TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من اوراق السياسي الراحل حسين جميل: احداث واحاديث عراقية

من اوراق السياسي الراحل حسين جميل: احداث واحاديث عراقية

نشر في: 10 يناير, 2010: 03:50 م

اولا- فاتحون لا محررون:عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى (1914-1918) كان العراق جزءا من الدولة العثمانية كما هو معلوم – وعندما دخلت هذه الدولة الحرب الى جانب المانيا ضد انكلترا وفرنسا هاجمت قوات بريطانية العراق من طرفه الجنوبي قادمة اليه من الهند واحتلت (الفاو) في 5 تشرين الثاني 1914 ثم اوصلت تقدمها الى الشمال.
وعندما وقعت الدولة العثمانية في 30 تشرين الاول 1918 اتفاقية هدنة مع الحلفاء لم تكن القوات البريطانية قد احتلت مدينة الموصل وكانت على بعد حوالي تسعة عشر كيلو مترا منها وبعد الهدنة احتل الجيش البريطاني الاقسام التي لم تكن قد احتلها من قبل من ولاية الموصل بما في ذلك مدينة الموصل واربيل.اما السليمانية فكانت بيد الشيخ محمود البرزنجي وقد نصبه البريطانيون حاكما فيها وممثلا لهم في منطقته في الوقت عينه.في اذار سنة 1917 احتل الجيش البريطاني بغداد.في ايام الحرب هذه كانت السلطات البريطانية في لندن وفي بغداد – فيما يخص العراق والحكم فيه- وسط تناقضات متعددة من المعاهدات والبيانات الرسمية والوعود والقرارات كانتهاك من جهة وعود بريطانيا باستهداف استقلال الاقطار العربية التي كانت جزءا من الدولة العثمانية تلك الوعود التي جاءت في مراسلات السر هنري مكماهون المعتمد السامي البريطاني في مصر مع الشريف البريطاني في مصر مع الشريف حسين في مكة (1915-1916) (الملك بعد ذلك) لحمله على اعلان الثورة على الدولة العثمانية طلبا لاستقلال العرب في حين كانت هناك في الجهة الثانية اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية (1916) وهي تقسم الاقطار العربية التي كانت جزءا من الدولة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا وتعطي روسيا مدينة القسطنطينية (استانبول) ومناطق في شرق الاناضول. كشف هذه الاتفاقية النظام الجديد في روسيا اثر الثورة وكان هناك وعد بلفور 1917 وهو يقيم وطنا قوميا لليهود في فلسطين وكان هناك بيان الجنرال مود في 19 مارس 1917 يخاطب به اهل بغداد اثر فتحه لها فيقول لهم فيه "ان جيوشنا لم تدخل مدنكم وأراضيكم بمنزلة قاهرين بل بمنزلة محررين " هذا البيان الذي يمكن وضعه في باب "النفاق السياسي"بعد هذا البيان نجد التصريح الانكليزي- الفرنسي الذي صدر في 7 تشرين الثاني سنة 1918 وهو يقول "ان السبب الذي من اجله حاربت فرنسا وانكلترا في الشرق تلك الحرب التي اهاجتها مطامع الالمان انماهي لتحرير الشعوب التي رزحت اجيالا طويلة تحت مظالم الترك تحريرا تاما ونهائيا واقامة حكومات وادارات وطنية تستمد سلطتها من اختيارا الاهالي الوطنيين لها اختيار حرا وتقول المس بيل (السكرتيرة الشرقية في دار الاعتماد البريطاني في بغداد) في ذلك الوقت نشر هذا التصريح احدث هياجا في بغداد باجمعها وراح الناس كلهم يتحدثون في الموضوع (رسائل مس بيل ج2 ص 463) وفي 8 كانون الثاني سنة 1918 اصدر ودرو ولسن رئيس جمهورية الولايات المتحدة الامريكية بنده الاربعة عشر وفي البند الثاني عشر منها:"ان الاقوام غير التركية في الدولة العثمانية والتي تخضع الان للحكم التركي يجب ان تضمن لها حياة آمنة لا تشوبها شائبة وفرصا لا تمت قطعيا للحكم الذاتي".وفي محاولة من السلطة البريطانية الحاكمة في بغداد في ان تحول دون تأثير الراي العام العراقي ببنود الرئيس الاميركي ولسن لطلب الاستقلال لم تنشرها الصحف العراقية الا في 11 تشرين الاول 1918 أي بعد عشرة اشهر من صدورها.ثانيا – الانتداب:الانتداب نظام ابتكره الجنرال سمطس رئيس وزراء حكومة جنوب افريقيا في نهاية ايام الحرب العالمية الاولى وعندما وضع ميثاق عصبة الامم في مؤتمر فرساي الذي بدأ انعقاده في 28 حزيران سنة 1919 اخذ به واضعو هذا الميثاق وجعلوه ثلاثة اصناف ارقاها صنف (1) وعن هذا الصنف جاء في المادة الثانية والعشرين من الميثاق ما يلي:" وصلت بعض الجامعات التي كانت في السابق جزءا من الدولة العثمانية " درجة من الرقي جعلتنا نعتبرها مؤقتا اما مستقلة بشرط ان يرشدها في ادارة شؤونها نصائح ومعونة حكومة منتدبة الى الوقت الذي تصبح فيه قادرة على قيادة نفسها ويجب قبل كل شيء ان تراعي اماني تلك الجماعات في انتخاب الحكومة المنتدبة".وفي مؤتمرسان ريمو الذي انعقد من دول الحلفاء في اخر شهر نيسان سنة 1920 وضع العراق تحت انتداب انكلترا ومن المعلوم انه لم يكن للعراق راي في هذا الامر.كان الانتداب عند العراقيين "لعنة" هكذا قال السير برسي كوكس المعتمد السامي البريطاني في العراق في الوقت الذي تقرر فيه الانتداب كتب هذا في تقريره الذي طلبته منه "الليدي فلورنس بيل" زوجة اب "المس كروتردبيل" السكرتيرة الشرقية لدار الاعتماد البريطاني في بغداد لكي تنشره في الكتاب الذي كانت تعتزم اصداره ليضم رسائل المس بيل الى والدها واليها وقد نشر التقرير في الجزء الثاني من هذا الكتاب.وبسبب نظرة العراقيين الى الانتداب على انه "لعنة" فان موقف الملك فيصل منه كان ستره بمعاهدة تحالف مع بريطانيا تضمن لبريطانيا المصالح السياسية والاقتصادية التي يضمنها لها الانتداب دون ذكر اسمه.هيات انكلترا مشروع معاهدة مع العراق وقدمته الى ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram