TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > عندما يكون رجل الدين غير المناسب في المكان الخطأ

عندما يكون رجل الدين غير المناسب في المكان الخطأ

نشر في: 9 يناير, 2010: 04:47 م

حمزة مصطفى لم يكن أحد يعرف رجل الدين السعودي محمد العريفي قبل تهجّمه على المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني. لكن لا يوجد أحد لا يعرف مكانة السيستاني الدينية والوطنية ليس على مستوى أتباعه أو مقلديه فقط، بل على كل المستويات ما هو فقهي منها او سياسي داخليا وعربياً وعالمياً.
ولأن الانتشار واكتساب الشهرة لم يعد امرا صعبا بوجود مئات الفضائيات وآلاف المواقع الالكترونية والمدونات وحتى التسجيلات الصوتية وغيرها من وسائل الانتشار السريع فان بمقدور الكثيرين صنع أما بطولات وهمية لأجل الشهرة أو افتعال معارك جانبية لا تخدم سوى أغراضهم الخاصة او البحث عمن يشتري بضاعة مغشوشة او بائرة لهم. وهذا ما حصل بالفعل مع العريفي الذي وجد أن أسهل طريق لانتشاره السريع هو ان يكيل التهم والاتهامات الباطلة بتكفير هذا ومهاجمة ذاك سواء من طوائف المسلمين وعلمائهم أو أعلامهم لاسيما عندما يكون هؤلاء العلماء والأعلام من طراز رفيع وراق أيضاً مثل السيد السيستاني. ومع ان العريفي يعرف جيدا ان هجومه سواء على الشيعة او على مرجعهم الأعلى آية الله السيستاني لن يمر مرور الكرام فإنه لابد من مناقشة الدوافع والأسباب التي جعلته يلجأ إلى هذا المستوى من الهجوم الذي لا يليق برجل دين اذا كان هو ممن ينطبق عليه مثل هذا الوصف. فإذا كان دافعه الشهرة والمجد الشخصي حتى ولو على حساب ما يمكن ان يترتب على إثارة فتنة جديدة بين المسلمين وبخاصة في العراق حيث يتعايش السنة والشيعة جنباً الى جنب مثلما يتعايشون داخل المملكة العربية السعودية جنبا الى جنب أيضاً فإنه بذلك يصب الزيت على النار مع سبق الإصرار والترصد. وإذا كان قد لجأ الى هذا الأسلوب للحصول على الشهرة التي قد تجعل منه بعد فترة مشهوراً تركض وراء أفكاره الهدامة الفضائيات وغيرها من وسائل الأعلام ومنابره التي انتشرت انتشار النار في الهشيم فإنه على أتمّ الاستعداد لاسترخاص دماء الأبرياء التي يمكن ان تسيل بسبب ما يمكن تسميته برجل الدين غير المناسب الذي يكون في المكان الخطأ والزمان الخطأ معا. أما إذا كان هدفه غير ذلك فإن من غير المناسب كيل الاتهامات الباطلة التي تصل حدودا تتعدى حتى التكفير! وحتى لو افترضنا جدلا ان الرجل مؤمن ـ بوصفه رجل دين لديه قناعات معينة بهذه الفئة او تلك او هذه الطائفة او تلك من طوائف المسلمين او رجل الدين او ذاك منهم فما الحكمة من ان يجاهر بمثل هذه الآراء من خلال المنابر وعبر المايكروفانات والفضائيات بما يعني اعلان حرب مجانية وقودها الابرياء من كلا الطائفتين المسلمتين. فهل أوصانا الإسلام ورسوله الكريم بذلك ام اوصى بالتراحم والمودة ليس بين المسلمين فقط بل حتى بين عموم الناس. فالانسان وكما يقول الامام علي بن ابي طالب (ع) إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. كما ان الاسلام دين رحمة وتسامح بين جميع بني البشر.. فأين هذه المفاهيم مما بتنا الآن نشاهده ونقرؤه من خلال الفضائيات أو المواقع الالكترونية او المدونات في غضون العقدين الاخيرين أو ربما العقد الاخير الذي تحولت فيه الفضائيات والانترنيت إلى ساحة حرب مفتوحة سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية بشكل غير مسبوق من قبل. بل يمكن القول بلا ادنى مواربة ان عشرات الفضائيات ومئات مواقع النت وحتى الصحف والمجلات فتحت لا لشيء إلا لنشر أفكار ومفاهيم معينة اومحاولة للحيلولة دون انتشار فكر او قيم او ايدولوجيات او اهداف معينة. ولكن لو عدنا الى القضية الرئيسية التي هي موضع نقاشنا الآن ونقصد بها إساءة العريفي للسيد السيستاني . وما نريد قوله بهذا الصدد ان ردود الفعل التي صدرت سواء داخل العراق او خارجه كانت مناسبة من جهة وضع المزيد من النقاط على الحروف، وهو ما يتوجب على رجال الدين لاسيما في المؤسسات الرسمية اوتلك التي ينطبق عليها مؤسسات المجتمع المدني ذات الصبغة الاسلامية ان تلعب دورها الواضح والصريح في هذا المجال. فاذا وضعنا توصيفا لردود الفعل فان ما صدر من ردود فعل داخل العراق لاسيما الرسمية منها خصوصا الرسائل التي بعثها الرئيس جلال طالباني ونائبه الدكتور عادل عبد المهدي للملك عبد الله بن عبد العزيز بالإضافة الى تصريحات نائب الرئيس طارق الهاشمي وتصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي يمكن القول انها جاءت في وقتها المناسب من ناحية انها اكدت وحدة الموقف الوطني ازاء تصرف مرفوض تماما ليس في العراق فحسب بل حتى داخل السعودية حيث اعتبر احد المسؤولين الرسميين في المملكة ان ما قاله العريفي لا يمثل رأي المملكة وهو مرفوض تماما. لكن تبقى مسالة في غاية الأهمية وهي كيف يمكن دوام التصرف مع افعال وتصريحات ومواقف من هذا النوع قد تتكرر هنا او هناك؟ وهل كلما أراد نكرة من بين صفوف رجال الدين ان يحوز شهرة عريضة ويبدأ باستخدام المنبر المتاح له سواء كان منبر صلاة الجمعة ام برنامجا في فضائية للهجوم والتهجم بدون وجه حق تبدأ ردود الفعل المختلفة ضده بما قد يحقق له هدفين في آن واحد: الهدف الأول هو ان يتحول الى نجم بين ليلة وضحاها وهو ما يريده تماما ويسعى اليه. والهدف الثاني هو ان ينقل ما قاله هو من الباب الضيق او منبر واحد الى أبواب مختلفة ومنابر شتى وهو ما قد يؤدي إما الى إثارة فتنة مقيتة او ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram