اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > هل كان انقلاب بكر صدقي بوحي من الألمان؟

هل كان انقلاب بكر صدقي بوحي من الألمان؟

نشر في: 10 يناير, 2010: 03:51 م

عادل الخضيري ذهب الكثير من كتاب التاريخ والباحثين الى ان الانقلاب العسكري الاول في العراق بل وفي البلاد العربية الذي حدث في 29 تشرين الثاني 1936 بقيادة الفريق الركن بكر صدقي قائد الفرقة الاولى والفريق الركن عبد الطيف نوري قائد الفرقة الثانية للاطاحة بحكومة ياسين الهاشمي والمجيء بوزارة يرأسها حكمت سليمان كان وطنيا من الظاهر وانكليزيا من الباطن.
وذهب القلة منهم الى ان الانقلاب كان بدعم من الملك غازي الذي اخذ يتضايق من (ياسين الهاشمي) الذي حاول فرض سيطرته الكاملة على تصرفات الملك الشاب مما اوجس الريبة في قلب الملك لا سيما بعد ان فشلت محاولة زواج الملك باحدى بنات ياسين الهاشمي نتيجة الجهود والدسائس التي بذلها نوري السعيد والملك عبد الله (الامير يومئذ) وبعض افراد العائلة المالكة السابقة في العراق وقد عثرت وانا انقب في الوثائق والكتب التي تخص تاريخ العراق سفير المانيا النازية في العراق حتى القضاء على الحركة التحريرية التي قام بها الجيش العراقي الباسل بقيادة العقداء الاربعة الشهداء صلاح الدين الصباغ ومحمود سلمان، كامل شبيب وفهمي سعيد في 2 مايس 1941 حيث تم قطع العلاقات العراقية – الالمانية بعد عودة الوصي الامير عبد الاله ونوري السعيد وعلي جودة وجميل المدفعي على اسنة الحراب البريطانية. (كاتب المقال محاضر لمادة العلوم السياسية الدولية في معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن وهو من المعاهد المهمة ذات الثقل الثقافي).اتبعت الحكومة البريطانية سياسة وضع وثائق مخابراتها تحت تصرف الباحثين بعد مرور 30 سنة عليها مما سهل الامر على من يروم البحث بالرجوع الى هذه الوثائق المفهرسة اما بالنسبة لوثائق وزارة الخارجية الالمانية وعلى الاخص وثائق حكومة الرايخ الثالث فقد توزعت باختلاف مصادرها وجهاتها الامر الذي شكل صعوبة البحث فيها ويتطلب الصبر والاناة.على من يريد البحث في هذا الموضوع وقبل ان يخوض في بحث علاقة الالمان بانقلاب بكر صدقي ان يلاحظ نقطتين مهمتين أولاهما ان الوثائق البريطانية تحمل صفة التزمت في هذا الوقت الذي تخلو فيه الوثائق الالمانية من هذا التزمت وتتصف بالواقعية ومرد ذلك الى ان معظم الدبلوماسيين الالمان المبعوثين في الشرق الاوسط كانوا مشدودين الى شعوب تلك المنطقة لانهم كانوا قد درسوا تاريخ تلك الشعوب ودربوا على التحدث بلغة المنطقة بطلاقة مما جعلهم مقربين الى السياسيين في المنطقة ولعل الدكتور غروبة السفير الالماني في العراق ومساعده الدكتور فون هنتبخ في مقدمة هؤلاء الدبلوماسيين اما النقطة الثانية فهي كثرة الوثائق بسبب توتر العلاقات السياسية والتجارية والعسكرية كان انقلاب 29 تشرين الثاني 1936 مفاجأة تامة للدبلوماسيين البريطانيين كما كان ذلك بالنسبة لهم فيما يخص ثورة 14 تموز 1958 المباركة بسبب اطمئنانهم التام الى سيطرتهم المطلقة على الجيش العراقي والمستشارين الانكليز في الوزارات العراقية ودوائر الدولة بسبب اعتقادهم التام انهم قد فرضوا هيمنة تامة على شؤون العراق بواسطة البعثة العسكرية البريطانية والمستشارين العسكريين والاداريين في مختلف دوائر الدولة وعلى الاخص المستر ادموندز مستشار وزارة الداخلية في حين انهم كانوا يهتمون بكل صغيرة وكبيرة تحدث في فلسطين ومصر وكانت التغيرات السرية للموظفين الدبلوماسيين البريطانيين في العراق وسببا آخر لجهل بريطاني آخر في هذا الشأن في هذا الوقت الذي كانت فيه الدوائر البريطانية تحاول ابقاء دبلوماسييهم في القاهرة الاسكندرية وفلسطين التي كانت وقتذاك موضع ثقل اكبر مدة ممكنة ليزدادوا خبرة ودراية بشؤون تلك المنطقة اما بالنسبة للألمان فالامر بعكس ذلك تماما فالدكتور غروبة السفير الألماني في العراق كان في هذا المنصب منذ العشرينيات فتمكن من تكوين صداقات وعلاقات شخصية مع معظم الشخصيات المهمة في العراق وعلى الاخص مع العسكريين وقد اهلته لذلك قابليته على التحدث باللغة العربية وطموحاته الشخصة وكانت تقاريره مهمة تحوي على معلومات متنوعة وتحليلات عميقة كانت تفتقر اليها تقارير الدبلوماسيين البريطانيين وكانت شخصية السفير ونشاطه السبب في الثقة السريعة التي اولاها له النظام الالماني الجديد لا سيما بعد ذهابه الى المانيا في اجازة ومعرفته التامة بكل الاحوال التي كانت سائدة يومئذ في المانيا لقد كانت سنة 1936 سنة مهمة بالنسبة للالمان بعد ان اكملت المانيا اعادة احتلال الراين وتدخلها في الحرب الاهلية الاسبانية ومساعدتها الى الجنرال فرانكو وكانت حليفتها ايطاليا قد احتلت الحبشة احتلالا تاما مما اجبر بريطانيا على فتح باب المفاوضات مع مصر وتوقيع معاهدة سنة 1936 مع حكومة مصطفى النحاس كما بدأت بريطانيا بسياسة اعادة التسليح بعد ان اصبحت الامور تنبئ بحدوث حرب اوروبية تهدف الى فرض السيطرة على الشرق الاوسط منبع الخيرات وكانت بريطانيا تعتمد على عملائها من رجال تلك الاقطار الا ان اولئك الحلفاء والعملاء كانوا هم بحاجة الى السلاح البريطاني الا ان بريطانيا التي كانت تهتم بتسليح نفسها لم تكن لتهتم بتلك الطلبات مما كان موضع الجدل بين وزارتي الخارجية والحرب البريطانيتين وتوترت الاوضاع في صيف 1936 واخذ العرب بمطالبة الانكليز بالسلاح نتيجة الاحداث المتلاحقة في فلسطين حيث كان كل سلاح يشحن الى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram