TOP

جريدة المدى > سينما > أسـواق الـبـصـــرة.. مـلامــح مـــديــنـــة

أسـواق الـبـصـــرة.. مـلامــح مـــديــنـــة

نشر في: 8 يناير, 2010: 05:26 م

المدى/ باسم حسين قد لايجد المرء صعوبة إذا ما قرر بناء بسطة له في سوق الخضارة أو الشعلة أو في سوق الجمهورية فكل ما يحتاج إليه هو أرض مساحتها  لاتزيد عن المتر المربع الواحد وهي المعظلة الأكبر، ذلك إن تشييد بسطة جديدة في أحد هذه الأسواق  تحتاج الى علاقات وربما وساطات ودفع مبالغ لهذا أو ذاك ليحصل بعدها الشخص على المتر المربع هذا،
وما أن تحصل الموافقه من أصحاب البسطات المجاوره فما عليه الإ أن يساع بجلب  مواد البناء قبل أن يتراجع أحدهم بموافقته والتي تتسبب في حصول نزاعات تنتهي في آخر  المطاف بـ (المراضات)، وعدة البناء عبارة عن مجموعة أعمدة من الحديد والخشب لتثبيت دعائم البسطة، وقطع من (الجينكو) وبعض اكياس (الجنفاص) لعمل المظلة، بعد ذاك تصنع المسطبه أو  الميز المخصص لعرض البضاعة وعادة ما تستخدم قطع الطابوق و البلوك لهذا الغرض  وفي أحسن الأحوال يأتى  بذلك الميز من سوق البصرة القديمة، حيث يباع في ذلك السوق بالاضافة الى الآثاث  القديم الملابس المستعملة (البالات)  وقطع غيار السيارات وما الى ذلك .، ورغم ان البسطات توزعت بطريقة عشوائية إلا  أنه لاتستطيع جهه ما زحزحت هذه البسطات لأن ذلك يؤدي الى حدوث مشاكل خاصة بين الباعة انفسهم، حيث سيدعي كل طرف إن جاره قد وسع بسطته على حسابه وان الشبر الواحد من الارض يخلق نزاعاً قد يستمر فترة من الوقت ...، جريدة المدى استطلعت اسواق البصرة فكان هذا  التقرير.rnالبسطات بدلاً من  الاسواق العصرية!تعد البطالة أحد أبرز  الأسباب  التي أدت الى إنتشار البسطات التي لا يقتصر تواجدها  على   الأسواق فحسب بل شملت أيضاً الساحات والشوارع العامة، وبسبب وجود هذا الكم الهائل من البسطات أصبح هناك تخصص فهناك بسطات لبيع الملابس المستعملة (البالات) وأخرى لبيع الأدوات الكهربائية  بنوعيها (المستعملة والجديدة)، وبسطات أخرى لبيع اللحوم المجمدة وكذلك للبهارات، و البصرة لايوجد فيها على الاطلاق سوقاً عصرياً واحداً يمكن للناس التبضع منه فجميع الأسواق الموجودة تفتقر الى البنى التحتية، ولهذا تكون البضاعة وكذلك البائع والمتبضع معرضين للأتربة  وأشعة الشمس في الصيف والى المطر والأطيان في فصل الشتاء، ويرى المواطن في البصرة  ان الشغل الشاغل للحومات المحلية التي تعاقبت على إدارة المدينة  كان يتركز على إكساء الشوارع واستبدال الارصفة، حتى ان الشارع الواحد يتم إكساؤه  ثلاث الى أربع  مرات بعد ان يتم رفع الارصفة الجديدة طبعاً لتستبدل باخرى جديد  كما هو الحال في شارع الأولمبية !، في حين استبدلت الاشجار والتي زرعت  في الشارع المذكور مع السياج المحيط بها و لعشرات المرات، اما مقبرة النخيل التي  مازالت آثارها  باقية في الجزرة الوسطية مابين حي الحسين وحي الخليج، حيث ماتت وفي هذا المكان فقط اعداد كبيرة من النخيل  لعدم توفير المياه لها بالاضافة إلى عدم صلاحية التربة في ذلك المكان، ولهذا  أطلق الناس على هذا المكان تسمية (مقبرة النخيل) ومن هنا يمكن ان نستدل على حجم الخسائر المادية الناجمة  عن فشل المشروع !.، هذه المشاريع وغيرها التي كلفت خزينة العراق ملايين الدولارات، كان من الممكن استثمارها لإنشاء العديد من المشاريع، كأن تكون مجزرة صحية بدل المجزرة الحالية، بناء محطة لتصريف المياه الثقيلة، سوق عصري، البصرة تحتاج الى سوق عصري يكون بديل مناسب للأسواق  الموجودة، في هذا التقرير سنسلط الضوء على  سوق الخضارة الذي يعد أكبر وأهم الأسواق. سوق الخضارة سوق الخضارة وقبل أن يصبح عما هوعليه اليوم كان عبارة عن مركزين احدهما للشرطة وآخر للخيالة، أما  مدرسة (الدبة) القشلة فتجاور المركزين المذكورين، في حين لم تكن المخازن أو مايطلق عليها تسمية (العلواة) وهي أماكن لتجميع البضاعة و بيعها، لم   تكن موجودة في  مكانها الحالي بل كانت في الداكير وتسمى آنذاك بـ (العشر) ومعنى (العشر) الضريبة، حيث تفرض الضريبة او مايسمة بـ (العشر) على البائع (الفلاح) الذي يأتي ببضاعته الى هذا المكان حيث يتوجب عليه  دفع مبالغ  تقدر نسبتها في ذلك الوقت بـ (17%) من قيمة البضاعة المراد بيعها وهي نسبة تقررها الحكومة، ويعطى كلاً من البائع والمشتري استمارة تكون بمثابة جواز مرور يسمح للبائع وللمشتري نقل البضاعة وهي عبارة عن تمور وفواكه وخضر دون أية مسائلة خلاف الذين لايملكون هذه الاستمارة .،  (العشر) الموجود في العشار يشبه الى حد ما ذلك (العشر) الموجود في سوق البصرة القديمة، حيث يتعين على  الفلاح الذي يأتي ببضاعته من مناطق السيبة وأبي الخصيب دفع ضريبة  لـ (ناجي أبو العشر) وهو الشخص الوحيد المخول بجمع  الضرائب وقد ذاع صيته في ذلك الزمان وقد ارتبط اسمه  بمهنته ومن هنا راح يلقب بـ (ناجي أبو العشر).، وإذا ما عدنا الى الذاكرة نجد ان سوق السماكه وموقع الحالي في سوق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram