TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : حجب الحقائق

كلام ابيض : حجب الحقائق

نشر في: 3 يناير, 2010: 06:22 م

جلال حسنبالرغم من امتناع غالبية المسؤولين في الدوائر الحكومية، ومجالس المحافظات والمكاتب الاعلامية عن الادلاء بأي معلومات، تقيدا بقرارات تصدرها دواوين المحافظات، والتي تشدد في تبليغاتها على عدم اعطاء وسائل الاعلام ، أية تصريحات تكشف فيها عن خطط العمل والموازنة ،
 ومراحل تنفيذ المشاريع المصادق عليها والمتلكئة واعداد المشاريع التي اعيد العمل بها مرة اخرى، ونسب صرفيات الميزانية للعام الماضي. هذه العرقلة باخفاء المعلومات وبعيدا عن الشفافية تثير اكثر من علامة استفهام وشك واضح. برغم ذلك فأن مراسلي المدى واجهوا صعوبات جمة في اعداد تقارير عن محافظاتهم بمناسبة الملف السنوي الذي اعتدنا علية تقليدا كل عام جديد. الصعوبات الناجمة عن المعلومة، وسد الابواب دفع الصحفيين الى اجراء لقاءات عامة مع المواطنين الذين اجمعوا بلا استثناء على غياب واضح للخدمات، واستشراء ظاهرة الفساد المالي والاداري بشكل علني وغير معقول. فضلاعن تكلس ازمة البطالة ، وسوء الاوضاع الامنية. اعتراف المواطنين بمعاناتهم اليومية يمثل حقيقة نبض الشارع العراقي، وبقاء الامور على حالها يكشف بما لا يقبل الشك ان بعض المشاريع ومن التي تعلن والمتمثلة ببناء المدارس والمستوصفات والطرق والمجسرات عبارة عن احتفاليات تتمثل بوضع حجر الاساس ، في الوقت الذي تعاني مشاريع اخرى ومن التي اعلن عنها أيضاً قبل سنوات من التلكؤ الصادم وتحتاج الى اعادة العمل مرة اخرى. المواطن ما زال يئن من واقع خدمي مترد ومعدوم احيانا خصوصا في الاقضية والنواحي والقصبات البعيدة ، ولا يسير على شارع مبلط ، ولم يصله ماء صافياً خالياً من التلوث والامراض الوبائية ، ولا يجد كهرباء، وليس امامه غير اكوام القاذورات المتراكمة واخطبوط البطالة.. لسنا من المتشائمين ولكن تشخيص الاخطاء واجب وطني من اجل ايجاد حلول موضوعية ومن حقنا ان نتساءل لماذا يهرب المسؤولون من اي سؤال اعلامي؟، واذا أحرج المسؤول في موقف ما ، فأن الاجابة تكون غير وافية واحيانا غير منطقية ، كانشغاله، باعمال جانبية لا تمت بأي صلة لاعماله الرئيسة والمناطة به من قبل الحكومة فضلا عن غموض وتجاهل مقصود. هؤلاء المسؤولون وضعوا المواطن في خانة المقارنة المؤلمة. المقارنة التي لا يتحسر فيها المواطن على ايام الديكتاتور الظالم اطلاقا. بل صار يتأسف على مسؤولين انتخبهم بارادته ، وخيبوا الظن في ايجاد فسحة أمل حقيقية في زمن كثر فيه الارهاب والمفسدين. jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram