TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فــــارزة: حين ينشر السياسي غسيله

فــــارزة: حين ينشر السياسي غسيله

نشر في: 1 يناير, 2010: 09:12 م

علي حسينان تحدث خلافات بين المسؤولين أمر طبيعي ومفهوم..وان تخرج هذه الخلافات إلى نطاق العلن فهو جزء من المناخ السياسي الذي نتمنى ان تتفعل به الاراء ، أما أن تستخدم هذه الخلافات كوسيلة اومحاوله للتجريح الشخصي وتحريض الرأي العام فهذا أمر ليس طبيعيا وليس مفهومًا!
 نحن ندرك ان لكل من هؤلاء السياسيين اوالمسؤولين افكاره وخبراته واجندته السياسية التي قد تختلف عن زملائه حتى وان جمعتهم حكومة واحدة لذلك من المتوقع جدًا ألا تتطابق رؤى وأفكار ومواقف هؤلاء السياسيين وهذا مايبدو واضحا في النظر الى كثير من القضايا التي واجهت النخب السياسيه العراقية. ومن الطبيعي أن تخرج هذه الخلافات إلى العلن ، لأن هناك حالة نشاط غير عادية للصحافة والإعلام.. نشاط يحاصر السياسيين من كل الجهات ،يلاحقهم بستنطقهم ويحاول أن يفسر ويحلل كل كلمة يقولونها.. لكن ان يصر بعض السياسيين على نقل خلافاتهم الى صراع شخصي فهذا غير مفهوم لأنه من المفترض أنهم يدركون القاعدة التي تقول: إن المسؤولية تضامنية،أي أنهم كلهم متضامنون في أي قرار تتخذه الحكومة،ولا يشفع لأحد منهم أمام الرأي العام، أنه لم يوافق على قرار اتخذته الحكومة ما دام منتمياً لهذه الحكومة أو عضوًا فيها. أماغير الطبيعي وغير المفهوم أن تستخدم الخلافات بين السياسيين والمسؤولين في النيل من بعضهم البعض وتأليب الرأي العام ،المفروض ان هذا لايحدث مع سياسيين ارتضوا العمل ضمن واقع سياسي يؤمن بالتوافق. لكن للأسف بعض المسؤولين والسياسيين تجاهلوا ذلك.. تجاهلوا أنهم ينتمون إلى حكومة واحدة.. وأن هذه الحكومة تفرض الظروف السياسية والاقتصادية عليها أن تكون متماسكة حيث تواجه هجمة ارهابية ليست بالضعيفة،كما تواجه تدخلات خارجية ،فضلاًعن مشكلات اجتماعية حادة في مقدمتها الفقر والبطالة المطلوب محاصرتها بكل ما أوتيت من جهود، وبلاد تحتاج الى ثورة في الخدمات. لذلك أرى استثمار بعض السياسيين والمسؤولين خلافاتهم علنًا وعلى رؤوس الأشهاد لتوجيه ضربات تحت الحزام لزملاء لهم وتحريض الرأي العام عليهم والتشهير بهم إعلاميا، نوعاً من المراهقة السياسية. ولعل ما حدث مؤخرًا بين مسؤولي الاجهزة الامنية من تبادل الاتهامات حول التفجيرات الاخيرة ، وما يحدث هذه الايام بين اثنين من اقطاب الحكومة نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من تشهير علني يدعو للاسى والاستغراب..وما حدث من تداعيات حقل الفكة والتراشق بمصطلحات الخيانة والعمالة امور يجب ان يتوقف عندها الجميع فمن آليات الاحترام الهدوء في النقاش والابتعاد عن أسلوب (كسر العظم)..وما أتمناه لساستنا، أتمناه للمسؤولين انفسهم، نعم، لدي قناعة أن غياب المنطق يؤدي إلى الصياح فوق الورق وعلى الشاشات. المطلوب ان يشعرالمواطن أنه أمام نخبة سياسية متزنة لا تلجأ للتجريح إذا حدث واختلفوا في الاراء، فالأفكار والحراك الاجتماعي السياسي ضرورة، ولا أظن مطلقا أن سياسي، حكيم النظرة واسع الصدر يضيق بالراي الاخر وهذا الكلام ينطبق على البعض ممن ينتقد حتى من اجل النقد، لا أتصور أن «تسفيه»السياسيين بعضهم عمل وطني. الخلاصة نحن نبحث عن (احترام) الرأي ومن آليات الاحترام الهدوء في النقاش. إن محاولة البعض نشر غسيله امام الراي العام وما يصاحبه من ضربات تحت الحزام ليس حدثًا عارضًا ، إنما يمكن رصد هذه الظاهرة منذ فترة ليست قصيرة.. وهذا أمر يحتاج إلى وقفة.. ليس فقط لأنه لا يصح وإنما لأن ما يحدث ليس صراعًا سياسيا إنما هو للأسف الشديد صراعات شخصية، تنعكس على الشارع العراقي في اخر الامر اذا لم تتحول في النهاية الى سيارات وعبوات مفخخة تحصد ارواح الابرياء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram