TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > ميسان حدود سائبة وسماء مشاعة

ميسان حدود سائبة وسماء مشاعة

نشر في: 3 يناير, 2010: 05:26 م

رعـد الرسـامرتل كبير من العجلات الرباعية الدفع تقل جحفلا من الصيادين القطريين يقدر عددهم بـ140 شخصاً وبحوزتهم نحو 270 صقرا يجوبون أراضي شرق محافظة ميسان والهدف الرئيس هو أصطياد طير الحبارى. معلومة يتداولها الناس ولا تنفيها بعض المصادر الرسمية في الجهات ذات العلاقة.
وما يلفت الانتباه هنا هو أن هذه القافلة من الصيادين تتمتع بحماية الأجهزة الأمنية العراقية، وتحمل تخويلاً رسمياً بالصيد خلافا للأمر الوزاري الصادر من وزارة الداخلية في ايلول/2009 والذي ينص على منع الصيد لموسمين (عامين) حفاظاً على التنوع الاحيائي في هذه المنطقة. علما أن طيورالحبارى من الفصائل المهددة بالانقراض وتتمتع بحماية بحسب قانون أصدرته وزارة البيئة بهذا الخصوص.الكثير من مواطني المحافظة الذين لم تهدأ خواطرهم بعد من الاستفزاز الذي قامت به قوة عسكرية إيرانية صغيرة قبل أيام قليلة باجتيازها الحدود الواهية واستيلائها على بئر نفطية في حقل الفكة شرق المحافظة، وما تبع ذلك من تداعيات هيجت الشارع أثارها ضعف الموقف الحكومي ازاء الحدث،وكأن الأمر لايعنيها أو ان الحادثة وقعت في دولة ما، بعيداً عن بلدنا، ذلك الموقف الذي وصفه الكثيرون هنا بالرد الدبلوماسي الخجول مقابل تجاوز سافر على السيادة الوطنية، وباتوا يتندرون على المشهد السيادي , إن صح التعبير. وهم يتناقلون أخبار قافلة الصيادين القطريين التي تسرح وتصطاد وتمرح بتزامن مع الحدث وقريباً من موقعها الجغرافي في ذات المنطقة بحماية الأجهزة الأمنية التي من المفترض ان تتابع تطبيق أوامر منع الصيد هناك، ويؤطر بعض المواطنين حادثة الفكة وقافلة الصيادين القطريين ضمن لوحة واحدة، ويتساءلون ما إذا اصبحت سماء المنطقة مشاعة لصقور الخليج بعد ان غدت الحدود سائبة أمام أطماع الجارة إيران؟ وما إذا كان الوجود العسكري العراقي في المنطقة هو مجرد فزاعة عصافير لا غير؟ واذا كانت جمعية حماية البيئة، من منظمات المجتمع المدني في ميسان أكثر شجاعة من الجهات الرسمية المعنية وأصحاب القرار، وتقدمت عليهم بخطوات إثر قيامها برفع دعوى قضائية لدى المحكمة المحلية ضد الصيادين القطريين الأشقاء.فهل ستجرؤ شركة نفط ميسان وهي المؤتمنة على ثروة المحافظة النفطية وبضمنها حقل الفكة على رفع دعوى قضائية ضد شقاوات الجارة المسلمة وهم يستعرضون عضلاتهم في وجه كادر مسالم وأعزل من فنيي الشركة، ويحتلون بئراً في الفكة، ومن ثم يتراجعون خطوات لا غير، تذكرنا بلعبة الختيلة التي كنا نلعبها ونحن صغاراً؟سؤال يطرح نفسه وبقوة في الشارع الميساني، وعند جميع الشرائح الاجتماعية بلا استثناء، وهي تنظر لما تقوم به ايران بعين غاضبة، وما تفعله قافلة الصيادين القطريين من قتل لطيورنا في الوقت الذي تدعو أكثر من جهة الى تكاثرها، متناسية الجهات ذات العلاقة في المحافظة، الأمر الاداري لوزارة الداخلية، ونتساءل بحسرة الى متى تستمر هذه الأفلام المضحكة والمخجلة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram