أربيل/ المدىيبدأ كثير من المواطنين صباح كل أيام الأسبوع، عدا الجمعة، رحلة بحث دقيقة بين حاجيات وأثاث وكهربائيات وقطع غيار منزلية متنوعة ومستعملة في سوق الهرج المسمى بسوق السورجي في مدينة أربيل، ويبدو أن المواطنين الذين يرومون البحث عما يحتاجونه، هم من الطبقة الفقيرة،
هذا يبحث عن صامولة وذاك يبحث عن سويج بلاك، وذاك عن عجلة أو صوندة غسالة، وهناك من يزور السوق كهواية فقط. الكل يبحث ويدقق النظر بين الأشياء المعروضة، وهي مواد وآوان منزلية وأثاث البيت وأجهزة كهربائية صوتية ومرئية وحتى ميكسر الاستوديوهات، وأجهزة ميكانيكية مثل ماطورات زراعية وصناعية ومولدات كهربائية، وتأسيسات المياه والمجاري وأدوات إنشاء البناء من الكرك وعربة نقل المواد وأدوات مكتبية للدوائر من المناضد ودواليب الكتب، غرف نوم ومفروشات والأغطية الصوفية والقطنية وأطقم القنفات وإكسسوارات وحتى بعض المواد وعدد عسكرية من ملابس وأقنعة الغاز العسكرية والزراعية وهناك تفاصيل أدوات الطبخ بدءا من السكاكين والملاعق والمواعين والاستكانات وصولا الى الكاونترات و وأجهزة التكييف المنزلي والمدافئ الخشبية والنفطية والغازية، وأنواع العملات المالية القديمة العراقية والأجنبية المعدنية والكاغذ، وتحف جبسية ومعدنية وخشبية وأحجار كريمة ومخطوطات، بحسب PUKmedia أنه سوق، تجد فيه مالا يعقل ولا يخطر في مخيلة الإنسان، والسوق له نكهة خاصة لأنه يتحدث عن الماضي، لكنه سوق غير منظم، تعرض الأشياء في العراء دون وجود سقف لحماية مواد السوق وأصحابه وزائريه. وفي لقاء مع عدد من المواطنين اللذين امتنعوا عن التصوير الشخصي، قال بعضهم، إننا نأتي يوميا الى هذا السوق، لنتمتع بمنظر هذه الأشياء، واذا صادفنا شيئا رخيص السعر جدا، نشتريه، بهدف إعادة بيعه بسعر أكثر، ويدر علينا أحياناً اأرباحا جيدة قد تصل الى 50 الف دينار، وقالت مجموعة أخرى، نأتي الى هنا لشراء قطع غيار لأدوات منزلية، بسبب عطلات تحدث بسبب النقل تذبذب التيار الكهربائي، لأن الأجهزة المنزلية الجديدة نوعياتها غير جيدة ومقلدة لذا تتعرض الى عطلات، فنبحث عن هذه القطع العاطلة لنستبدلها،وقال آخرون: الأشياء هنا رخيصة جدا، ونشتري بعض الأشياء والمفروشات وأدوات منزلية والأواني بأسعار رخيصة لتعويض ما بعناه في الأيام الصعبة، ومدخولاتنا محدودة لا تكفي العيش، فكيف نشتري الأشياء الجديدة للبيت؟ وقالت مجموعة أخرى: كثير من هذه الأشياء الموجودة تعود لبيوت الأغنياء، وهم يستبدلون الموديلات كل عام، ونحن نأتي الى هنا لشراء ما نحتاجه لتأثيث البيت، مثلا تشتري غرفة نوم بـ200 دولار، بينما تباع في محلات الأثاث المنزلية بـ1000 دولار أو أكثر، فهناك تفاوت كبير بين الأسعار.
سوق سورجي.. رحلة البحث عن حاجات مستعملة
نشر في: 11 يناير, 2010: 05:43 م