خليل جليل فريق الزوراء يتمتع بمستوى فني جيد والاصوات المتعالية وراءها جهات ،هكذا كان تصريح رئيس نادي الزوراء سلام هاشم لبعض وسائل الاعلام بعد الخسارة الثانية التي مُني بها فريقه وجاءت امتداداً لهزيمته الاولى وحتى تعادله المخيب امام ضيفه زاخو مشيراً باصابع الاتهام الى جهات وراء تحريض الجمهور للضغط.
الغريب في الامر ان المشاكل الاخيرة التي اجتاحت معقل الزوراء وادت الى انقسام ادارته منذ اكثر من عام وتحولت الى معسكرين وشكل ذلك احد الاسباب الرئيسة في التدهور قد ابتعد رئيس النادي عن جوهر هذه المشاكل وفضل عدم الخوض فيها في الوقت الذي تشكل فيه اهم اسباب التداعيات والتراجع. لقد دأبت جماهير الكرة الزورائية ومنذ اجيال عدة وقفت وراء الفريق على معايشة ومعاصرة اجواء الانتصارات والالقاب وكل تفاصيل التفوق والتألق الكروي وهي تحيط بمعقل الزوراء واسمائه اللامعة وصرحه الجميل واسمه التاريخي المرعب للخصوم قبل ان يتحول الى صرح خجول هذه الايام. ان انطلاقة الدوري للموسم الجديد وكما هو معروف كانت متواضعة وهشة للزوراء المتراجع برغم ما بذله وعمله المدرب وقدم كل ما يمكن تقديمه من دعم فني ومعنوي للاعبين لتخطي مشاكل الفريق لكن الذي يمر به الاخير هو اصبح حقيقة واضحة لا يمكن تجاهلها او التستر عليها ، فالزوراء لم يعد زوراء والقلعة البيضاء لم تعد قلعة حصينة وناصعة بعد ان تشوهت بفعل المشاكل والتداعيات والتراجع الذي يفترض ان تأخذ ادارة النادي على عاتقها فعلا مهمة ازالة هذه المشاكل والعمل على ترميم ما حصل خلال الفترة الماضية فالحديث عن المصاعب بالتمنيات والاحلام الوردية وعدم الانصياع للتعاطي مع الوقائع هي عين المشاكل برمتها. مما لاشك فيه ان ادارة الزوراء الان تواجه اختبارا وامتحانا تاريخيين صعبين في هذه الفترة برغم الظروف الشائكة والمعقدة التي ورثتها الادارة وعملت في ظلها من دون ان تتمكن من ان تجد الحلول الجذرية لإنتنشال الزوراء وتضعه على المسار الصحيح الذي خرج عنه منذ فترة ليست بالقصيرة ما جعل انصار النادي يخرجون عن طورهم مطالبين بحلول تضع حداً لتدهور الزوراء. وقد اعتادت جماهير الزوراء على الادارة الحالية ان تدرك هذا ، اعتادت ان تفتح نيران غضبها واستيائها وتذمرها امام كل من يتحمل تداعيات فريقها سواء في ظل هذه الادارة وغيرها ، وما سبقها من حقب تاريخية ، فالفريق مطالب بثمن نجوميته وثمن مكانته وسمعته ونعتقد بان جمهوره العريض مثلما افصح في العقود الماضية من السنين يتهاون بكل شيء الا بهوان فريقه الذي كان يجعل عشرات الالاف تخرج من ملعب الشعب الدولي مزهوة بانتصارات مثيرة والقاب قلّ نظيرها وهو يتحسر عليها الان. ولا نعتقد بان ادارة الزوراء قد ارتضت لنفسها او ترضى ان تبقى متفرجة وسط هذه العواصف المادية والمشاكل الفنية ، ومن المؤكد انها بذلت ما يمكن ان تبذله ما في وسعها لإنقاذ الفريق وعليها ان تبذل الاكثر والاكثر لان الدورس وكل المواسم الماضية كانت هي المقياس الحقيقي لعافية الزوراء فالانتصارات المتلاحقة يعني ان الزوراء لا يخاف عليه وغير ذلك يعني ان الزوراء بات مهدداً من موسم لآخر. فالزوراء معقل جماهيري كبير وليس ملكا لادارة اشخاص ، فهو ملك للملايين العراقيين من الذين زرعوا حبهم وتعلقهم بهذا الفريق على اديم ملاعبه وتشبثوا بمحبته منذ عشرات السنين.
وجهة نظر: الزوراء .. المحنة
نشر في: 12 يناير, 2010: 04:40 م