إياد الصالحي لم تخلُ بطولة آسيوية للفئات العمرية من لغط او تشكيك او تهديد بفضح المستور لاسيما من اتحادات الدول التي تجد في (نغمة) تزوير الأعمار ما يشنّف أسماع مسؤوليها تهرباً من ضجيج النقد الموجع الذي يتلقونه من وسائل الاعلام عقب فشلهم بوصول منتخباتهم الى المراكز الطموحة ، بيد أنهم أغدقوا ميزانية باهظة على إعدادها في معسكرات خارجية ولم يقبضوا حبة حمص واحدة في المولد الآسيوي.
وكان العراق ولما يزل في مقدمة الدول التي سجلت نتائج مشرفة مع منتخبات الاشبال والناشئين والشباب بسبب سياسة التلاقح الفني المبكر، طويل الامد ، ما بين المدربين المكافحين والموهوبين الصالحين سواء في مدرسة عمو بابا أم الاندية أم المراكز التدريبية الاخرى قبل ان تتلقفهم ايدي مدربي المنتخبات الوطنية ليصنعوا منهم المعجزات في أسوأ الظروف التي مرت على بلدنا الحبيب بشهادة الالقاب الذهبية المسجلة باسم منتخب الشباب عبر العقود الماضية وكان آخر إنجاز يؤكد صواب نهج العمل مع الفئات العمرية وعدم نضوب المواهب هو تأهل شبابنا وناشئينا الى نهائيات القارة الآسيوية هذا العام برغم الموانع الصعبة التي اجتازوها بسلام في تصفيات أربيل وصنعاء أواخر العام الماضي.وبدلا من ان تنهمك الاتحادات العربية الفاشلة في إعادة النظر بطرق اعداد منتخباتها العمرية وتحديداص أسباب الاخفاقات المتكررة بصراحة وشفافية من دون لف او دوران حول قضية التزوير التي تبقى في حدود منتخبات البلدان المـتأهلة لانها نجحت في المهمة – مثلما يتصور اصحاب الرؤى المريضة - طلع علينا سكرتير عام اللجنة الفنية في اتحاد الكرة القطري علي سالم عفيفة في تصريح صحفي: ان هناك بعض اللاعبين المتجاوزين في الأعمار المحددة في تصفيات الناشئين تحت 16 عاماً واطالب الاتحاد الاسيوي باتخاذ اجراءات رادعة حيال ذلك واظهار نتائج الفحوصات التي اجرتها اللجنة الطبية الخاصة به لعدد من اللاعبين واخضاعهم لفحوصات الرنين المغناطيسي (ضمن سياق تحقيق صحفي يؤكد وجود تجاوز بعض لاعبي العراق وسوريا للاعمار الحقيقية) بحسب احدى الصحف القطرية، وختم تصريحه المطول بالقول : ان من يلجأ الى التزوير لكسب نتائج سريعة ومزيفة كالذي يتعود على الوجبات السريعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل تؤدي إلى إلحاق الأذى بصحته !لقد توهم عفيفة أنّ تصريحه هذا سيدعم حملة التحقيق الخاصة التي اجرتها تلك الصحفية ونشرت صوراً من وثائق صادرة عن المشفى السعودي الالماني في العاصمة اليمنية صنعاء المعتمد للقيام بمهمة الفحص للاعبي المجموعة الثالثة (العراق وسوريا وقطر وبوتان وفلسطين واليمن) والتي حُسمت بتأهل العراق وسوريا الى النهائيات في ايلول الماضي.السؤال المهم : كيف تستباح وثائق وكتب خاصة عن لجان التحقيقات مسرّبة من مقر الاتحاد الآسيوي على قارعة شارع الصحافة القطرية مثلما تستباح أمهات الكتب والوثائق التي تتحدث عن انظمة حاكمة في العراق سابقا في شارع المتنبي وسط بغداد بكل سلبياتها وإيجابياتها وخطورة مضامينها!ولو كان المنتخب القطري قد ضمن التأهل الى نهائيات آسيا للناشئين هل كنا سنرى نشر الغسيل القذر نفسه؟!من المهم التأكيد هنا أن اغلب وثائق الفحوصات الطبية للاعبين الناشئين من خلال جهاز الرنين المغناطيسي تكشف عن شبهات وليست حالات مؤكدة اعتماداً على قياس درجة التحام العظمتين في رسغ او معصم اليد اليسرى وبحسب التحامهما او انفصالهما يتم التصنيف للمستويات وهنا تتدخل الأمزجة والاجتهادات الكيفية في شؤون البنية الجسمانية التي تتفاوت من انسان لآخر بالرغم من ولادتهما في عام 1994 العمر المحدد للمشاركة في تصفيات الناشئين ، بدليل ان عفيفة يقول ( يمكن تمييز المزورين بسهولة في ظل وجود فوارق جسدية وبدنية لدى بعض اللاعبين)!آن الاوان أن يبادر الإتحاد الآسيوي لكرة القدم الى اتخاذ عقوبات رادعة إزاء كل من يشكك باعمار اللاعبين من دون دليل قاطع وعده ضمن خانة مثيري الشغب في الملاعب ، فما الفرق، ذاك المشجع يتمرد على اصول دعم فريقه ويمارس أعمالاً مشينة فوق المدرجات تهدد سلامة اللاعبين والجماهير وتفسد جمالية اللعبة ، والشخص المسؤول في أي مفصل كروي يطعن في نزاهة عمل أي لجنة من لجان الاتحاد الآسيوي او غيره ويندد بعدم شفافية اجراءاته ويوجه اتهامات مباشرة لهذا المنتخب امام الملأ فانه لا يفرق في التمرد عن ذاك المشجع ويتوجب ان يتدخل الاتحاد الاسيوي للجمه ومعاقبته كي لا تستفحل هذه الظاهرة وتحقق اهدافها في التأثيرعلى معنويات لاعبي المنتخبات المتأهلة سيما ان جلهم من الاعمار الصغيرة ويتحسسون جدا حتى من( الكلام الفارغ) الذي يطلقه عفيفة وسواه ممن يجيدون اللغط فقط بعد ان خوت مشاركات منتخباتهم من بطاقة التواجد في النهائيات القارية.اما انتم يا أسودنا الصغار ، وّلوا وجوهكم صوب التدريب وضاعفوا جرعاتكم الفنية والبدنية فقد فزتم بالثقة الكبيرة التي أولاها اتحاد اللعبة والإعلام والجمهور وننتظر ان تنجزوا المهمة الاصعب في معترك النهائيات بوجود المدرب المجتهد موفق حسين بعد ان تناولتم اشهى طبق كروي في صنعاء محلّى بالعزيمة والاخلاص للعراق ، وتركتم عفيفة وغيره يمضغ وجبات (التشكيك) السريعة بمرارة ، ملحقا الاذى بـ(صحته) أولا وبمستقبل اولاد (اسباير) هذه المنشأة الرياضية الرائعة التي لو تنعّم ابناء مدينة الصدر(مثلا) بواحدة
مَن يردع عفيفة؟
نشر في: 9 يناير, 2010: 05:06 م