الناصرية/ حسين العاملحذر رئيس لجنة الاهوار في مجلس محافظة ذي قار المهندس حسن الاسدي من انعكاس شحة المياه وتراجع مستوى الخدمات سلبا على سكان اهوار الناصرية، مؤكدا عجز خطة انعاش الاهوار عن سد حاجة القطاعات الخدمية والتنموية في المناطق المذكورة .
واوضح رئيس لجنة انعاش الاهور لـ(المدى) امس :ان اهوار الناصرية حاليا تمر بأزمة حقيقية وهي بحاجة الى برامج وخطط انعاش واسعة تتبناها الامم المتحدة والحكومة الاتحادية ، فالمبادرات الحكومية الحالية ما زالت متواضعة جدا ولا تتناسب مع معاناة السكان ولا تفي بالغرض المطلوب. واضاف: فهي بمجملها معالجات انية وليست مستقبلية، فخطة انعاش الاهوار هي خطة غير كافية لتحسين الخدمات وانعاش الاهوار بالمستوى المطلوب حيث انها لا تسد سوى 20% من الحاجة الفعلية لمناطق الاهوار. مشيرا الى ان اعادة تاهيل البنى التحتية في مناطق الاهوار التي تفاقمت معاناة سكانها في الاونة الاخيرة نتيجة شحة وانحسار المياه بحاجة الى نهضة كبيرة، تسهم فيها جميع الاطراف الدولية والمحلية .خطط شاملةوكانت الحكومة المركزية قد خصصت وابتداء من عام 2006 نحو خمسين مليون دولار سنويا لانعاش مناطق اهوار الناصرية، وذلك ضمن خطة شاملة لانعاش اهوار البصرة وميسان والناصرية، الا ان سكان مناطق الاهوار غالبا ما يشككون في امكانية نجاح الخطط والبرامج الحكومية في انعاش الاهوار، ولاسيما وان المناطق المذكورة لم تحض الا بـ 12% فقط من حاجتها الفعلية بحسب التقارير الدولية التي صدرت العام الماضي.ولفت الاسدي الى ان لجنة انعاش الاهوار في مجلس ذي قار، قد طالبت في وقت سابق بعقد مؤتمر دولي خاص بالاهوار، إلا ان الحكومة المركزية تبنت مؤخرا مؤتمرا محليا على مستوى المحافظات من المقرر ان يعقد في وقت لاحق من الشهر الجاري .شحة المياهواشار المصدر الى ان حجم الاثار والتداعيات التي تركتها شحة المياه اخذت تنعكس سلبا على حياة سكان الاهوار ولا سيما صيادو الاسماك ومربو الجاموس في المناطق التي تعرضت للجفاف، حيث هاجر عدد كبير منهم الى مناطق اخرى ، واضاف: فقد ادى تغير نوعية المياه وتلوث بيئة الاهوار الى تراجع كبير في كميات الاسماك والطيور ما اخذ ذلك ينعكس سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية لسكان الاهوار. ويواجه التنوع البيئي والبايولوجي في مناطق الاهوار المغمورة بالمياه حاليا والتي تقدر بـأقل من 40% من إجمالي مساحات اهوار الناصرية قبل التجفيف والبالغة 1،048 الف دونم مشاكل كبيرة من أبرزها ظاهرة ركود المياه الناجمة عن شحه المياه، وانتشار السداد الأمنية التي أقامها النظام السابق إبان حملة تجفيف الاهوار مطلع تسعينيات القرن الماضي، الأمر الذي حال دون إكمال مياه الاهوار لدورتها الطبيعية وتمركزها في مناطق دون أخرى.مشاريع متعددةواشار المصدر الى ان اعادة الاوضاع في مناطق اهوار الناصرية الى سابق عهدها في عام 2007 على اقل تقدير يتطلب مشاريع متعددة لتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي والبيئي لسكان الاهوار، فضلا عن اطلاق كميات اضافية من المياه وانشاء سد في منطقة الصباغية بقضاء الجبايش لرفع مناسيب المياه في مناطق الاهوار الوسطى وهور ابو زرك لما يقرب من متر ونصف المتر، كما يتطلب الامر الحد من تجاوزات الدول المجاورة والمحافظات على الحصة المقررة لمناطق الاهوار ، منوها الى ان وزارة الموارد المائية وبالتنسيق مع محافظة ذي قار، انجزت مؤخرا مشروع تحويل مياه مبزل المصب العام الى اهوار مناطق الحمار، لافتا الى ان هذا الاجراء اصبح هو الحل البديل لتغذية اهوار الحمار بالمياه بعد انخفاض مناسيب الفرات.
رئيس لجنة الأهوار فـي ذي قار لـ(المدى): نحذر من تداعيات شحة المياه وتراجع مستوى الخدم
نشر في: 9 يناير, 2010: 05:48 م