TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > باحث أميركي: استفدنا من تجربتنا في العراق بأفغانستان

باحث أميركي: استفدنا من تجربتنا في العراق بأفغانستان

نشر في: 3 يناير, 2010: 07:09 م

واشنطن/ وكالاتاعتبر «معهد من اجل امن اميركي جديد» للابحاث ان الادارة الاميركية استفادت من الدروس التي تعلمتها من تجربتها في العراق خصوصا في الجانب الميداني من خطط عمل القوات العسكرية على الارض، مشيرا الى ان خطة زيادة القوات في العراق لم يكن لها اثر ستراتيجي لانها لم تؤد الى تحقيق اختراق سياسي، وهو ما يجب التنبه له في افغانستان.
 وحاول الباحث في المعهد الاميركي توماس ريكس الذي تناول حرب العراق في كتابين هما «الخيبة» و «المقامرة»، وعمل على تغطيتها لصحيفة «واشنطن بوست» الاميركية، الاجابة على تساؤل مركزي عما اذا كانت الولايات المتحدة وهي تنفذ ستراتيجية جديدة في افغانستان، قد تعلمت من الدروس العراقية. وعما اذا كانت ستراتيجية زيادة القوات الاميركية قد حققت نتائج في العراق، قال ريكس «أعتقد أن الزيادة في العراق كان لها تأثير تكتيكي، حيث حسنت الأمن، لكنها لم تحقق تأثيرا ستراتيجيا حيث انها لم تؤد الى اختراق سياسي، وظلت كل المشاكل السياسية التي كانت قائمة قبل الزيادة في العراق، على ما هي عليه». وتابع ريكس: «يمكن القول ان الزيادة كانت امراً جيداً لأنها أوقفت الحرب الأهلية التي كانت دائرة في وسط العراق، وكانت تودي بحياة آلاف العراقيين شهريا». وعما اذا كان هناك تشابه بين المهمة التي اوكلت الى القوات الاضافية التي ارسلت الى العراق والمهمات التي يفترض ان ينفذها الجنود الاميركيون المرسلون الى افغانستان الان، قال ريكس ان ارسال الجنود الان لا يتم من اجل القيام بالامور ذاتها فحسب، بل لتقوم بدور مختلف، مذكرا كيف ان الجنود الاميركيين كانوا يعملون خارج قواعدهم بين المدنيين في المناطق السكنية لانجاز امور على الارض. واوضح ان الخطة الأساسية التي اقترحها الجنرال ماكريستال، ووافق عليها الرئيس باراك أوباما حول افغانستان، «تقضي بأن يخرج الجنود من قواعدهم في المدن الرئيسة محاولين حماية السكان، أما في المناطق الريفية، حيث تجري عمليات طالبان، فلست مضطراً لتضع الكثير من الجنود، بقدر ما عليك احتواء تلك المناطق». واضاف «اذا كانت هناك أدلة واضحة على تمركز لمسلحي حركة طالبان أو مجموعات متحركة لتنظيم القاعدة، فانه يترتب عليك أن تخرج وتنفذ ضربات مكافحة الارهاب. اذن، ستكون هناك حماية للسكان في مناطق أساسية معدودة، ومكافحة الارهاب في باقي أرجاء البلاد». وبشأن ما اذا كان من المحتمل اعتماد نموذج «الصحوات» الذي جرى في العراق، في افغانستان وما اذا كانت تركيبتها القبلية والعشائرية مختلفة، قال ريكس «انها بلاد مختلفة جداً، لقد قضيت طفولتي في أفغانستان، وأحببت بالفعل تلك البلاد، بينما سأكون سعيداً بعدم العودة الى العراق مرة أخرى»، مضيفا ان الاميركيين يكررون ما فعله الجنرال ديفيد بترايوس في العراق حيث «توجه الى الأعداء، وقال لهم: ما هو المبلغ الضروري لشراء تعاونكم؟». وقال ريكس «قديما قيل انك لا تستطيع أن تكسب وفاء القادة الأفغان، لكنك تستطيع أن تستأجرهم»، موضحا ان استئجار الناس ليست فكرة سيئة اذا كانت تتيح لك مساحة تنفس للعمل، والاتيان بحكومة أفغانية جديدة، أقل فساداً» مشيرا الى انه متفائل بامكانية تحقيق ذلك. وحول الدرس المستفاد من العراق قال ريكس «أعتقد أن العنصر الأكثر أهمية الذي رأيته في العراق وقد نستخدمه في أفغانستان، هو التواضع»، موضحا انه «بعدما ظللنا لسنوات نقول للعراقيين كيف ستكون عليه الامور، صمتنا في النهاية، واصغينا. وجلسنا بالفعل مع الناس، وقلنا لهم: كيف ستعالجون المسألة؟ ما هي حلولكم؟ انها بداية الحكمة، ليس لأن حلولهم قد تكون أفضل من حلولنا فحسب، بل لأن حلولهم هي الوحيدة التي ستدوم». وكان قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس قد اشاد بالتقدم الحاصل في العراق، وذلك خلال مراسيم تغيير اسم القوات المتعددة الجنسيات الى القوات الاميركية، وهي الوحيدة الباقية في هذا البلد. وبعد انسحاب القوات البريطانية والرومانية والاسترالية في تموز الماضي، هناك 110 الاف عسكري اميركي يعملون تحت قيادة «القوات الاميركية في العراق» بدلا من «قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق». وقال بترايوس امام مئات الجنود في قصر الفاو غرب بغداد «الاحظ حصول تقدم منذ مغادرتي هذا البلد في ايلول 2008». واضاف «رغم التحديات الهائلة، هناك تقدم منتظم وهو متواصل حتى بعد انسحاب القوات الاميركية من المدن كما انه متواصل في وقت تتقلص فيه اعداد الجنود الاميركيين». يذكر ان القوات المتعددة الجنسيات ضمت في بادئ الامر حوالى اربعين بلدا لكن بعضها بدأ بالانسحاب اعتبارا من عام 2004 مثل اسبانيا ودول اخرى من اميركا اللاتينية. وستغادر الوحدات القتالية الاميركية العراق بحلول منتصف آب 2010، على ان تنسحب باقي الوحدات بنهاية العام 2011 وفقا للاتفاقية الامنية الموقعة بين واشنطن وبغداد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram