اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > فصل البنين عن البنات في المدارس الابتدائية لمدينة الصدر

فصل البنين عن البنات في المدارس الابتدائية لمدينة الصدر

نشر في: 9 يناير, 2010: 04:05 م

بغداد / شاكر المياح أثار قرار فصل البنين عن البنات في المدارس الابتدائية لمدينة الصدر تساؤلات كثيرة ، منها ما تردد في اروقة منظمات المجتمع المدني، وأخرى في اوساط اجتماعية مختلفة ، فالقرار لم يكن ليتماهى مع المعطيات الراهنة وعلى مختلف الصعد والتي أفرزتها مرحلة التغيير العاصف الذي حدث في العراق اثر انهيار الدكتاتورية البغيضة والاستبداد الدموي لسلطة النظام السابق ،
فالعملية السياسية الراهنة تمخض عنها الكثير من النقلات الحضارية للمجتمع العراقي ، منها الدستور والاستفتاء عليه  وإطلاق الحريات من الأصفاد التي كبلتها  والديمقراطية  الناشئة واحترام حقوق الإنسان، وحرية المرأة والرجل على حد سواء ومشاركتهما معا في صنع القرار  وحقوق الأمومة والطفولة ، وضمان حق التربية والتعليم لكل العراقيين ولمختلف الفئات العمرية  ورعاية النشء الجديد، وحرية الرأي والتعبير واحترام الرأي والرأي الآخر، وغيرها تلك التي كانت مقموعة تماما في زمن الطاغوت، من كان  يجرؤ على البوح بها ، او الحديث عنها قطعا فان  مصيره العدم. عزل البنين عن البنات في مرحلة الطفولة لهو امر محزن حقا ، فهما ان لم يتعرفا على بعضهما في هذه السن المبكرة فمتى سيكون اوان التعارف ؟ في سن المراهقة ؟ ام عند ما سيكونان معا بين جنبات الجامعة ؟.(المدى) كانت لها جولة ميدانية استطلعت فيها الكثير من آراء أعضاء في منظمات المجتمع المدني التي يعول عليها في صنع مجتمع متمدن ومتطور وحضاري ، وتربويين ومختصين بشؤون التربية والتعليم وقانونيين وإعلاميين ومثقفين فكانت الحصيلة هي الآتي: من هنا تبدأ عقلية المجتمع الذكوريمدير تحرير صحيفة مساواة (قاسم محمد) قال : هنالك سؤال تاريخي ، لماذا نمنع اختلاط الجنسين في المدارس الابتدائية ودمجهما في الدراسة الجامعية او في مراحل متقدمة من الدراسة ؟ اعتقد ان هذا الأجراء جاء بسبب النظرة الدونية للمرأة والأنثى بشكل عام ، اذا من هنا سيبدأ التمييز عند الطفل وبالتالي تتأسس مثل تلك النظرة وتستمر لتشمل جميع الفئات العمرية ، ومن هنا تنمو عقلية المجتمع الذكوري، ومن هنا أيضاً يبدأ تهميش المرأة ومأساتها حينما تعد  مواطنة من الدرجة الثانية او الثالثة وليس على أساس أنها كائن بشري له رؤاه وتصوراته وأفكاره ، ولديها وظيفة تربوية واجتماعية وأخلاقية وثقافية  لتغيير هذا العالم اللا مساواتي  وتنهض بأعباء  جسيمة .* ما هي تأثيراته المستقبلية ؟ ـ هناك جملة من التأثيرات لمسناها من خلال معايشاتنا الحياتية  ومقارنة بالمجتمعات المتمدنة أولا : يعيق عملية التمدن ، ويؤدي الى تهميش المرأة برغم جميع المسوغات والشعارات التبريرية التي رافقت هذا القرار ، ويرسخ المجتمع الذكوري ، وبالتالي سيؤدي الى سهولة تعنيف المرأة وقمعها من قبل الذكور  داخل الأسرة الواحدة وفي داخل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، وحتى تلك التي تدعي  بأنها مؤسسات مدنية وديموقراطية، بغية ان تظل المرأة في موقع ادنى من الرجل . *هل سيتقبل المجتمع هذا القرار وبالأخص بعد التغيير الذي حدث في العراق ؟؟ ـ المجتمع منقسم تحت تأثيرات ايديولوجية وفكرية، والصراع التاريخي الأيديولوجي ما زال محتدما وهو باعتقادي صراع مشروع اذا ركن الى الحوار والى القناعة والإقناع، ولكن القوى  المهيمنة فكريا وثقافيا بعد سقوط النظام السابق هي التي تتبنى برامج ومنهجيات لا تنظر الى المرأة بعين مساواتية مع الرجل ، هي نظرة ازدراء وعدم احترام . الناشط  في مجال حقوق الانسان (ادهم جابر) قال : الدستور العراقي اقر حقوق المرأة وضمن حريتها ، وهذا القرار لا ينسجم والمبادئ التي كفلها الدستور ، فهو سيمعن في أضعاف دور المرأة ويدفع الى ترسيخ السلطة الذكورية ، حرمان الطالب والطالبة من بعضهما في مرحلة الطفولة سيجعل كل منهما يعيش في حالة غربة عن الآخر.الفصل بين الجنسين يمثل نكوصا اجتماعياويضيف جابر : سيكون هناك نكوص اجتماعي مستقبلا، وترد في العلاقات الاجتماعية وخاصة بين الرجال والنساء وحتى في العلاقات الأسرية وستعزز السلطة القبلية ممثلة بسلطة الأبوة من دون ان يكون هناك تأثير واضح  لدور الأم في الحياة ، وسيبدو الأمر أكثر وضوحا في مراحل المراهقة ، وفي مراحل الدراسة الجامعية وبالنتيجة النهائية سيتراجع المستوى العلمي والدراسي في جميع المراحل الدراسية وخاصة في مناهج العلوم الصرفة، سيما  ان أمزجة الطلبة ستكون مربكة حتما سيما ان الطالبة ستشعر بان زميلها هو ارفع مرتبة اجتماعية منها ، ومن منظور شخصي اجد من الضروري ان نسعى جميعا لان تكون العلاقة بين الطالبة والطالب طبيعية وبحدود المناخات الدراسية  ومن دون ان يخضعا للتأثيرات الدينية ومبدأ  الحلال والحرام ، ولنتخذ من العلاقات بين منتسبي  المؤسسات الرسمية سواء رجالا كانوا ام نساءً مثالا يحتذى به وان لا نرجعها الى العلاقات المبنية على العقد والإرهاصات الأخرى . القرار مجحف بحق الطرفين الناشطة النسوية زينب الاسدي قالت : القرار بطبيعته مجحف بحق الطلبة والطالبات على حد سواء ، وهو غير مساواتي في الوقت نفسه ، ان من يعد الاختلاط بين الجنسين بمث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram