TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ذكريات اذاعية: رئيس وزراء يطلب تمديد أغنية بدل نشرة الأخبار!

ذكريات اذاعية: رئيس وزراء يطلب تمديد أغنية بدل نشرة الأخبار!

نشر في: 3 يناير, 2010: 02:56 م

محمد علي كريم كانت إذاعة بغداد تستقبل عددا من الشخصيات الحكومية بين الفينة والأخرى لإشباع هوايتها وتسجيل ما تملكه الإذاعة من تسجيلات فنية او تملكه الإذاعة من تسجيلات فنية او الاستماع الى من يحبون من الفنانين قبل ان تستعمل أجهزة التسجيل فكان بعضهم يطلب ان نزوده بتلاوات القران الكريم من مقرئين يحظون باعجابه
ومن هؤلاء اذكر وزير الداخلية الاسبق سعيد قزاز فقد كان من المعجبين بالقارئ المرحوم محمد زكي شرف فطلب ان نسجل له تلاوات هذا القارئ فسجلنا له تلاوتين كريمتين مدة كل تلاوة نصف ساعة ولما طلب المزيد اعتذرنا له بان اذاعة بغداد لا تملك غير هاتين التلاوتين.وكان احد رؤساء الوزارات المعروفين في طليعة المترددين على اذاعة بغداد وخاصة في الاربعينيات عندما لم تكن لدينا اجهزة تسجيل فكان يأتي ويستمع الى من يحب من الفنانين في غرفة الرقابة الاذاعية ومن تلك الزيارات كان في احداها المرحوم يوسف عمر يقدم حفلته الغنائية وهو لما يزل مطربا ناشئا ويظهر ان رئيس الوزراء اعجب بصوته فجاء الى الاذاعة لكي يراه فقلنا له انه لا يزال يقدم وصلته الغنائية فانتظر حتى انتهى المرحوم يوسف من حفلته الغنائية فذهب اليه في الاستوديو ليراه وسأله عن اسمه ومن سكنة اية محلة ببغداد ومتى تعلم غناء المقامات واين؟ فاجاب يوسف عمر على كل هذه الاسئلة وهو يستمع اليه وعندها تدخل عازف القانون في فرقة الاذاعة الموسيقية وقال ان يوسف مغني مقامات وينتظره مستقبل باسم وسيكون من المغنين المشهورين فاخرج رئيس الوزراء من جيبه مظروفا يحتوي على رزمة مالية وقال لي وزع هذه على المطرب والفرقة الموسيقية وعلى افراد فرقة الإنشاد فنال يوسف خمسة وعشرين دينارا واخذ كل فرد من الموسيقيين خمسة دنانير وصار نصيب اعضاء فرقة الانشاد دينارين لكل عضو منهم.والمعروف عن رئيس الوزراء هذا انه من محبي الاستماع الى المقام العراقي فكان المرحوم عبد القادر حسون وهو من قراء المقام يحظى باعجابه ومحبته وكان يقدم حفلته الغنائية مدة ساعة واحدة مع فرقة جالغي بغدادي وعندما ينتهي من حفلة اذاعة بغداد ياخذ فرقة الجالغي ويتجه الى بيته لاكمال بقية السهرة والمعروف انه كان يرتدي الملابس البغدادية القديمة وهي الزبون والسترة والفينة.وذات اربعاء جاء الى الاذاعة وهو يرتدي الملابس الحديثة ويسير مختالا بها ولما سألناه عن سبب هذا التغيير في الملابس قال طلب مني رئيس الوزراء ان استبدل نمط ملابسي وقد تبرع لي بتفصيل بدلتين على حسابه.وجاءنا ذات مرة في عام 1941 قبل انتهاء حفلة المرحوم حسن خيوكة بدقائق جاء ماشيا من داره حيث كان يسكن في دور السكك المعروفة القريبة من الاذاعة في الصالحية وطلب ان يمد حسن خيوكة حفلته لما بعد الساعة العاشرة وعندما قلت له ان العاشرة موعد تقديم نشرة الاخبار قال دعه يغني واذيعوا النشرة بعدها فلبينا الطلب وخرج رئيس الوزراء مسرورا. وكان الوصي من المعجبين باغاني ام كلثوم وسجلنا له مجموعة منها على عكس الملك فيصل الثاني الذي كان يميل الى سماع الاغاني العراقية الخاصة المقام العراقي.مجلة الاذاعة و التلفزيون نيسان 1972

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram