عبد الزهرة المنشداوي اشار لي صديق كنت بمعيته نتخطى احد الشوارع في بغداد ، اشار الى اكوام النفايات الملقاة على الرصيف وهي تنتظر من يقوم بنقلها الى اماكن الطمر فقال : عشت فترة طويلة في مدينة اسطنبول والتي تتميز بشتاء قارس البرد فكانت النفايات حينها مصدر الدفء في العمارة السكنية التي نسكنها.
وعندما سألته عن كيفية ذلك اجاب بالقول :توجد في كل شقة سكنية فتحة تتصل بمحرقة اسفل البناية نلقي بها ما لا نرغب فيه من مواد ،وفتات اطعمة ،وملابس قديمة ،وما الى ذلك فتعود علينا بالدفء.وفي هذا الجانب ايضا عرض التلفزيون تقريرا عن مواطن اوربي يستفيد من المخلفات وخاصة (البيلوجية)، من قشور فواكه وما الى ذلك من مواد متخلفة يمكن للتربة تحليلها، ومن ثم الاستفادة منها لتكون سمادا عضويا يجعل النبات يمتص ما يمتص من غذاء يساعده على النمو .المواطن المذكور احتكر نفاياته لحديقة منزله التي بدت من خلال الشاشة في ابدع صورة يمكن تصورها، فيها من الزهور والنباتات ما يمتع المشاهد.ما يؤسف له في مجتمعنا ما زالت الاستفادة من هذا الجانب معدومة تماما، فالنفايات لا نعرف لها فوائد تذكر بقدر الاضرار التي تنتج عنها.اكوام النفايات التي لا نعدم رؤيتها وفي كل زاوية استفادت منها القوارض والكلاب السائبة التي تكاثرت بشكل لايوجد له نظير. ما يحصل عليه المواطن مشاهد لا تسر، ومخاطر، بسبب انتشار الجراثيم والاوبئة وانبعاث الروائح الكريهة .ازدياد استهلاك المواطن بعد فترة التغيير لشتى انواع السلع والمواد جعله يلقي الى الخارج الكثير مما يتخلف او ما زاد عن استهلاكه، ونحن على علم بان البيت العراقي يرمي من الطعام اكثر مما يأكل، وهذه مشكلة يتوجب الانتباه اليها، والعمل على تثقيف ربة البيت لاستخدام الموازين والتقديرات التي يمكن لها ان تقلل من المخلفات إلى اقل مستوياتها.الجانب الذي يتوجب الالتفات اليه ان مخلفات العبوات البلاستيكة صارت تغطي شوارعنا وازقتنا ومردها الى الاستهلاك المتزايد والطلب المستمر عليها .هذه العبوات مصنعة من البلاستيك ويعتقد المختصون بأنها من اكثر المواد ضررا بالتربة كونها لا تتحلل داخلها بخلاف العبوات المعدنية التي تجد من يلتقطها لبيعها على معامل الصهر وحتى ان بقيت فانها قابلة للتحلل على عكس عبوة البلاستيك.نعتقد بأننا بحاجة ماسة الى معامل تدوير للنفايات، اذ ان فوائدها ستكون مزدوجة من النواحي الصحية والاقتصادية.كذلك تثقيف المواطن في هذا الجانب وتشجيعه على فرز النفايات حسب مكوناتها المعدنية والبلاستيكية و(البايلوجية) ومن ثم شرائها منه وتوزيعها على المعامل للاستفادة منها. بهذه الطريقة يمكن( ضرب عصفورين بحجر واحد)كما يقولون .فالعالم سبقنا باشواط طويلة في هذا الامر ويتوجب اللحاق به.
متى يتم تدويرها؟!
نشر في: 6 يناير, 2010: 04:07 م