TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > «السيّاف» صورة بشعة لجرائم القاعدة في ديالى

«السيّاف» صورة بشعة لجرائم القاعدة في ديالى

نشر في: 10 يناير, 2010: 06:32 م

بعقوبة/ وكالاتلاتزال ذاكرة اهالي محافظة ديالى شرقي العراق، مليئة بصور العذاب والمعاناة التي عاشوها خلال سيطرة الجماعات المسلحة على محافظتهم في عامي 2006 و2007 والتي حولت حياتهم الى ظلام دامس نتيجة الاساليب البشعة التي كانت تستخدمها هذه الجماعات معهم.
 فعلى جانب جدار وضعت عليه مجموعة من السيوف التي كان تنظيم القاعدة يستخدمها في قتل الابرياء، قال العقيد محمود التميمي احد مسؤولي الاجهزة الامنية في المحافظة وهو يشير الى هذه السيوف «انها سيوف قطعت بها رؤوس العشرات من الابرياء لاتزال تفوح منها رائحة الموت والدماء، استخدمت من قبل ما يسمى بالسياف ابان سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة بعقوبة مركز المحافظة، لترويع الاهالي وزرع الخوف والرعب في نفوسهم». واضاف التميمي بحسب وكالة انباء (شينخوا) «أن السياف ظاهرة لم تكن وليدة مرحلة العنف الدموي التي تلت بروز الجماعات المسلحة على مجرى الاحداث الامنية بعد سقوط النظام السابق ودخول القوات الاجنبية للبلاد عام 2003 بل انها برزت قبل سنين، واول من اتبعها هو جهاز فدائيي صدام وجرى تنفيذ اول عملياته في اعدام عشرات النساء ممن عملن في البغاء نهاية عقد التسعينات، وبدأت بعدها تتوالي مشاهد التصوير الفيديوية الملتقطة داخل معسكرات الفدائيين والتي تظهر اشخاصاً يحملون السيوف يطلق عليهم السيافون ويقومون بتقطيع الايادي والرؤوس لاشخاص يقال انهم ارتكبوا جرائم دون معرفة نوعية هذه الجرائم». والسياف، مصطلح محلي يطلق على من يحمل السيف ويضرب به، واصبحت ظاهرة معروفة في اغلب مدن محافظة ديالى عندما بدأت الجماعات المتطرفة تظهر من خلال مشاهد الفيديو المصورة لعمليات القتل الجماعي باستخدام السيوف، والتي كان تأثيرها كبيرا على المواطنين بسبب ما تبعثه من خوف ورعب في قلوبهم. واوضح التميمي أن من يقومون بدور السياف، اشخاص تم تهيئتهم من الناحية النفسية والبدنية ليمارسوا هذا الدور في زرع الرعب والخوف اثناء بطشهم بالشخص الذي تقرر الجماعة معاقبته، مبينا أن هذه الظاهرة انتقلت من جهاز فدائيي صدام إلى صفوف الجماعات المسلحة وجرى بالفعل اعتقال العديد منهم تبين انهم عناصر سابقة في اجهزة امنية مارسوا الفعل ذاته وجرى تكراره في صفوف الجماعات المسلحة. فيما يروي عثمان الكرخي (32 عاما) يعمل في مطعم شعبي في بعقوبة كيف نجا باعجوبة من يد السياف وهو يقوم بقطع رؤوس اربعة شباب حكم عليهم الحاكم الشرعي لتنظيم القاعدة بقطع الرؤوس بالسيف حيث تم جلبهم إلى ساحة عامة وسط منطقة الكاطون غربي بعقوبة مطلع عام 2007، وبدأ السياف بضرب عنق الشاب الاول وعندما حاول ضرب عنق الثاني حصلت مواجهات قوية بين قوات حكومية والمسلحين تمكن خلالها من الهرب وانقاذ نفسه من يد السياف. وقال «كانت تجربة قاسية لاتزال الكوابيس تلاحقني لحد هذا اليوم، خصوصا عندما رأيت كيف سقط رأس الشاب امامي بضربة سيف واحدة، انه امر لايمكن وصفه سوى انه الجنون البشري الذي لايمكن تخيله، اذا ما تحول الانسان الى وحش كاسر يتلذذ بسفك الدماء بشراهة». بدوره يرى محمد المجمعي القيادي في قوات الصحوة أن القاعدة استثمرت ظاهرة السياف في زرع هاجس الخوف والرعب في نفوس الاهالي لذا كانت تكثر من مشاهد تصوير القتل باستخدام السيوف، مبينا أن ضابطا برتبة نقيب كان يعمل في صفوف جهاز فدائيي صدام انضم بعد عام 2004 إلى تنظيم القاعدة نفذ عمليات قتل باستخدام السيف، ومن ثم بدأت هذه الظاهرة تنتشر بين بقية الجماعات لانها وجدت فيها تأثيراً نفسياً قوياً على الناس. إلى ذلك قال منذر الدليمي القيادي في قوات الصحوة بمنطقة العثمانية (17كم) جنوب غرب بعقوبة أن اغلب امراء تنظيم القاعدة ممن جرى قتلهم أو اعتقالهم مارسوا القتل بالسيف لانها احد الشروط الذي يجب ان تتوفر في الشخص لكي يحصل على منصب الامارة بهذه المنطقة أو تلك. واكد أن الاجهزة الامنية عثرت في احدى عمليات الدهم والتفتيش داخل الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة على كم هائل من السيوف التي كانت تستخدم في قتل المدنيين، مضيفا «يبدو أن هناك من كان يزود الجماعات المسلحة بنوعية خاصة من السيوف الحادة والقوية». على صعيد متصل قال نجم حردان الدليمي مختص بالشؤون الامنية إن ظاهرة السياف كغيرها من الظواهر التي افرزتها حالة الفوضى الامنية الواسعة التي برزت على مسرح الاحداث التي عصفت باغلب مدن محافظة ديالى خلال السنوات الماضية وظهور الفكر المتطرف الذي اتبع ستراتيجية القتل العشوائي وبابشع الطرق من اجل زرع الخوف والرعب في نفوس الاهالي ليتسبب في ازهاق ارواح آلاف المدنيين من رجال ونساء واطفال». واشار إلى أن ستراتيجية الجماعات المتطرفة في استخدام السياف كانت ذات تاثير سلبي في معنويات المواطنين، وبالتالي عدم تعاونهم مع الاجهزة الامنية خوفا من قتلهم بالسيف من قبل تلك الجماعات. فيما يشير الطبيب النفسي جهاد وادي إلى أن ظاهرة السياف يقف وراءها اشخاص مرضى نفسيون وصلوا إلى مرحلة اصبحوا مدمنيين على القتل وتقطيع اوصال الضحايا وهؤلاء خطرون على المجتمع واغلبهم نبذتهم عوائلهم منذ سنين،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram