TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > دوريّ صحراويّ

دوريّ صحراويّ

نشر في: 6 يناير, 2010: 05:45 م

إكرام زين العابدين بعد انتظار وتأجيلات مستمرة أصبحت سمة سائدة لمسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم منذ مواسم عدة، انطلقت مسابقة الدوري للموسم الجديد 2009 – 2010 بمشاركة 36 فريقا تم تقسيمهم الى مجموعتين شمالية وجنوبية.
ومن خلال متابعتنا لعدد من المباريات في ملاعب بغداد عبر المتابعة الميدانية او مشاهدتها من خلال القناة الرياضية العراقية وصلنا الى قناعة مفادها ان دورينا عبارة عن دوري صحرواي بكل ما تعنيه الكلمة لان الملاعب التي اقيمت عليها المباريات مصفرّة ولا يوجد ما يدل على لونها الاخضر، باستثناء بعض ملاعب اندية كردستان التي عملت اداراتها منذ اشهر السنة الماضية على زراعتها بالعشب الطبيعي من خلال التعاقد مع شركات سويدية متخصصة.وعندما سمعنا عن نية الهيئة المؤقتة لاتحاد الكرة بتشكيل لجنة لزيارة ملاعب بغداد والمحافظات قبل انطلاق الدوري فرحنا لان هذه اللجنة لن تسمح باقامة المباريات في ملاعب غير صالحة للعب، ولكن الحزن تسرّب الينا بعد ان شاهدنا العجب العجاب في مباريات الجولة الاولى للدوري الممتاز وهي عبارة عن ملاعب من العصر الستيني للقرن الماضي من خلال الارضية المصفرة والمدرجات التعبة وخاصة في ملاعب الفرق الجماهيرية (القوة الجوية والشرطة والطلبة والزوراء والكرخ). فما زالت الجماهير المسكينة تجلس على مصاطب كونكريتية تصاب ببرد الشتاء وحر الصيف وكاد دخول الجماهير في افتتاح الدوري ان يتحول الى كارثة بعد نهاية المباراة لولا تدخل الحكماء وانهاء التراشق بالكلمات والقناني الفارغة ولن ننسى سوء تنظيم جلوس الاعلاميين والصحفيين في المدرجات وكأن الصحفي يحضر الى الملعب من اجل التمتع وليس اداء واجب صحفي.أما مستوى اداء اللاعبين وخاصة في المباريات الجماهيرية التي تضم عدد غير قليل من لاعبي الخبرة الذين يعول عليهم في انتشال الفرق التي يمثلونها ويساهمون بتحقيق نتائج ايجابية لها فان اداءها غير مستقر، وللاسف فان هؤلاء اللاعبين كانوا عبئاً على فرقها وفي المقابل لم يظهر اي نجم من الممكن ان نسميه نجم الجولة الاولى من الدوري الذي كان فقيرا باهدافه باستثناء مباراة اربيل وزاخو التي انتهت برباعية نظيفة ولم نشاهد لاعبي منتخباتنا الوطنية يقدمون اداء جيدا او يسجلون الاهداف في مرمى الخصوم وكأن فرقنا المحلية خلت من المهاجمين الواعدين الذين من الممكن ان يتم اعدادهم للمنتخبات الوطنية.ان الفرق والاندية المحلية مازالت تعيش في عصر الهواية والمشكلة الاكبر ان ادارات الاندية التي كانت هاوية في الزمن الماضي تعمل بشكل افضل من ادارات انديتنا الحالية التي خلطت بين الهواية والاختراف والمشاكل التي لم تحسم بين اللاعبين والادارات الموجودة في اروقة الاتحاد العراقي لكرة القدم والهيئة المؤقتة الحالية دليل على كلامنا لاننا لم نحسم امرنا وعشنا (عصر التوهان) في صحراء كرة القدم العراقية.اننا عندما نكتب عن بعض الظواهر السلبية التي تصاحب دوري الكرة الممتاز نبغي من خلاله ان يطلع القائمون على الكرة العراقية على بعض السلبيات ومحاولة تجاوز بعضها خاصة ان اموالا كبيرة تصرف باسم الرياضة والشباب في بغداد والمحافظات ويجب ان تستغل في مكانها الصحيح، وان نعمل من اجل جعل ملاعبنا جنانا خضرا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram