بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،
 حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة السادسة والثلاثين عن مسيرة لاعب فرق الزوراء والطلبة والرشيد والمنتخبات العراقية السابق عدنان درجال مطر الذي ولد في بغداد عام1959 ولعب أكثر من تسعين مباراة دولية وهو يتواجد الآن في دولة قطر متنقلا بين التدريب والعمل في مجال التجارة، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتهبدأ عدنان درجال مسيرته الرياضية في فرق المدراس ومن ثم الفرق الشعبية في منطقة الغدير ببغداد الجديدة.. وفي عام 1977 اخذ عدنان يسلك الطريق الصحيح في عالم الكرة والتوجه نحو الأضواء والشهرة عندما تم استدعاؤه لتمثيل منتخب الرصافة وبعد ان تألق في المباراة التي جمعت فريقه مع فريق تربية الكرخ التي انتهت بالتعادل (1ـ1) وجد ابواب المنتخب المدرسي مفتوحة  أمامه، حيث كان احد اللاعبين الاساسيين في المنتخب المذكور الذي شارك في الدورة الرياضية العربية المدرسية التي جرت في ليبيا عام 1977.وبعد عودته من المنتخب المدرسي انضم الى فريق الزوراء ولعب معه أول مباراة في دوري الأضواء ضد فريق ديالى وانتهت زورائية(5 ـ 2) ومن هذا الفريق دعي لتمثيل منتخب الشباب الفائز ببطولة شباب آسيا التي جرت في بنغلادش عام 1978 وبعد ذلك اصبح لاعبا اساسيا في تشكيلة المنتخب الوطني الذي شارك في الدورة الآسيوية الثامنة في بانكوك في العام نفسه.وفي هذه الدورة نال ثقة الجميع بعد أن نجح في انتزاع شهادة النجاح من المهاجم الكويتي المعروف فتحي كميل، حيث تمكن من شل حركته تماما داخل الميدان ويومها فاز منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.أبرز انجازاتهيضم السجل الشخصي للاعب الكبير عدنان درجال انجازات واسعة جدا مع المنتخبات الوطنية والاندية المحلية، حيث اسهم في فوز منتخب الشباب ببطولة شباب آسيا عام 1978 ومع المنتخب الوطنية كان سببا رئيسيا في احرازه ثلاث دورات خليجية في اعوام 1979و1984و1988 في بغداد ومسقط والرياض وكذلك في إحرازه دورة مرديكا الدولية في ماليزيا عام 1981، كما كان من المساهمين في فوز المنتخب الوطني  بالوسام الذهبي لدورة الالعاب الآسيوية التاسعة في الهند عام 1982، فضلاً عن مساهمته الفعالة في تأهل المنتخب الوطني الى مونديال المكسيك عام1986 وقبلها مشاركته في إحراز بطولة مرليون الدولية في سنغافورة عام 1984.واسهم عدنان درجال في فوز المنتخب العسكري ببطولة العالم العسكرية التي جرت في الكويت عام 1979، بينما كان سجله مشرفاً مع المنتخب الاولمبي حيث اسهم في تأهله الى ثلاث دورات اولمبية في اعوام 1980 و1984 و1988 في موسكو ولوس انجلس وسيئول ويتميز عدنان درجال الى جانب حسين سعيد بأنهما اللاعبان الوحيدان اللذان مثلا العراق في نهائيات الدورات الاولمبية المذكورة، اما مع الزوراء فقد اسهم في احرازه بطولتي الدوري والكأس لموسم 78 ـ 1979 ومع الطلبة اسهم في فوزه بلقب الدوري في موسم 80 ـ 1981 وكذلك في موسم 83 ـ 1984 ومن الطلبة انتقل الى فريق الرشيد الذي اعتزل فيه وحقق مع هذا الفريق انجازات كبيرة جدا من ابرزها الفوز ببطولة الدوري ثلاث مرات في ثمانينيات القرن الماضي وبطولة الكأس ثلاث مرات أيضاً وبطولة الأندية العربية ثلاثة مرات، فضلاً عن المركز الثاني في بطولة الاندية الاسيوية عام 1989 بعد الخسارة امام السد القطري (صفر ـ 1)، وقد أفرزت لنا هذه الانجازات ميزة خاصة يتميز بها عدنان درجال عن بقية زملائه اللاعبين وتتمثل بأنه اللاعب الوحيد الذي احرز لقب بطولة الدوري ست مرات، واحدة مع الزوراء واثنتين مع الطلبة وثلاثاً مع الرشيد.مشاركاته الأخرىفضلا عن الانجازات الكبيرة التي ذكرناه فأن هناك مشاركات اخرى مهمة يحتويها سجل عدنان درجال برغم انها لم تصل الى مرحلة الانجازات ومن أبرز هذه الانجازات مشاركاته في تصفيات كأس العالم عام 1981 التي جرت في السعودية وحصل فيها فريقنا على المركز الثاني في مجموعته وكذلك تصفيات كأس العالم عام 1989 التي نال فيها فريقنا ذات المركز ولم يستطع إكمال مشواره نحو مونديال ايطاليا بسبب تداعيات التعادل المثير مع المنتخب القطري في بغداد، كذلك شارك في دورة الألعاب الآسيوية الثامنة في بانكوك وحصل منتخبنا فيها على المركز الرابع وكذلك في بطولة الرئيس الكوري الجنوبي في الثمانينيات ودورة الألعاب الآسيوية العاشرة في سيئول عام 1986وختم درجال مسيرته الكروية في خليجي (10) الذي اقيم في الكويت عام 1990 ويومها خاض آخر مبارياته الدولية وكانت ضد منتخب الإمارات التي انتهت بالتعادل (2ـ 2) وتعرض فيها للطرد من قبل حكم المباراة.أفضل مبارياتهيعتز عدنان درجال بمباريات كثيرة، إلا ان مباراة العراق وكوريا الجنوبية التي جرت ضمن تصفيات دورة لوس انجلس