خليل جليلبالأمس طوى عام 2009 صفحاته وسط ازمة حقيقية تواجهها كرة القدم العراقية ما زالت فصولها ملتهبة، ويبدو أنها ستأتي على الاخضر واليابس ليكون الخاسر الوحيد فيها هو جمهور كرة القدم والشارع الكروي العراقي
وليس أطراف الصراع الذي يصر البعض من اطرافه ومع سبق الاصرار على ان تبقى هذه الازمة وهو يغض الطرف عن الحلول المنطقية والقانونية للقضية ، بل يصر على الابتعاد عن كل ما اتيح من مساحة صغيرة لايجاد الحلول لها. لقد كنا نودع الاعوام باستذكار سلسلة الانجازات والمآثر الكروية التي ما زالت راسخة في اذهان عشاق كرة القدم في العراق بعد ان اصبحت مصدر فخر ومباهاة بدأنا الآن نتحسر على تلك المآثر لنتفرغ الى واحدة من صفحات الصراع الخالي من كل الاهداف والنيات في اطار الصراع المستعر من اجل المكاسب والمغانم وتصفية الحسابات لاغير ذلك، تاركين ما يتعلق بسمعة وهموم الكرة العراقية خلف الظهور على أمل ان تجد لها الايام الحلول المنسجمة مع تلك المطامع والمآرب الشخصية. فقبل ان ندخل العام الجديد كنا نتطلع الى واقع جديد ليحيط بشأن الكرة العراقية وان تنفض عنها غبار الخلافات والصراعات في اللحظات الاخيرة من العام المنتهي عندما كنا نتشبث بالآمال لكي تجد الكرة العراقية سبيلاً لينهي ازمتها بيد ان كل ما اثير من احلام وردية ومواقف كانت تشير الى قرب انفراج الازمة كان لا يتعدى سوى انها مجرد مواقف اتت لاعتبارات ادبية وفي اطار الاكتفاء للاستماع للآخرين وتلبية دعوات الاستماع من دون اظهار اية رغبات بوضع حد للازمة والتعاطي معها بكل تجرد من اية مطامع عبر موقف واضح وصريح. اليوم نعتقد ان المهلة التي حددها الاتحاد الآسيوي أمام حسم مشاركة ممثلي الكرة العراقية اربيل والنجف في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وأسدل عليها الستار اليوم تكون قد بددت كل الآمال وهما اصبحا فعليا بعد الثالث من كانون الثاني الحالي خارج أسوار البطولة البداية الحقيقية للازمة الكروية بل باتت منتخبات الشباب والناشئين وكرة الصالات تنتظر ايضا المصير ذاته غدا او بعد غد لتضاف الى صفحات الكرة العراقية فصول جديدة من الانتكاسات والتداعيات الحقيقية التي تواجهها الآن. ونحن نستقبل اليوم عاماً جديداً يبقى التساؤل الابرز الآن هل ندع لهذا العام ان يكون عام امتداد الازمة ام سيكون عام البحث عن كل عوامل التطلع لكي نرى هناك في الأفق ما يشير الى وجود نيات عراقية خالصة سيكون لها دورمؤثر وكبير في انتشال كرة القدم العراقية من هذا الواقع والانطلاق على مساحة جديدة من العمل المخلص لبناء مستقبل الكرة العراقية وايجاد ارضية لانهاء كل النزاعات. نعتقد بكل ثقة ان ما زال امام هذه العوامل طريق طويل وعمل شاق ومجهد لكي نصل الى ما يمكن الكرة العراقية ان تجد اصحاب الحلول المستندة إلى رؤية تضع إزاءها الكرة العراقية لأسماء من اراد ان يدخل حلبة الصراع من دون اهداف متوخاة لمصلحة كرتنا ، بل لأجل ما ذكرنا هنا من مطامح ومطامع واضحة لا تقبل اي جدل وإلاّ بماذا يفسر عدم الارتكان الى اسس الحكمة واللجوء الى ما يجنبنا مرارة معاقبة منتخباتنا وفرقنا. على اية حال لا نريد ان نضع احداث الكرة العراقية برغم صعوبة مشهدها وشائكية مستقبلها في الاطار التشاؤمي في الوقت الذي نأمل فيه ان تكون هناك في المستقبل بوادر حقيقية لإنهاء هذا الوضع المعقد لمستقبل الكرة العراقية وإنهاء معاناتها بدواعي المصلحة الحقيقية لها.
وجهة نظر: عام الأزمة أم عام الانفراج؟
نشر في: 1 يناير, 2010: 05:38 م