TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: المعــارضــــة

كردستانيات: المعــارضــــة

نشر في: 11 يناير, 2010: 05:48 م

وديع غزوانأثارت الأحداث الأخيرة في السليمانية وما سبقها ورافقها من ظواهر تخللتها سجالات واتهامات وتراشق حاد بالكلمات بين أطراف سياسية في إقليم كردستان، قلقاً مشروعاً عند المسؤولين وأوساط الشارع الكردي خوفاً من احتمال تفاقمها اذا ما استمرت بهذه الطريقة..
 هذا الوضع المتأزم دفع برئيس الإقليم مسعود بارزاني الى دعوة هذه الأطراف للتحلي بالحكمة في معالجة اختلافها في وجهات النظر وبادر الى عقد لقاء مع الأطراف والقوى السياسية المشاركة في البرلمان بحضور نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الكردستانية في ضوء ما ظهر من معطيات التعامل غير الصحيح بين القوى السياسية . في هذا اللقاء الحواري الصريح استذكر الرئيس بارزاني مع القوى السياسية ما تعرضت له الحركة التحررية الكردية من انكسارات في الماضي سببها الصراعات السياسية التي دفع ثمنها غالياً الشعب الكردي بغالبيته المسحوقة.. ومن موقع الاخ الذي يتحمل مسؤولية الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات، حذر بارزاني من مخاطر هذا الانزلاق محذراً بعدم السماح (أبداً بان يسفك دم الكردي بيد أخيه الكردي مرة أخرى). ان تجارب العالم أكدت وبالملموس فشل محاولات فرض النموذج الأوحد وأهمية المعارضة وتعدد الآراء في نفس الوقت الذي أكدت تجارب أخرى ضرورة عدم انجرار القوى السياسية الى حالة فقدان التحلي بالمسؤولية من خلال اصطناع معارك وخلافات غير مبررة وليس قي وقتها . في العصر الحديث لم يعد مقبولاً ادعاء اية جهة امتلاكها مفاتيح حل كل المشاكل واستحواذها على إدارة شؤون البلاد والعباد ومصادرة حق الآخرين.. والطرف القوي والواثق من نفسه هو من يحرص على حقوق الآخرين في التعبير عن رأيهم، لكن المشكلة تكمن في تفهم الطرف الآخر حدود هذا التعبير ضمن السياقات الصحيحة للعبة الديمقراطية التي لا تجيز التشهير وتضخيم الأخطاء. ولا نعتقد ان قوة المعارضة يمكن ان تكسب بالمهاترات والتصريحات النارية الفاقدة للدقة والموضوعية لكنها تستحوذ ما تستحقه من احترام واهتمام بقدر اقترابها من الحقيقة وحرصها على مصلحة الوطن واعتماد لغة الحوار بعيداً عن التهديد والوعيد . وفي أوضاع كالتي يمر بها إقليم كردستان حري بقواه السياسية ان تتمسك أولاً وقبل كل شيء بوحدة الصف والوفاق دون ان يعني ذلك تخليها عن حقها في ممارسة النقد او المعارضة ولكن ضمن قبة البرلمان الذي هو المنبر والإطار الأوسع لاستيعاب كل رأي ووجهة نظر . ونحن على ثقة بان القوى السياسية في كردستان أهل للاستجابة لدعوة رئيس الإقليم انطلاقاً من مسؤوليتها للحفاظ على مكتسبات مواطنيها وتجنيبهم مشاكل هم في غنى عنها.. المعارضة علامة صحة مسار أية تجربة، كما ان الإصغاء لصوتها تجسيد حي للديمقراطية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram