان الكلام من فضة فان السكوت من ذهب! والسكوت بمعناه الاشمل هو الموافقة المستترة كما تقول الفنانة لميعة توفيق في احدى اغانيها (سكوتي من رضايه). لن نناقش السكوت واسبابه لاننا بذلك نفتح علينا بابا لاتعجبنا رياحه! لكننا نتساءل ويشاركنا في ذلك المواطن على ما اظن: من سمع منكم باستقالة مسؤول عراقي على خلفية قضايا، وليس قضية، فساد مالي واداري ورشاوى وتلاعب بالمال العام بالمليارات وفي معظم وزاراتنا ومؤسساتنا من كاتب الصادرة حتى الوزراء؟ بامكاننا ان نجيب بكل ثقة: لااحد استقال لكن الجميع اعلن استعداده لمحاربة الوجه الآخر للارهاب وهو: الفساد المالي.. وبدل مرحلة الاستعداد تبدأ الضغوطات لانقاذ هذا اللص أو ذاك من قبضة العدالة.والانقاذ له درجات ايها السادة اسفلها لفلفة الموضوع في جلسة عشائرية أو حزبية أو توافقية (حسب ضخامة الضربة)! واعلاها ختم جواز اللص وتهريبه خارج الحدود حيث يطويه النسيان وتعافه الذاكرة الشعبية وسط همومها اليومية المتفاقمة! لانريد ان نذكر الكثير من امثلة الاستقالة هذه من العالم المتحضر، لان الثقافة السائدة في تلك البلدان تصل الى حد ان رئيس بلدية روما قدم استقالته ايضا قبل عدّة اشهر، ليس بسبب فساد ورشاوى، ولكن لان فرقة انقاذ بلدية روما فشلت في انقاذ مجموعة من الجراء علقت بين شقي حائط، والذي قبله استقال لان امرأة طليانية سقطت في وحول احد شوارع روما وانكسرت احدى ساقيها. لقد ضربنا مثالا قريبا حدوديا ودينيا وقوميا وتأريخيا نذكر به السادة المسؤولين، ان ثقافة الكرسي الابدي قد سقطت مع صانعها، وان من يريد ان يبني العراق الجديد عليه ان يكون بمستوى مسؤولية حفظ ماء وجهه وتأريخه، ان وجد، وسمعته السياسية التي يرغب ببنائها في مسرح العمل السياسي والحياة السياسية الجديدة. احد المواطنين لايريد ان يعتب على المسؤول ويوجه لومه وعتبه للكتلة التي نصبّته والحزب الذي رشّحه، والانكى من ذلك الاصرار على حمايته من قبضة العدالة! ان نسمع باستقالة مسؤول، فهذا ترف مابعده ترف! لكننا على اقل تقدير ايها السادة المسؤولون لانريد ان نسمع او نرى أو نقرأ انكم الجدران صعبة الاختراق للقبض على سارقي اموالنا واموال اطفالنا. فهل سنشهد ذلك اليوم؟
وقفة: مــــاء الـوجــــه!
نشر في: 30 ديسمبر, 2009: 07:06 م