عبد الزهرة المنشداوي العملية الساسية لدينا ما زالت في طور الشد والجذب ما يعني انها لم تعرف الاستقرار بعد. وهذا ما ينأى بها بعيدا عن متطلبات الجمهور. واستقرارها يمكن ان تظهر نتائجه الايجابية في معيشة المواطن وجعله اقل هموما من نواح عديدة كونه غاية وهدف السياسي الذي يريد كسب وده باعتماد برامج اقتصادية واجتماعية تنعكس ايجابيا على مواطن عاطل عن العمل،
ينشد الفرصة المتاحة لكي يعيل نفسه وعائلته، او مريض يجد العناية الطبية اللازمة اوعائلة فقدت معيلها بسبب اعمال العنف التي طغت على الشارع العراقي خلال السنوات الماضية وتأمل بدخل شهري ثابت .ما ذكرناه من متاعب ومشاغل وهموم يومية ينوء تحت وطأتها المواطن، نسبة العمل عليها عند اغلب سياسيينا نسبة ضئيلة، قياسا الى ما تحقق لهم سواء على الصعيد الشخصي، او على صعيد تحقيق غايات ليست لها علاقة بالوطن او المواطن.نحن نعلم ان اية تجربة سياسية وغير سياسية لابد وان ترافقها إخفاقات ونجاحات ولكن الامر المهم هو مدى الاستفادة منها والعمل على تقديم ما هو جدير بالمهمة التي علق عليها المواطن امالا عريضة مستندا بذلك إلى ان نخبته السياسية متفهمة ومشاركة في الان نفسه للمشاكل العديدة التي لا تجد حلولا لها.ما يتمناه على نخبته السياسية ان لاتقدم مصلحتها على مصالحه من خلال قياسات معتمدة على ان السياسي يتخذ من عضو البرلمان الاوربي انموذجا له من جانب امتيازاته الشخصية فيعمل على توطيدها وقنونتها لكي يضمن استمرارها الى الخلف,و عندما يتعلق الامر بالمواطن فالقياس المعتمد لايتعدى مواطناً يعيش في دولة ما زالت في طور النشوء من تلك الدول الفقيرة التي ما زال مواطنها ينظر للسماء يرقب فيها طائرات المعونات الانسانية التي تجود بها منظمات المجتمع الانساني .ان كانت المقاييس المعتمدة تنحو منحى مختلفاً ما بين المواطن والسياسي فلابد من القول ان فيها الكثير من الانانية الشخصية والكثير من الاجحاف بحق المواطن صاحب الحق في ان يعيش في وطنه كما يعيش مواطن في الامارات او في قطر او في تلك البلدان التي لدى سياسييها نظرة احترام وتفهم للمواطن الذي اعتمدت على صوته في صعود قمة الهرم في السلطة.في كل الاحوال نحن ننظر الى المستقبل بتفاؤل من خلال تجاوز بعض الاخفاقات التي اعترت تجربة العملية السياسية الوليدة ما جعلها لا تركز على مطالب المواطن بقدر ما ركزت على الاستحواذ في جوانب السياسة ومن ثم المناصب ومن ثم الالتفات الى اقرب المقربين وتفضيلهم على الغير في اشغال وظائف الدولة وبسببهم فقد المواطن ما كان ينتظره من مشاريع خدمية وصحية وتعليمية وفقدان الفرصة في الحصول على عمل يمكن به الاعتماد على النفس بدلاً من معطيات الرعاية الاجتماعية التي لاتغني ولا تسمن في كل الاحوال.ما يتمناه المواطن على السياسي في الفترة القادمة ان يكون عونا له ولسان حال يعبر عما يعانيه ويعمل على تفعيل متطلباته التي لاتعدو عن حياة كريمة وسقف لمن يفتقد الظل وبيئة خالية من المزعجات وشوارع وازقة بلا وحول وان طمع فماء صالح للشرب.
طمع المواطن
نشر في: 9 يناير, 2010: 04:09 م