TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : فـي الـــدعــايـــة الـوبــائــيــة

كلام ابيض : فـي الـــدعــايـــة الـوبــائــيــة

نشر في: 6 يناير, 2010: 06:35 م

جلال حسن تشير مصادر وزارة الصحة في آخر احصائية الى ان عدد الإصايات بمرض انفلونزا الخنازير بلغ 2900 إصابة، بضمنها 553 إصابة بين الجنود الامريكان، وان عدد حالات الوفاة بلغ 42 حالة , ما يؤكد بالفعل ان المرض عادي جدا ولا يمكن مقارنته حتى بحوادث المرور.
فيما تؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية ان المرض أقل فتكا من الانفلونزا العادية، التي تصيب سنويا ما يتراوح بين 25 و50 مليون شخص في أمريكا وحدها يدخل منهم ما بين 150 و 200 ألف شخص المستشفيات، ويتوفى بسببها ما بين 30 و 40 ألفا سنويا، ما يعني أن عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير، يظل رقما عاديا لا يرقى إلى مستوى الوباء. هذه  الايام  تتصاعد حملة اتهامات حادة بين وسائل الاعلام الاوروبية ، والباحثين في مجال الطب، بشأن وباء انفلونزا الخنازير. على خلفية اسئلة غاضبة امام الجهات الصحية مفادها: ان هناك مبالغة في الدعاية للوباء وترويج لشركات الادوية. هذه الاسئلة تذكران الوباء لا يستحق هذه الضجة الاعلامية، بسبب ضعفه، ولم يتسبب في الدمار على النطاق الذي صورته التقارير الطيبة عبر تصريحات اعلامية مذهلة. تقول بعض الصحف: ان المرض ليس مخيفا , لكن هناك علاقات وغموضا يشعل الشكوك في العقود المبرمة بين الحكومات ومؤسسات الادوية.وبعيدا عن التحذيرات والشكوك  التي تصدر من هناك، لا يجوز الافتاء في هذا الموضوع .ولكن توجد علاقة تشمل جميع ابناء المعمورة، وهذا ما حصل بالضبط حين اصابتنا حالة من القلق والخوف، خصوصا بين عدد من اولياء الامور بعد توجيه تبليغات من دوائر الصحة والبيئة في بعض المحافظات والاقضية بغلق المدراس، خوفا من انتشار الوباء بين الطلاب وتعليق الدراسة فيها . ان الإشارة إلى المبالغة في الدعاية قد تكون في زيادة التمويل للأبحاث العلمية من أجل الاستعداد للأوبئة التي تظهر في المستقبل، لكنها بذات الوقت تترك اثارا سلبية تثير الرعب بين الناس، وتنتج ردود افعال متابينة وعكسية. إن مرض انفلونزا الخنازيرلا يختلف عن أي مرض آخر من الأمراض التي هبت علينا  من الخارج فجأة ثم اختفت فجأة ، مثل امراض كثيرة  كجنون الأبقار و انفلونزا الطيوروالإيدز وغيرها ، وكلها مستوردة من الخارج . ولكن غريب الامر أن يركز الإعلام على هذه الامراض بطريقة غريبة، بل تثير الفزع بين الناس وينسى الأمراض المستوطنة التي تفتك بمئات الالوف من المواطنين  سنويا، كالسرطان والملاريا والسل فضلا عن امراض ناتجة عن الجوع والفقر والجهل، ما يؤكد أن الإعلام المحلي ليس إلا مرآة عاكسة للإعلام الغربي. وامام الترويج الاعلامي الهائل  الذي اقام الدنيا ولم يقعدها، لم نسمع بأي اجراءات غير الفحص واعمال وقائية تتمثل في القيام بأشياء بسيطة من التي يمارسها الانسان العادي يوميا والمتمثلة بغسل اليدين بانتظام والعطس باستخدام المناديل الورقية، ما يدلل ان المرض ليس وباءً كما تصوره اجهزة الاعلام ، وكفانا الله شر الدعايات والمبالغات، وزعيق الفضائيات لإلهاء الناس.jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram