هل نحن في يوم 31 كانون أول أو في أول كانون ثان هل لازلنا أمس أم أصبحنا اليوم فعلا؟ الأشياء تبدو معقدة في خط التاريخ "التوقيت" الدولي في المحيط الهادي، عندما فتح الناس في جزيرة سماو بالبحر الجنوبي زجاجات المشروبات احتفالا بالعام الجديد، فان العام الجديد صار عمره 24 ساعة بالفعل في تونجا وهي بضعة جزر تقع إلى الغرب قليلا.
 ويفصل الجزيرتان 900 كيلومتر. لهما نفس التوقيت لكن بتواريخ مختلفة. وهذا يعنى ان اليوم في تونجا صار الجمعة لكنه لا يزال الخميس في سماو، والسماويون من ناحية أخرى يتصلون بأصدقائهم في تونجا يوم غد السبت لان هناك دائما يسبق هنا بيوم.. تشويش أليس كذلك؟ حسنا المسألة تمضى على النحو التالي: يتم احتساب الوقت المعياري في العالم وفق خط "جرينيتش ميريديان" بالقرب من لندن: تجاه الغرب الوقت خلف والي الشرق أمام، الساعة 11 صباحا عشية عيد الميلاد في لندن يتحرك المرء شرقا فانه يكون في وقت الظهر في برلين و7 مساء في سنغافورة وعند منتصف الليل في تونجا، وإذا تحرك غربا فان الساعة تكون العاشرة صباحا فقط في الازور والسادسة صباحا في نيويورك والثالثة صباحا في الساحل الغربي الأمريكي. ويكون اليوم قد بدأ لتوه في سماو : انها الساعة 00 : 00، وخط المواعيد "التوقيت" الدولي يفصل تونجا وسماو. يقول الألماني رونالد كوبيك الذي عاش في تونجا سنوات وصار الآن يقيم في سماو " تستطيع بسهولة أن تحتفل بعيد ميلادك مرتين"، لقد عبر هذا الخط التخيلي مئات المرات بعضها عن عمد. ويقول "في عام 1978 بمناسبة عيد ميلادي الخمسين وفي عام 1988 بمناسبة عيد ميلادي الستين طرت من تونجا الي سماو واحتفلت مرتين"، بيد انه بالطبع يمكن ممن لا يكونون في الحالة المزاجية للفرح ان يستفيدوا من الوضع أيضا، فإذا ما حزم احدهم حقائبه مبكرا فعلا في سماو واستقل الرحلة الجوية الي تونجا ومدتها ساعة واحدة فانه يصل عندما يكون اليوم الكئيب قد انتهى. وقضية اليوم الضائع أثارت فزع الطاقم الذي كان مع أول رجل يدور حول الأرض فيردناند ماجيلان الذي خرج من اشبيلية في أسبانيا واتجه غربا عام 1519، احتفظ الناجون من الرحلة بسجلات تفصيلية وخافوا على خلاصهم السرمدي عندما اكتشفوا عند عودتهم عام 1522 انهم فقدوا يوما بأكمله. وعلى كل من يقضى أجازة بالقرب من خط التاريخ أن يتوخى الحذر عندما يحجز رحلات جوية وفنادق على سبيل المثال. والسياح الذين يطيرون في 30 كانون اول من تونجا الي سماو بحاجة الي حجز حجرة في فندقهم في سماو يوم 29، والذين يطيرون في الاتجاه المعاكس يتعين ان يحجزوا حجرتهم لتونجا في 31 كانون أول . والسكان المحليون على دراية تامة بالقضايا التي تنشأ من اختلاف التوقيت. يقول نائب رئيس الوزراء في سماو ميسا تليفوني "أحيانا يحدث التشويش عندما نتصل بأقاربنا في نيوزيلندا"، فلكي نهنئهم بالعام الجديد في الوقت المناسب على المقيمين في سماو رفع سماعة الهاتف في صباح يوم 31 كانون أول.