اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > غياب الطبقة الوسطى.. خلل اجتماعي

غياب الطبقة الوسطى.. خلل اجتماعي

نشر في: 3 يناير, 2010: 05:50 م

البصرة/ باسم حسينعندما تستقل سيارة  (الكوستر) وهي  تخترق الشارع الرئيس لحي الجزائر سوف يبهرك منظر السيارات الفارهه ذات الألوان الجذابة والموديلات الحديثة،ومع ان متعة المشاهدة وان كانت مؤلمة لذوي الدخل المحدود الا انها حق مكفول للجميع، لكن  ليس بوسع كل شخص الدخول الى هذه المعارض باستثناء  ميسوري الحال!..
سيارات يبدو انها خصصت  لفئة من الناس دون سواها!، اما الفقراء وما أكثرهم فبوسعهم الذهاب الى محال بيع الـ (ستوتات)، اما اذا كان الشخص وضعه المادي أفضل من ذلك وأراد شراء سيارة فما عليه الا أن يذهب إلى  معارض السيارات في ساحة سعد المجاورة لجامعة البصرة، هذا الفارق الطبقي لا يقتصر على السيارات وموديلاتها فقط للدلالة على رفاهية بعض العوائل دون غيرها، بل ان الفوارق الطبقية التي ظهرت بعد عام 2003 أخذت بالتنامي بشكل متسارع لها دلالاتها وأسبابها ومنها:المستشفيات الأهليةازدهرت في البصرة كما في غيرها من مدن العراق الأخرى المستشفيات الأهلية على حساب المستشفيات الحكومية التي لم يعد بمقدورها تقديم العلاج المناسب   للمرضى بسبب توقف معظم الأجهزة الطبية لأشهر وربما لسنوات وليس لأسابيع او لأيام ونفاد الأدوية في الساعات الأولى من الصباح بحسب ما يؤكده المراجعون للمؤسسات الصحية الحكومية وتحديداً بعد تطبيق نظام الإحالة، وفي الوقت الذي كان  في البصرة  مستشفى خاص واحد أصبح في المدينة وخلال فترة وجيزة  عشرات المستشفيات، التي لا تخضع لرقابة الدولة وهو ما يعرض المواطن الفقير للابتزاز بطريقة أو بأخرى! فعلى سبيل المثال ان أجور العمليات الجراحية باهظة جداً يتم تحديدها  من قبل إدارة المستشفيات والأطباء!أما الأدوية التي تباع في صيدليات المستشفيات الأهلية فأسعارها ضعف أسعار الأدوية التي تباع في الصيدليات العامة!،في حين تشكل  (الإكراميات) مشكلة حقيقية يواجهها المريض وذووه أثناء فترة  العلاج التي لا يتجاوز  مداها ليلة واحدة او ليلتين على أكثر تقدير، يقول مشتاق طالب (موظف): تعرضنا للإحراج الشديد من قبل عمال الخدمات و الممرضات، فعلى ما يبدو ان وضع المريض او عائلته المادي لا يهمهم فهم يلحون أمام الناس لإجبارنا على دفع (الإكراميات) ويضيف: لقد تعرض غيرنا لذات الموقف وقاموا بدفع (الإكراميات) مكرهين!rnالمدارس الخاصة  ظاهرة المدارس الخاصة أو ما تعرف بـ (المدارس الأهلية) هي الأخرى  أخذت تتنامى في أرجاء المحافظة وخاصة في مركزها حيث ضجت  الشوارع بالإعلانات الدعائية التي  تنوه عن افتتاح مدرسة ابتدائية هنا أو إعدادية هناك ولا يكاد يمضي شهر واحد الإ وأعلن فيه عن افتتاح مدرسة أهلية!يقول ضياء الزيدي (طالب جامعي): اللافت للنظر ان المدارس الأهلية استغلت بشكل غير لائق جدران المدارس الحكومية للترويج عن إعلاناتها،وبذلك أباح أصحاب المدارس الخاصة لأنفسهم حق تشويه جدران المدارس الحكومية ومؤسسات حكومية أخرى في الوقت الذي التزمت فيه البلدية المسؤولة عن جمالية المدينة وكذلك  تربية المحافظة الصمت إزاء هذه الظاهرة الشاذة وغير الحضارية! ويؤكد صبيح الكعبي وهو موظف في إحدى مؤسسات الدولة:العائلة العراقية بصورة عامة باتت تفضل انخراط أولادها في المدارس الخاصة أثر تدني مستوى التعليم في المدارس الحكومية رغم التكاليف الباهظة التي تفرضها إدارات المدارس الأهلية، ويضيف: هناك  فئة من الناس تتلقى التعليم في مدارس بمواصفات وإمكانات معينة وتلاميذ يتلقون دروسهم في مدارس تفتقر الى مواصفات وإمكانات تتيح للطالب تلقي دروسه بشكل صحيح ولذلك نجد ان أكثر الطلبة هذه الأيام لا يجيدون  القراءة والكتابة رغم إن الطالب وصل  إلى الثاني أو الثالث متوسط! مشكلة التعليم أصبحت مشكلة عامة لا تنحصر بمنطقة ما او محافظة بعينها، المواطنة (أم علي) تعيد الى الأذهان التعليم في ستينيات القرن الماضي حيث تقول: المعلم او المدرس هو الأب الثاني للتلميذ، يدرس ويقدم  النصح والإرشاد  ويتابع الطالب في كل صغيرة وكبيرة، ملابسه، أظافره، شعره، سلوكه، المعلم لا يكتفي بإعطاء المادة للطالب، بل ينمي لديه الهوايات والمواهب،كالرسم والشعر والتمثيل،الهوايات الرياضية المختلفة،مثل كرة السلة والمنضدة، إضافة الى كرة القدم، كان المعلم  يشجع التلاميذ على قراءة  الكلمات والشعر في يوم رفع العلم، الآن لا يعرف جدول  الضرب، لا يعرف يقرأ، لا يعرف يكتب، اليوم كل شيء تبدل حتى احترام الطالب لأستاذه، المعلم يكاد يكون رسولاً يجب احترامه لا ان يسخر منه ويتطاول عليه من بعض الطلبة، كما يحدث في مدارس هذا الزمان وان كانت المسألة تتعلق بالتربية الأسرية، وتضيف: لابد من أن تكون هناك إعادة تقييم للوضع التعليمي في العراق عامة وليس في البصرة فقط لان القضية هرمية فإذا ما صلح الهرم صلحت القاعدة.rnالأحياء السكنية والتمايز الطبقي! في الوقت الذي لجأت فيه المئات من العوائل الى استغلال قطع الأراضي الفارغة والجزرات الوسطية والأبنية الحكومية بعد ان  نهبت ودمر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram