خالص جلبيوصفت أسمهان بأنها كانت سخية كريمة خاصة في رمضان، وفي حفلة حضرت وعليها الطرحة المصرية التقليدية فأعطت في الحفلة كل جندي 100 ليرة، وكان مبلغا كبيرا يومها. كانت مبدعة مميزة خلدها صوتها على الرغم من موتها المبكر، ومن أعجب قصص النبوءات عنها وأخويها فريد وفؤاد الأكبر؛
أن مشعوذا دخل عليهم يوما، وكان فؤاد يستعد مع أسمهان للذهاب إلى سورية، وفي نيته أخذ خطيبته اليهودية ليبني بها هناك، وكان ذلك في خطة تزويج أمل من حسن الأطرش، الذي سيسميها أي زوجها حسن بدوره (آمال)، أن قال أي المنجم للإخوة الثلاثة: "أما أنت يا فؤاد فلن تتزوجها ـ عن الفتاة اليهودية التي أحبها ـ ، وأما أنت ـ عن أسمهان ـ فسوف تحملين ثلاثا لن يسلم منهم إلا بنت واحدة! وسوف تموتين غرقا في الماء! وأما فريد فسوف يموت بمرض غريب! وفجأة تحقق الأول؛ فلم تمنح الفتاة اليهودية فيزا لزيارة سورية، وهناك وقفت العائلة (وهي من طائفة الدروز) بفعل العادات ضد هذا الزواج؛ فلم يتزوج الفتاة التي أحبها قط! وأما أسمهان فولدت بنتا واحدة سمتها كاميليا، ثم ماتت غرقا في ترعة النيل. وأما فريد فمات كما قال. وبذلك اكتملت هذه النبوءة العجيبة! عاشت أسمهان فترة في سورية مع زوجها حسن الأطرش، ولكن لم تستقم لهما حياة على الرغم من تعلقه الشديد بها، وحين ودعته في آخر مرة سألها متى ستعودين؟ أجابت بشيء من القسوة بانت في عينيها: إن كنت تطلب مني أن أعود فاحلم بذلك دوما! وهو ما كان، فقد تزوج العديدات بعدها وصلت ربما لسبع؟ ولكن أسمهان لم تعد له قط. بعد أن رأت أسمهان غدر الانكليز، وعدم وفائهم لعهودهم، وهو أمر ليس بالجديد، وفاتها ذلك غفلة منها، من قصور في الوعي السياسي، أن ملة الكفر واحدة كما يقولون، وهي ملة السياسيين جميعا، فحاولت الاتصال بـ "فون بابن" Von Pappen في اسطنبول، وكان سفيرا لألمانيا هناك، كما كان منظما لشبكة استخبارات الشرق الأوسط التابعة للمحور، إلا أنه ألقي القبض عليها على الحدود التركية، وأعيدت إلى لبنان. وأما نهاية أسمهان الدرامية فبقدر نهايتها غرقا في ترعة النيل، حين قفز السائق من العربة وترك العربة تمضي باتجاه الهاوية، بقدر غموض دوافع القتل، فقد قفز السائق من السيارة وترك أسمهان وصديقتها لمصيرهما فماتتا غرقا. واختلفت التفسيرات في هذه النهاية في عدة سيناريوهات؟ بين الغرق الطبيعي؟ أو اتهام أم كلثوم المنافسة لها دون دليل بين؟ أو صراع السياسات في المنطقة بين إنكليز وألمان وطليان؟ أو قصة الشرف عند الدروز لما شاع عنها من مصاحبتها أكثر من واحد، ومحاولتها الزواج من أحمد طلعت وغيره دون نجاح! وقد تكون مطلوبة من أكثر من جهة؛ فاشتركت مجموعة من العناصر في نهايتها، كما في قتل الحريري وكيندي واختفاء موسى الصدر، وفي العادة كما تعلمنا في الطب أن أي مرض ينفجر، تشترك فيه عادة باقة من العناصر مع ترجيح بعضها، ولكن العامل الداخلي هو الأساس في انفجار الأحداث، ويلعب الدور الخارجي عنصر الإبراز، لحقيقة من حزمة من العناصر الداخلية المختمرة. ومن أغرب الحوادث في موتها أنها كانت تتدرب على غناء شعر أبي العلاء، وبينما كانت تسوق السيارة يوما وهي تترنم بشعر أبي العلاء؛ غير مجد في ملتي واعتقادي، فوصلت إلى قوله صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد؟ فأصيبت بنوبة إغماء فقدت معها السيطرة على المقود، فسارع من حولها لإنقاذ انحراف السيارة، فلما أفاقت قالت: كأني في جنازة في السويداء يتقدمهم المقرئون مختلطة ترانيمهم بأزيز الطاحونة هناك، وبعدها بأربع سنوات عام 1944م ماتت أسمهان في الطريق نفسه على الطريق نفسه عند القطعة نفسها بجنب الترعة.. فكانت ملائكة الموت تزف لها الخبر قبل أوانه بنوع من اللاوعي غير المفسر حتى يومنا هذا ولكنه يتكرر لكل واحد على نحو غامض. رحمك الله يا أسمهان وسامحك الرب على هفواتك.. ماذا لو بقيت للفن دون سياسة ألم يكن أفضل للتاريخ؟.عن موقع ايلاف
كيف ختمت أسمهان حياتها وهل قتلت؟
نشر في: 9 يناير, 2010: 03:47 م