TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > حول تغطية المرأة رأسها في العراق

حول تغطية المرأة رأسها في العراق

نشر في: 10 يناير, 2010: 06:29 م

ترجمة: عمار كاظم محمدبعد زواجنا بفترة قصيرة، قال لي زوجي «يجب عليك ارتداء الحجاب ولا تجادليني بهذا الشأن». بهذه الكلمات بدأ بفرض ارادته. انها أول ضريبة يجب علي أن ادفعها لكي أتزوج وكذلك كان الحال مع العديد من صديقاتي اللواتي عليهن الالتزام بهذه الضريبة في بلاد يفترض احيانا أن تكون علمانية،
 بلاد تدعى العراق. اشعر كما لو أنني مقيدة وقد وضعت الحجاب الأسود بتردد قبل التوجه الى العمل في احدى الصباحات وحينما نظرت في المرآة، رأيت وجها آخر وشخصا آخر وغمغمت لنفسي «من هذه؟ ولماذا يجب علي قبول ذلك؟ « ان اجبار الاقرباء الرجال للنساء على لبس الحجاب ليس جديدا في العراق. فقد بدأ يحدث بشكل روتيني مع الاعوام الأخيرة من النظام السابق فقد شجع صدام النساء على تغطية رؤسهن وحث الرجال على فرض الحجاب على الأمهات والزوجات والبنات حيث ساهم هذا في دفع العراقيين نحو مزيد من التشدد باتجاه الدين. العراقيون من خلفيات دينية وعرقية مختلفة حاولوا بز بعضهم البعض لأثبات تدينهم في محاولة للحصول على استحسان الديكتاتور في ذلك الوقت فالبعض لبس الكساء بشكل مكره والآخر لبسه بشكل طوعي كأشارة للتواضع والتقوى. بعد عام 2003 بدا لبس الحجاب كوسيلة للحماية فالعديد من النساء اخترن لبس الحجاب لحماية أنفسهن من المليشيات الذين يقتلون ويخطفون الناس باعتبارهم علمانيين وأن تكون جميلة ومزينة أمر يجعل من النساء عرضة لحوداث الاختطاف والهجمات الأخرى. ففي محافظة البصرة مثلا اصبح هذا التقليد واسع الانتشار بحيث أجبرت بعض المجاميع حتى النساء المسيحيات على ارتداء الحجاب وفي بغداد خلال فصل الصيف الحار يصبح الحجاب جنونا لكن توجد بطانتان فضيتان اجمالا وهي تحمي الشعر من العواصف الرملية والمطر وهو ما يسر زوجي وهي رسالة تذكير باننا أحيانا نقوم باشياء لا نحبها. مازلت لا املك نفسي من التحسر في كل مرة أفكر فيها كيف لبسته منذ عام مضى حينما ذهبت الى السوق فقد كنت أرتدي التنورات والقمصان مع اكمامها القصيرة ايضا ومما يحبط بالخصوص هو رؤية تشكيلة الملابس الحديثة التي تم استيرادها من سوريا وتركيا وهي معروضة في المخازن العراقية من التنورات القصيرة والبلوزات التي بلا أردان ومما يبعث على التناقض أن تلك الملابس قد غدت عصرية على الرغم من كون أكثر النساء يغطين رؤسهن والرجال في مجتمعنا يخبروهن بأنها ليست ملائمة لهن. وكما يقول المثل القديم «الحاجة أم الاختراع» في محاولة للربط بين التقاليد الاجتماعية والازياء العصرية فالفتيات العراقيات يجدن طرقا حذرة لمواجهة الظرف فالبعض منهن يلبسن تلك القمصان تحت ملابس أكبر منها حجما أو يقمن بلبس التنورات القصيرة فوق البناطيل حيث اكتسبت هذه الظاهرة شعبية كبيرة ايضا. لقد سألت زوجي مؤخرا «هل تعرف مالذي اتمناه في هذه اللحظة؟» اتمنى لو انني استطيع أن اجبرك على ارتداء الحجاب لكي تعرف ما اشعر به» لكن زوجي بقي صامتا واحمرت عيناه من الغضب، أنا لا اعرف شيئاً ما أفضل من الاحتجاج فمن غير الفائدة السباحة ضد التيار في هذا البلد الذي يدعى العراق. عن واشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram