TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : خطأ الصلاحيات الـمـطـلـقـة

كلام ابيض : خطأ الصلاحيات الـمـطـلـقـة

نشر في: 4 يناير, 2010: 06:25 م

علي القيسي امتاز الحوار الصحفي المطول الذي اجرته (المدى) في حلقتين، مع امين بغداد الدكتور صابر العيساوي بجملة مضامين حيوية ، اماطت اللثام عما يعتمل في رؤوس الناس من اسئلة بصدد قضية الفساد الاخيرة ، بعض هذه الاسئلة يصل حد الرّيبة والشبـّهة بالجهود المضنية التي تبذلها دائرة واسعة، متعددة الخدمات مثل امانة بغداد,
 وهي تضطلع بأعمال وتحديات جسام، في مقدمتها ايصال الماء الصافي الصالح للشرب لأهالي العاصمة ، ثم سحب المياه الثقيلة (المجاري)، وكذلك نقل وتدوير آلاف الاطنان من النفايات والتخلص منها يوميا بطريقة صحية وبيئية حديثة، وكذلك إنشاء وادامة الحدائق والمتنزهات التي وصل عددها الى نحو 400 ، وغير ذلك من الاعمال التي يمكن ان نلمس بعضها بسهولة ، ونجهل بعضها الآخر. اتسم الحوار بالصراحة المطلقة التي تمتع بها الامين، وهو يجيب على الاسئلة التي تدور في الشارع بشأن قضية الفساد التي كانت بطلتها احدى الموظفات التي لم تتجاوز خدمتها الـ12 عاما، حيث استطاعت بمكر شيطاني خارق، ان (تلهف) مليارات الدنانير من المال ، متفوقة على منافسة لها ظهرت في التسعينيات في دائرة الامانة ايضا ، اطلقت عليها الصحافة وقت ذاك بـ"المرأة الحديدية" لهيمنتها على دوائر الامانة ولما ارتكبته من شرور ومفاسد طالت اموال الامانة كان نصيبها السجن سنوات عدة، وصودرت املاكها بسبب كيدها وحماقتها، وعدم تحسبها لمثل هذا اليوم . واذا كانت الموظفة المعروفة بـ"المرأة الحديدية" قد عرف الداني والقاصي بفسادها، إلا ان الناس كانت تخشى قوتها المستمدة من الرؤوس الكبار، فان الموظفة الثانية احاطت نشاطها المريب بسرية تامة ، وألاعيب شيطانية ، لكن الباطل لا يدوم، ولا تسلم الجرّة كل مرة ، وكاد المريب ان يقول خذوني ، فقد كشفت آثامها بفضل جهود الخيـّرين في امانة بغداد. صحيح ان هذه الموظفة (الماكرة) هي نموذج كريه من نماذج الفساد الذي يعشش في بعض الدوائر التي لم تنج منه ، وكنا نحسبها مسنودة من القطط السمان ، إلا انها اوتيت من جرأة قل نظيرها ، وذكاء حاد ، واستهتار مشين بالمال العام .. إلا ان ما حصلت عليه بفضل القانون من صلاحيات واسعة أهلتها لدخول الفساد، فالخطأ تتحمله ايضا هذه الصلاحيات التي سمحت لها بالتصرف بهذا الكم الهائل من الاموال!. ينبغي اذن مراجعة ذلك ، "ودرهم وقاية خير من قنطار علاج" ، كي لا تدفع دوائر الدولة من سمعتها ، ويذهب جهدها وجهادها أدراج الرياح بفعل بعض اللصوص الحمقى ، وكي لاتكون دائرة لها جهود جبارة مثل الامانة "علكا بأفواه المتقولين ، او المتصيدين بالماء العكر".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الصدر يغلق مرقد والده الى إشعارٍ آخر

فخري كريم: نتنياهو يتوهم بأن تغييب السيد نصر الله سيحمي "إسرائيل"

العراق يعلن الحداد العام 3 أيام تأبيناً لاستشهاد نصر الله

خامنئي: مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة

حزب الله يعلن استشهاد حسن نصر الله

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram