اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مفتي روسيا يطرح "حلّاً عبقرياً" لمشكلة سيبيريا الديموغرافية

مفتي روسيا يطرح "حلّاً عبقرياً" لمشكلة سيبيريا الديموغرافية

نشر في: 9 يناير, 2010: 04:42 م

عبدالله المدنيمؤخراً تحولت سيبيريا التي نادرا ما يرد اسمها في وسائل الإعلام إلى مادة للجدل، وذلك في أعقاب تحذير مفتي وسط روسيا شيخ الإسلام "طالقات تاج الدين" من زحف الصين تدريجيا باتجاه تلك المنطقة التي تشكل 10 بالمئة من مساحة كوكب الأرض، و 77 بالمئة من المساحة الإجمالية لروسيا الاتحادية والبالغة 13.1 مليون كيلومتر مربع،
رغم أنها تحتضن فقط 25 بالمئة من سكان البلاد البالغ تعدادهم 36 مليون نسمة.والحقيقة أن التحذير في حد ذاته لم يكن هو الباعث على الجدل والدهشة، لأن تقارير ودراسات كثيرة تحدثت في السنوات الأخيرة عن وجود مخططات لدى بكين لتهجير الملايين من الأيدي العاملة الصينية إلى أراضي سيبيريا الشاسعة قليلة الكثافة سكانيا (3 أشخاص لكل كيلومتر مربع)،  بالتزامن مع مخططات أخرى لاستغلال ثرواتها الطبيعية الكبيرة، وذلك عبر استخدام وسائل تقليدية وغير تقليدية. إنما الذي تسبب في الجدل وأثار حفيظة الكثيرين هو ما اقترحه المفتي كحل للمعضلة، حيث نقل عنه دعوته المسلمين الروس ( من سكان جمهوريات تتارستان وبشكيريا وداغستان والشيشان وأنغوشيا وشركيسيا و قبردين بلغاريا و موردوفيا و أودمورت و أديغيا و أوسيتيا الشمالية و تشوفاش و ماري إل وخلافهم ممن يتركزون حاليا في منطقة الفولغا في قلب روسيا ومنطقة القوقاز الشمالي في جنوب غرب روسيا، ويبلغ تعدادهم 28 مليون نسمة أو 20 بالمئة من إجمالي سكان روسيا أي أنهم يمثلون أكبر أقلية دينية في البلاد) أن يتولوا هم عملية مواجهة الغزو الصيني و تداعياته الديموغرافية الخطيرة، عبر ترك أوطانهم الأصلية والإستيطان في مناطق تبعد آلاف الأميال عن الأخيرة في أقاصي سيبيريا المعروفة بعزلتها وقسوة مناخها وتنوع أعراقها (روس ومغول وترك وتتار وبوريات وياقوتيون وطوفانيون) و تباين معتقدات أهلها (اسلام وبوذية ومسيحية ارثوذكسية ويهودية). وإذا كان مصدر الاستهجان لاقتراح المفتي هو ما أعاده إلى الأذهان من ذكريات الحقبة السوفيتية التي تميزت باختيار أراضي سيبيريا كمعسكرات للأعمال الشاقة الإجبارية أو كمكان لاعتقال ونفي الملايين من الروس وشعوب الأراضي المحتلة كالبولنديين (أدارت روسيا القيصرية ومن بعدها الاتحاد السوفيتي سلسلة من معسكرات العمل الشاقة المعروفة باسم غولاغ والذي صار مرادفا للنفي والاعتقال. وفي ظل النظام السوفيتي، وتحديدا ما بين عامي 1929 و 1953 تم ترحيل 24 مليون نسمة من الروس ومن قوميات أخرى إلى آسيا الوسطى وسيبيريا ومناطق أخرى نائية كمنفيين، كان من بينهم مسلمو القرم الذين هجرهم "جوزيف ستالين" إلى سيبيريا، وسكان القوقاز الذين هجرهم الأخير أيضا إلى آسيا الوسطى)، فإن ما أعطى وقودا للجدل والتحفظ و الاستهجان من قبل الكثيرين، ولا سيما من قبل الأغلبية الأرثوذكسية، هو دعوة المفتي لمواطنيه المسلمين إلى إقران هجرتهم إلى سيبيريا بالزواج مثنى وثلاث ورباع هناك من فتيات صينيات، بل وإصراره على تلك الدعوة، علما بأن موضوع تعدد الزوجات في روسيا الاتحادية موضوع حساس ويدور حوله جدل صاخب.وإذا ما عدنا ونقبنا في مسألة الغزو الصيني لأراضي سيبيريا والتي أحدثت الزوبعة، فإننا نجد أنها طفت على السطح منذ عدة سنوات حينما كتب البروفسور " كاتشانوفسكي"، من مركز أبحاث روسيا الشرق آسيوية والذي أسسه الرئيس الروسي السابق/ رئيس الحكومة الحالي "فيلاديمير بوتين" في مدينة "خاباروفيسك" القريبة من الحدود الصينية، مقالا في صحيفة " سوفيتسكايا روسيا" اليسارية يتحدث فيها عن سريان دماء الفساد في أوصال روسيا بأكملها وخصوصا في أوصالها الشرقية، مضيفا أن إحدى صور الفساد تلك هي حرائق الغابات التي يشعلها سكان تلك المناطق من أجل إخفاء جرائمهم في تهريب الخشب الخام وبيعه للصينيين مقابل ثمن بخس (حوالي 10 -20 دولاراً لكل متر مكعب)، أو مقابل نوعية رديئة من المشروبات الكحولية. وهو الأمر الذي ربما دفع الصين إلى تشجيع تلك الجرائم والحث عليها.وبدلا من أن تتخذ السلطات الروسية إجراءات حاسمة لمحاربة حرق الغابات وتهريب الخشب، اقترح بوتين في مقابلة متلفزة أن يتم تحرير تجارة الخشب، زاعما بأن ذلك وحده كفيل بحل المشكلة.وهكذا، ففي ظل تراخي موسكو من جهة، وتزايد حاجة الصينيين إلى المواد الأولية وعلى رأسها الخشب للوفاء بمستلزمات نموهم الاقتصادي من جهة أخرى، نشطت الشركات الصينية في كل أرجاء سيبيريا، بل تمددت حتى حدود الأخيرة على شواطئ المحيط الباسفيكي، أي على بعد 1500 كيلومتر من الحدود الصينية، وراحت تنقل الأخشاب من هناك إلى بلادها بحرا.وللإحاطة بهذا الموضوع أكثر، يستحسن الاطلاع على الإحصائيات الصينية الرسمية التي قالت أن البلاد استوردت في النصف الأول فقط من عام 2003 مثلا نحو 13 مليون متر مكعب من الخشب، ونحو 3 ملايين طن من لب الخشب المستخدم في صناعة الورق. ويشك الكثيرون أن الأرقام المذكورة تتضمن مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من الخشب السيبيري المهرب.ومن جهة أخرى فإن أعين الصينيين لا تتطلع إلى أخشاب سيبيريا فقط وإنما أيضا إلى ثرواتها الطبيعية الأخرى الكثيرة وعلى رأسها النفط والغاز. فعلى الرغم من اتفاق بكين وموسكو أكثر من مرة على مد أنابيب النفط والغاز من سي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram