TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: المرأة والرجل والآخرون!

وقفة: المرأة والرجل والآخرون!

نشر في: 11 يناير, 2010: 04:55 م

عامر القيسيبعد سلسلة من القرارات الموجهة ضد المرأة منذ نعومة اظفارها كما يقال وحتى عضوات بعض مجالس المحافظات مرورا بالوسط الجامعي فاني اقترح لزيادة الطين بلّة على بعض المسؤولين اصدار وتنفيذ مجموعة من القرارات التي تكمل المسبحة حسب مثلنا الشعبي.
 فعلى المسؤولين عن المتنزهات العامة مثل الزوراء ان يحددوا يوما للمرأة وآخر للرجل وعدم السماح بيوم عائلي لان الاختراقات عادة ما تكون تحت هذه التسميات ويحدث فيها اكثر مما (يحدث) في مدارس الاختلاط والتي لاترضي تقاليدنا. واقترح من باب الشيء بالشيء يذكر ان تفصل الطالبات عن الطلاب في الجامعات، فهل من المعقول ان تسمح قيمنا وتقاليدنا بأن تجلس طالبة مع طالب لاحتساء الشاي في كافتريا الجامعة أو لمراجعة المحاضرات (اعوذ بالله)! واستكمالا لتوجهاتنا الديمقراطية الحافلة بالمصائب علينا ايها السادة ان نفتح بابا لدخول عضوات مجالس المحافظات هي غير الباب التي يدخلها السادة الاعضاء لكي تسير الامور كما ينبغي ويستطيع المجلس ان يحل كل المشكلات الحياتية للمواطن بمجرد حل هذه القضية الشائكة القادمة الينا من بلاد الافرنج! ولنكن اكثر انسجاما مع انفسنا علينا ان نحول اجتماعات مجلس النواب الى اجتماعات تدار بالدائرة التلفزيونية المغلقة في صالتين منعزلتين من اجل الاسراع باتخاذ القرارات والتخلص نهائيا من المجاملات، واذا طبقنا هذا على البرلمان والجامعات ومجالس المحافظات فلماذا تبقى الموظفة بعيدة عن هذه التوجهات الحضارية الديمقراطية من دون منازع، فالمناضد المتقابلة بين الموظفين والموظفات تعرقل عمل الدولة في بناء نفق تحت نهر دجلة يربط الكرخ بالرصافة، بما تخلقه هذه التقابلات من انشغالات لاتتلاءم مع تقاليدنا الشرقية العميقة الجذور، ولكي لايعتب احد على احد سنفتح كل الابواب لهذا الاتجاه ليتمدد افقيا وعموديا لكي نكون منسجمين مع انفسنا ومع تقاليدنا، فلا نسمح مثلاً للمرأة والرجل معا بالصعود الى سيارة الكيا فهي اشبه بالغرفة المغلقة الكثيرة النوافذ ولا نريد حدوث اية اسقاطات لهذا الموضوع الذي سينسي المرأة والرجل معا الهدف الاساسي من ركوبهما سيارة الكيا!والشيء نفسه نقوله عن سيارات الاجرة الخصوصية وعن الوفود الرياضية التي تشارك في المحافل الرياضية الدولية، والحذر الحذر من تعيين سفيرة لنا في بلاد الله الواسعة لئلا يضحك الخلق علينا جرّاها ويختصم!! ولكي نكون اكثر انسجاما مع انفسنا وعقولنا الجبارة المبدعة والمبتدعة والرائدة علينا صراحة ان نمنع منعا باتا مراجعة المرأة المريضة لاي طبيب مهما عظم السبب وكانت النتائج، فليس من تقاليدنا العريقة ان يشفي الرجل المراة ولا ان تشفي المرأة الرجل. فهل من المعقول ان يمسك الرجل يد المرأة ليعد عليها نبضات قلبها التي قد تكشف اسرارها! علينا من دون تردد ان نفصل المرأة عن الرجل تماما لنبعث برسالة شفافة للعالم أجمع عن مدى تحضّرنا وتوقنا لان نلحق بركب العالم والامم المتحضرة وان نلغي من رؤوسهم، المتخمة بالحقد علينا، الافكار التي تضعنا عادة في مصاف الامم المتخلفة التي تمارس اشد انواع التمييز النوعي (الجندر) ومن اننا لانفهم في (الرايحة والجاية) او اننا من مناصري المثل الشعبي (اكعد بالشمس حتي يجيك الفي). كلا ايها السادة فنحن نسعى للشمس سعيا حثيثا ولكن من طريقين احدهما للنساء وثانيهما للرجال! اعتذر صراحة من منظمات حقوق الانسان والمدافعة عن المرأة ومناصرتها، ولكني لا أستطيع الاان اكون منسجما مع تقاليدي وعاداتي التي نسيها اجدادي حتى!! والسلام عليكم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram