TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قبول حماسي لايشبه غير الرفض

قبول حماسي لايشبه غير الرفض

نشر في: 3 يناير, 2010: 05:58 م

حازم مبيضين لا تشبه دعوة رئيس حكومة غزة إلى توقيع ورقة المصالحة المصرية  في القاهرة، بترتيبات جديدة، وبهدف تشكيل حكومة توافق وطني، أكثر من رفض متجدد للجهد المصري، خصوصاً وأن القاهرة أكدت أكثر من مرة، رفضها لأي تعديل على ورقتها التي أعدتها بالتوافق مع حماس، التي تناور على عادتها،
وتعلن اليوم أنها تريد ما تصفه مصالحة حقيقية، وحكومة فلسطينية بشروط فلسطينية، ومؤسسة أمنية أمينة، وهي تعبيرات تقود إلى ما تعتبره هذه الحركة جمعاً بين العمل السياسي الملتزم والمقاومة. وليس غريبا أن يدعو الشيخ اسماعيل هنية قيادة فتح للاتفاق وتوقيع ورقة المصالحة بترتيبات جديدة، ويعني ذلك نسف الاتفاق والورقة المصرية من الاساس، وأن يكون التوقيع في القاهرة وليس في عاصمة أخرى، بعد أن كشف الرئيس الفلسطيني توجهاً حماسياً يدعو لتوقيع الورقة في عاصمة عربية أخرى.  حماس ترغب باستمرار الحوار الذي استمر لسنتين، وكأنه ليس بين يدي القيادة المصرية من مهمات، غير سماع حماس وتلبية رغباتها التي تتوالد كالفطر، وهي اليوم تطالب بتعديل بعض بنود الورقة المصرية وتوضيح مصطلحات تقول إنها فضفاضة، وهي بكل عنجهية تعتبر مشاركتها في النظام السياسي الفلسطيني فرصة تاريخية ثمينة، كانت قائمة أمام حركة فتح لكنها أضاعتها، وهي بذلك، تعلن رغبتها بالمشاركة في القرارات التي تتخذها منظمة التحرير الفلسطينية، وترفضها حماس رغم عدم انضمامها للمنظمة، ولا تنسى حماس على لسان الشيخ هنية محاولة مغازلة بعض الفتحاويين وهي تدعوهم للمبادرة  قبل أن تغرق السفينة، ويتجاهل الشيخ المقال أن استمرار انقلاب غزة على الشرعية يزيد يوما بعد يوم  الخلاف الفلسطيني والانقسام، وأن السنة الماضية كانت من أسوأ السنوات التي مرت على القضية الفلسطينية بفعل ذلك الانقلاب. معروف أن هناك حالة انعدام ثقة بين فتح وحماس وبين كوادر الفصيلين، وأن هناك حاجة لكثير من الوقت لإعادة الجسد الفلسطيني إلى حالتة الطبيعية لكننا وبفعل السياسات الحماسية بعيدين عن ذلك، ومعروف أن فتح بعد مؤتمرها السادس،أوصلت إلى مواقع القيادة وجوهاً جديدةً مفعمة بالطاقة، تقوم بإعادة البناء، وتسعى لتصحيح الأخطاء التي اقترفها بعض الفتحاويين، وهي مقتنعة أن التحدي هو الاحتلال وليس سلطة الحكم، ولهذا فان حكومة نتنياهو تواصل توجيه رسائلها الدموية لفتح، وللسلطة وللحكومة الفلسطينية. معتقدة أن العودة لنمط مواجهة يتمحور حول الاغتيالات كما حدث في نابلس قد يقود إلى رد فعل فلسطيني عنيف،يعقبه اجتياح هنا أو هناك يعفي اسرائيل من ضرورة تنفيذ التزاماتها الدولية في المسار الفلسطيني. تواصل حماس لعبة طلب مزيد من التفاوض مع فتح، في حين أن حكومة نتنياهو التي لا تملك برنامجا للتفاوض، تطالب  الفلسطينيين بالاستمرار في مفاوضات يقولون فيها ما يريدون، بينما تعمل هي ميدانياً ما تشاء، ونتنياهو يريد مواصلة مفاوضات على لا شيء بموازاة مواصلة الاستيطان، ومؤسف أن لا يكون هناك رد فعل من الإدارة الأميركية إزاء  الموضوع، وإنها تتكيف مع الموقف الإسرائيلي، ولعل في ذلك دعوة لحماس بالسعي لتحقيق المصالحة، بدل اللجوء لمناورات مكشوفة لاتخدم القضية الوطنية، خصوصاً وأن هناك أحاديث عن مساع تبذلها عاصمة عربية لطرح خطة لاستئناف مفاوضات التسوية. وقد حظيت بموافقة ودعم أميركي، ورضا كل من إسرائيل وقيادات في السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتضمن الخطة وقفاً غير معلن للاستيطان، واستعداد إسرائيل لمناقشة حدود الدولة الفلسطينية، شريطة قبول السلطة بتبادل الأراضي، ويترافق ذلك مع الافراج عن قيادات فلسطينية في السجون الإسرائيلية، وكل ذلك في رزمة واحدة يتم بموجبها تحديد جدول زمني للمفاوضات بما لا يزيد عن عامين وأن تجري هذه المفاوضات من خلال إطار واضح يأخذ بعين الاعتبار الرؤية الفلسطينية حول كافة القضايا.وهذا بالضبط ما يدعو حماس للتوقف عن مناوراتها وتوقيع ورقة المصالحة لتقوية موقف المفاوض الفلسطيني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram