بغداد/أفراح شوقيالجوائزوالشهادات التقديرية التي حصدها فنانونا في العديد من المحافل العربية والعالمية، خصوصاً في العام المنصرم والأعوام التي قبلها، غدت علامة فارقة لتلك النتاجات الفنية التي اتسمت بالابداع والتألق والنكهة العراقية المميزة.
 لكن حاصدي تلك الجوائز وأعمالهم ظلوا يشكون التهميش وعدم اهتمام الدولة بهم. (أخيرة المدى) حاورت بعضاً من هؤلاء وكانت اول المتحدثين د/ عواطف نعيم معاونة مديرعام دائرة السينما والمسرح و التي بدأت كلامها بالقول: مازال فنانونا وخصوصاً الشباب منهم يحصدون الجوائز في الخارج، لكن الدولة ومفاصلها غافلة عنهم، وعام 2009 كان عاماً حافلاً بالابداع والجوائزبالنسبة لفناني المسرح، وكذلك أعضاء الفرقة القومية للتمثيل. مثلا الفنان عزيز خيون كرم في مهرجان القاهرة الدولي مع أسماء كبيرة في المسرح العربي لكن جائزته لم يحتف بها في الداخل!الا يحق للفنان ان يكرم في بيته؟ ولماذ تحتفي بعض المؤسسات الثقافية عندنا بالأموات وتنسى الأحياء منهم؟ وطرح د.هيثم عبد الرزاق اشكالية التهميش الثقافي الذي يعانيه المثقفون والمبدعون في البلد، خصوصاً أصحاب المشاريع الفنية الابداعية. واستشهد بمسرحية (الظلال) من اعداده واخراجه والتي دعت الى التسامح والتصالح مع الذات والغير في اشارة واضحة للواقع الحالي، لكنهاعرضت عرضاً يتيماً في الداخل في حين تم عرضها في الكثير من الدول العربية والعالمية، وكتبت عنها أكثر من 18 مقالة في الصحافة هناك. وتطرق عبد الرزاق الى موضوعة حصول الكثيرين على جوائزبغير استحقاق ولكنها جاءت عبر علاقاتهم بالمسؤولين، وهو مايمكن تسميتها بالجوائز السياحية، وكذلك سوء اختيار اللجان المختصة في ذلك والتي مارست احياناً عملية التضليل الثقافي في اختيار أعمال قديمة للمشاركة في المسابقات في حين ان المطلوب هو اشتراك الاعمال الجديدة فقط. أما الفنان الشاب انس عبد الصمد والذي سبق ان نالت المسرحية التي شارك بها (حلم في بغداد) على جائزة افضل عرض مسرحي في اليابان وضمن مهرجان طوكيو الدولي، وهي مسرحية لفرقة مسرح المستحيل ومن انتاج مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون، فقال: ان الفرق العراقية هي أكثر الفرق التي تحصل على الجوائز في المحافل العربية تبعاُ للالتزام والابداع الذي يتميز به المنجز الفني العراقي، لكن هناك عدم اكتراث مقصود في الاحتفاء بالفائزين، وعزا عبد الصمد ذلك الى غيرة البعض من المسؤولين من تلك الاعمال، واحتمالية ان تنافسهم من قبل المؤسسات الفنية، والأخطر من ذلك هو توجيه عقوبة الانذار الينا من قبل دائرة السينما والمسرح بعد ان شكونا عدم منحها أية جائزة تقديرية من قبل الدائرة لأسباب شخصية بحتة!! وهي حالة تحد من الابداع والنشاط الفني للفنان العراقي. وايدت الفنانة فائزة جاسم ماذهب اليه زملاؤها الفنانون واستغربت من عدم اهتمام الحكومة بالفنان العراقي وما يحصده من جوائز ترفع اسم العراق عالياً وقالت: كنا سفراء لبلدنا هناك ونقلنا هموم شعبنا الى العالم العربي والعالمي، لكن الحكومة تبدو كأنها غير معنية بالأمر، رغم اننا نعرف ان الفنان والسياسي في خندق واحد، لكن يبدو ان الحكومة في واد ونحن في واد اخر. ففي المغرب حصلنا على ثلاث جوائزمن لجنة التحكيم عن عمل (آسيا تذهب الى المدرسة) لكن عندنا لا يلتفت اليه أحد.