بغداد/ احمد نوفلالتغيير، اي تغيير، لابد له وأن يستغرق وقتا ليس من السهل حسابه، لكي يظهر للعيان، سواء كان في الممارسات الاجتماعية او الأداء الحكومي او غيره من المجالات. مما يلفت الانتباه هو التغيير الحاصل في العلاقات التي تطورت ايجابيا ما بين المواطن واجهزة الشرطة العراقية في المناطق والأحياء السكنية
،اذ ان افراد الشرطة صاروا يستردون هيبتهم ومكانتهم واعتبارهم أكثر فأكثر و الذين كادوا يفقدونها بعد الذي حدث في العراق عام 2003. قد لا نبالغ في القول ان في بعض المناطق التي تميزت بأعمال العنف وسيطرت عليها الجماعات المسلحة عد المنتمي لأجهزة الجيش والشرطة من المتمردين على تلك الجماعات التي أخذت على عاتقها نشر الفوضى والاقتتال في المنطقة الواحدة .في تلك الفترة اضطر العديد من افراد هذه الاجهزة التخفي عن الانظار باستخدام اللثام للتواري عن الانظار خوف ان تطوله تلك العصابات والذي حدث ان البعض من افراد الشرطة لم يسلم وهو داخل بيته اذ دخلوا عليه وأشبعوه ركلا وضربا في حين بعض المناطق قتل فيها الكثير بسبب الانتماء وقد مثل بجثثهم .!الآن الأمر مختلف تماما، يتسنى لي المرور بنقطة تفتيش واقعة على مفترق طريق مناطق سكنية كانت في حينها تعد من اخطر المناطق وأشدها فتكا بهذه القوات فأرى الشرطي يقف وحيدا متماسكا لايخطر بباله ما كان يخطر بالأمس من مهاجمة البعض له.الأكثر من ذلك صار المواطنون يستنجدون به لحل بعض الامور التي تحدث في المنطقة لفض نزاع او ملاحقة لص من لصوص البيوت .هذا الامر بالامس القريب كان يبدو بعيد المنال بعد كل الذي حدث .ولكن يبدو التغيير فعل فعلته وصار الجندي والشرطي اثبت مكانا من باقي الايام يقف تحت السقيفة التي تظله وهو يشعر بأنه يؤدي واجبا وطنيا وان الاخرين ينظرون اليه بنظرة احترام وتفاعل بل يجدون فيه حاميا ومدافعا عنهم. المطلوب ان تعزز هذه العلاقة لكي تكون عراها امتن لما فيه خير الجميع من خلال جعل الشرطي والجندي اكثر وعيا ومهارة وحسن تعامل مع المواطن.
فـي المناطق والاحياء
نشر في: 9 يناير, 2010: 04:08 م