ناصر حسينفي أواسط سبعينيات القرن الماضي أصدرت الحكومة قانوناً أسمته قانون «رعاية ذوي الكفاءات» وفي ضوئه وجهت الدعوة لأصحاب الكفاءات للعودة إلى وطنهم وخدمة العلم والبلد. إلا إن تلك الدعوات لم تلق آذانا صاغية إلا من عدد قليل جداً من العقول المهاجرة،
عادوا إلى وطنهم ففوجئوا بان اللوحة التي رسمت لهم عن بلدهم كانت مشوهة وبعيدة عما يدور على ارض الواقع، فحزم البعض منهم حقائبه وغادروا إلى ديار الغربة مرة أخرى.كان ذلك موضع نقاش في ندوات عقدت لهذا الغرض وعلى صفحات الصحف المحلية التي وصل الأمر يبعضها -جريدة الثورة مثلاً- إذ دبجت المقالات التي تطعن بوطنيتهم وإخلاصهم لشعبهم.كان ذلك موضع جلسة حوارية بين (ابوكَاطع) وخلف الدواح الذي ذكر لـ(ابوكَاطع) قصة فرس السادة التي كلفوا احد المقطوعة بهم سبل العيش لرعايتها مقابل اجر زهيد. إلا إن حصاناً غير مؤصّل والذي يسمى في الريف «كديش» تسبب في حرمان ذلك الشاب من عمله ذاك، واضطر لمغادرة منطقته إلى جهة مجهولة وانقطعت أخباره حتى التقى بعد سنين مع «خلف الدواح» في شارع الرشيد في بغداد وهو يرتدي أجمل الملابس وأبهاها ويقود بنفسه سيارة من افخر أنواع السيارات.سأل ذلك الشاب «خلف الدواح» عن ذلك «الكديش» وعما إذا كان قد مات وكان يود أن يعرف انه قد مات.استغرب خلف الدواح من ذلك السؤال وعن الهدف منه فأجاب الشاب من دون تردد: «إذا كان قد مات لأعمل له قبراً عامراً. فلولا ذلك الكديش ما صرت بهذه النعمة»
من وخزات «ابوكَاطع»
نشر في: 6 يناير, 2010: 04:59 م