وديع غزواناعتاد اكثر المحللين وصانعي الاخبار في وسائل الاعلام نهاية كل عام على تعداد واجمال حصيلة ابرز الاحداث التي شهدتها السنة المنصرمة وتسليط الضوء عليها خاصة في المجالين السياسي والاقتصادي.
في إقليم كردستان ومع انقضاء عام آخر من حق كل مواطن ان يفخر بما تحقق وشهدته مدنه من تطورات توزعت على كل القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية وغيرها من الخدمات. ورغم حجم المتحقق الذي لابد من الوقوف عنده فان ما نأمله أكثر ونتمناه ونحن نستقبل عامنا الجديد , التوقف بشكل اكثر عملية وتعمقاً لدراسة ما لم يتحقق وأسبابه ومدى انعكاس ما أنجز على حياة المواطنين وبالدرجة الاساس منهم ذوو الشهداء والمؤنفلين والبسطاء من ذوي الدخل المحدود أو الضعيف لأنهم الاغلبية وهم مقياس نجاح أي تجربة ومن ضمنها التجربة الكردستانية.. وحسبنا هنا ان نتوقف عند إحدى فقرات برقية تهنئة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية الجديدة لندرك حجم مايراد للمواطن الكردستاني من خير وهناء حيث جاء فيها (أتمنى ان تكون كردستان مشرقة ومعمرة دائماً , وان يشعر كل فرد بالفرح والسرور..). أما رئيس الحكومة الدكتور برهم احمد صالح فقد اكد في برقيته (ان حكومة إقليم كردستان ستعمل في السنة الجديدة من اجل تقديم افضل الخدمات للمواطنين , وتضع برنامجاً مناسباً يصبح عاملاً في توفير حياة سعيدة للمواطنين..). ان ماتحقق في إقليم كردستان وبشهادة العديد من المراقبيين الدوليين ليس بالقليل , لكن هذا لا يجعلنا نصاب بالغرور ولن يضيرنا اذا اعترفنا بأنه مازال هنالك الكثير الذي يتطلب جهداً مضاعفاً من الاجهزة الحكومية والمواطنين لتحقيقه خاصة في مجال تقليص الهوة او الفجوة الموجودة بين مراكز المدن والقرى والقصبات وبالدرجة الاولى النائية منها فهي التي قدمت التضحيات تلو التضحيات ولم تبخل بتقديم ابنائها شهداء على طريق الحرية والكرامة.. وقدموا خدمات للوطن لم ينتظروا إزاءها غير بناء شامخ تتحقق فيه المساواة والعدالة. صحيح انه مازال هنالك الكثير من التحديات تواجه التجربة الكردستانية وان مهمات متشعبة ومعقدة امام القيادة الكردستانية , لكن الصحيح ايضاً وما أثبتته التجربة ان امضى سلاح لمواجهة التحديات واكثرها فعلاً لانجاز المهام يتوقف على القرب والبعد من المضحين والبسطاء من ابناء الشعب والتخفيف عما لاقوه من قهر وحرمان في ما مضى من السنوات قبل 1991, كما ان من الوفاء اعطاء الاولوية لهم في الخدمات وغيرها. ما يجعلنا متفائلين اكثر ونحن نستقبل عامنا الجديد بتلك الزيارات المتعددة لرئيس الاقليم ومسؤولين آخرين لمناطق وقرى الاقليم ومناقشة مستوى الخدمات فيها.. وهي جزء من امنيات واحلام نرجو ان تتحقق في كل العراق ومن ضمنه كردستان.
كردستانيات: أمنيات وأحلام
نشر في: 1 يناير, 2010: 06:43 م