TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > إحياء عملية السلام

إحياء عملية السلام

نشر في: 6 يناير, 2010: 06:07 م

حازم مبيضين تؤشر زيارتا الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر، ومحادثاتهما مع الرئيس المصري حسني مبارك، الى حراك عربي دبلوماسي رفيع، لمنع استمرار الجمود في عملية السلام، الناجم عن تعنت حكومة بنيامين نتنياهو، وضربها عرض الحائط كل الاتفاقات السابقة مع منظمة التحرير الفلسطينية،
وتجاهلها مطلب الرباعية الدولية بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ولا تبدو السعودية بعيدة عن هذه التحركات، إذ يقوم وزير خارجيتها بجولة في عدد من العواصم العربية في الإطار ذاته، على أن هذا الحراك، وما يقال عن اقتراحات أميركية ومصرية، لم يمنع عباس من تجديد مطالبته بوقف الاستيطان، قبل استئناف مفاوضات السلام المقترحة مع إسرائيل، وليس ذلك من قبيل فرض الشروط المسبقة، وهو ما يرفضه نتنياهو، بقدر ما هو مطلب بتنفيذ التزامات قبلتها الدولة العبرية نظرياً، وترفض تطبيقها على أرض الواقع. وكشف عن تفاهم مع القاهرة على ضرورة شمول القدس في عملية المفاوضات ووضوح المرجعية الدولية لهذه العملية.وتأتي هذه التحركات، عشية الزيارة التي سيقوم بها إلى واشنطن بعد أيام وزير الخارجية ومدير المخابرات المصريان، والأفكار التي سيبحثانها مع الإدارة الأميركية، كما أنها تأتي بعد محادثات أجراها عباس مع المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل قبيل لقاء مع العاهل الأردني للتباحث بشأن ما يقال عن مبادرة مصرية يجري تسويقها لاستئناف المفاوضات، تلقى دعم واشنطن التي تقترح أيضاً  خطة سلام جديدة، تقضي ببداية التوصل إلى اتفاق إقليمي، قبل الخوض في قضايا الحل الدائم وبينها القدس واللاجئون، وفي التفاصيل أن الأميركيين يرون أن نقطة الانطلاق هي التوصل إلى تسوية بين الموقف الفلسطيني بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 والموقف الإسرائيلي المطالب بحدود آمنة، وأن يكون أحد أسس التسوية تبادل أراض.  اللافت أن الدبلوماسية المصرية ترى أن هناك تطوراً نسبياً في خطاب نتنياهو، لكنها تشدد على رفض استئناف المفاوضات من دون وقف بناء المستوطنات بشكل كامل، ومع ذلك فانها تؤكد أن محادثات مبارك مع نتنياهو اتسمت بالإيجابية وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي  يبدو جاداً في محاولة استئناف العملية التفاوضية وكان يناقش المواقف التي تتجاوز ما سمعته القاهرة منهم منذ وقت طويل، وان لم يكن واضحاً أنه جاء بمواقف مختلفة لكنه يتحرك قدماً، وهذا ما شجع المصريين على مطالبته بالكثير من الإجراءات الداخلية التي ترفع الضغط عن الفلسطينيين، من قبيل إزالة الحواجز وإطلاق الاقتصاد الفلسطيني وحرية حركة الفلسطينيين وإتاحة الفرصة للاقتصادات العربية لكي تساعد الفلسطينيين، ولعله كان مفاجئاً أن الإسرائيليين وعدوا باتخاذ إجراءات تخفيف الضغوط، ومنها إتاحة حرية الحركة للمواطن والتجارة والعمالة وكل ما يمكن أن يحيي الاقتصاد الفلسطيني.نتنياهو يعلن أمام أعضاء حزبه بأنه تشجع كثيراً بالتزام الرئيس مبارك لدفع عملية السلام، وهو يتوقع ويأمل أن يرى مثل هذا الاستعداد لدى السلطة الفلسطينية،لأن الوقت قد حان لدفع عملية السلام إلى الأمام. وتدفع هذه التصريحات إلى توقع انطلاقة في العملية التفاوضية بعد أن أدركت إسرائيل عدم إمكانية فرض أجندتها بالكامل في هذه المنطقة، وبعد أن تبين لنتنياهو أن تحالفاته لتشكيل حكومته تقود الدولة العبرية إلى عزلة دولية لم تعتد عليها، وبعد أن تيقن أن التوجه العربي والفلسطيني نحو السلام جاد وحقيقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram