عرض باحثون ألمان محرك شاحنة ديزل ثورياً جديداً يقلل من الملوثات في انبعاثات العوادم إلى مستويات منخفضة جدا يجري قياسها بالكاد، كما طور العلماء في الجامعة التكنولوجية في ميونيخ مسبارا يسمح لهم بأخذ عينات مباشرة من غرفة الاحتراق أثناء تشغيل المحرك، ويأملون بهذا الأسلوب في اكتشاف بالضبط كيف يتشكل العادم، وذلك بهدف تطوير أساليب جديدة للحد من الانبعاثات.
ويقترب المحرك الجديد بصورة كبيرة من تلبية معايير الانبعاثات الصارمة "يورو6"، ويعتبر معيار " يورو6" المقرر تطبيقه في عام 2014 معيارا صارما مقارنة بأي مقياس حيث يقضي بخفض الانبعاثات إلى مستويات ضئيلة جدا. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يبعث محرك ديزل 5 مليجرام فقط من جسيمات السناج و80 مليجراما من ثاني أكاسيد النيتروجين في الكيلومتر الواحد، ويمثل هذا خمس السناج وربع أكاسيد النيتروجين التي يسمح بها معيار " يورو4" الذي كان مطبقا حتى آب2009، وأقل من نصف أكاسيد النيتروجين التي يسمح بها معيار "يورو5" المطبق حالياً، ومع هذا، فإن خفض الانبعاثات هو أمر معقد نظرا لأن أكاسيد النيتروجين وأجزاء السناج لا يمكن تقليلها بصورة مستقلة عن بعضها.وصمم الباحثون محركاً اختبارياً بطريقة يحقن بها مزيج من عادم جوي في حجرة الاحتراق تحت ضغط مرتفع، ويقوم الشاحن التربو الخاص بالمحرك بضغط الخليط لعشرة أضعاف الضغط الجوي - أكثر من ضعف الضغط التي يمكن أن تتعامل معها محركات السيارات المصنعة تجاريا، وبالضغط بهذه الطريقة يحتوي خليط العادم الهوائي على أكسجين كاف لحرق وقود الديزل بصورة كاملة.