ميونيخ/ فيصل صالحالمتابع لواقع الكرة العراقية يصاب بخيبة أمل كبيرة وتنتابه نوبة حادة من الكآبة، ولاسيما بعد أن دخلت (نفق) العقوبات والحرمان من المشاركات الدولية والآسيوية والعربية بفضل ألأفكار التي تفتقت بها (رؤوس) اللجنة المؤقتة المشرفة على تسيير امور كرة القدم
في فترة أصبحنا نسير فيها كالسلحفاة في طريق التطور الذي ينشده المخلصون لحفظ ماء وجه كرة القدم العراقية والعمل على إعادة ترتيب أوراقها بطريقة تتمكن بواسطتها من تدار مثلما تدار كرات العالم الأخرى! هذه الخيبة لم تطل فقط متابعي كرة القدم العراقية لاسيما بعد محاولة رئيس وأعضاء الهيئة المؤقتة دس رؤوسهم في (الرمال) درءاً لكل نقد هادف ومقترح يعيد كرة القدم العراقية الى (سكتها) التي توصلها للمشاركة مرة أخرى في البطولات التي تقام تحت إشراف (فيفا) والاتحاد الآسيوي وكذلك تحت إشراف الاتحاد العربي.وذكّرني هؤلاء الذين أنحني احتراما لـتأريخ البعض منهم، وخاصة ذلك البعض الذي كتب صفحات مضيئة في تأريخ الكرة العراقية ذكرني بما كان يؤديه من إبداع كروي على المستطيل الأخضر، لأن ذلك كان أرضيته وملعبه.. ولكن للأسف لم يتمكن هذا البعض وكذلك البقية من أعضاء هذه اللجنة من انتشال كرة القدم من واقعها المرّ، بل زادوا من المرّ مراً، ولاسيما بعد أن قاموا بتنظيم بطولة دوري الكرة بطريقة غير علمية وغير مدروسة وبعيدة عن قدراتهم الحقيقية، وظهرت تخبطاتهم من أول كرة سددت في هذا الدوري.. والأكثر من ذلك ارتكب هؤلاء الذين يعتبر اغلبهم (جاهل) في علم إدارة اتحاد كبير مثل اتحاد كرة القدم.. والدليل على أنهم (أميون) في علم إدارة الأندية والاتحادات هو الفشل الذي رافقهم في قيادة بعض الأندية الكبيرة.. تلك الأندية التي أصبحت تتخبط وتنوء تحت ثقل المشاكل الكبيرة التي لم يتمكن هؤلاء من إيجاد الحل المناسب لها والتي مازالت تئن تحت وطأة قيادة هؤلاء.. أقول: ارتكب هؤلاء الخطأ نفسه الذي ارتكبه الاتحاد الذي حل بقدرة قادر وسيعود بقدرة الاتحاد الدولي لكرة القدم عندما جعلوا بطولة الدوري العراقي الممتاز مفتوحة لـ36 ناديا بالرغم من انتقاداتهم التي وجههوها للاتحاد العراقي لكرة القدم ولرئيسه حسين سعيد يوم قرر الأخير زيادة عدد ألأندية المشاركة في بطولة الدوري الى 46 ناديا في الوقت الذي لا يمتلك ثلاثة أرباع عدد هذه الأندية ملعباً نموذجياً يصلح للعب كرة القدم على اديمه وأصبح لاعبوها يتنشقون غبار ألأتربة التي غطت أرضية هذه الملاعب في زمن أصبح الملعب المغطى بالنجيل ألأخضر متوفرا حتى للاعبي الصومال وجزر الواق واق!والخطأ الثاني: هو عدم قدرة هذه اللجنة المؤقتة على إيجاد نظام داخلي تتعلق بعض فقراته بالعقوبات الخاصة بحرمان اللاعبين الحاصلين على البطاقات الملونة في المباريات.. والأكثر من هذا وذاك أصبح (المزاج) وأعني به (مزاج) اللجنة المؤقتة يلعب دورا في صعود وإبعاد بعض ألأندية وكأننا في سوق لـ(بازار) لا تخضع معاملاته إلا للمساومات وحب (الخشوم)!وبذلك أكدت هذه اللجنة على عدم صلاحيتها لإدارة كرة القدم في هذا الفترة التي تحتاج الى مراجعة شاملة من قبل الجميع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرة القدم والعمل على لعب دور ايجابي لإعادتها الى الحضيرة الدولية من خلال الاعتراف بالخطأ والرجوع عن هذا الخطأ وتسليم أمور اتحاد كرة القدم لبعض الشخصيات التي تمتلك علاقات جيدة في الوسط الدولي والآسيوي بكرة القدم والعمل على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة ترتكز على قواعد وأنظمة الاتحاد الدولي الذي سبق وجربنا معه لعبة (جرّ الحبل) وفشلنا!ولا أريد هنا أن اذكر بعض الشخصيات الهلامية والطارئة على مسيرة كرة القدم التي لعبت دورا سلبيا في التعامل مع ملف الاتحاد العراقي المنحل بانها كانت سببا في العقوبات التي وجهها (فيفا) لكرة القدم العراقية في وقت سابق وأجبره على التراجع..وأعتقد وهذه وجهة نظر خاصة ان وجود حسين سعيد على رأس الاتحاد العراقي بكرة القدم في هذه الفترة هو (شرّ) لابد منه – اضطراراً - لأن حسين سعيد تمكن خلال السنوات الماضية من بناء علاقات جيدة مع اكثر من رأس من رؤوس الاتحادين الدولي والآسيوي وأصبح شخصية معروفة قبلنا أم رفضنا، وعلينا ان نحتكم للمنطق في هذه الرؤية وليس العناد على طريقة ألأمين المالي للجنة ألأولمبية العراقية الذي كما يبدو من تصريحاته المكررة انه (بطل) جديد يظهر على مسرح الرياضة العراقية (البائس)!ولذلك نجح في بدء الخطوة ألأولى لرفع الحظر الدولي على إقامة المباريات والبطولات الدولية على الملاعب العراقية وهذه حسنة تحسب للاتحاد المنحل.. وكذلك البدء في تنفيذ عدد من مشاريع الهدف التي يتبناها (فيفا) في عملية تقديم المساعدة لبعض الدول ومنها العراق..وعندما أقول ان علاقات حسين سعيد الجيدة ستلعب دورا ايجابيا في إعادة بناء وهيكلة كرة القدم العراقية فأنني أنظر الى علاقات أحمد الفهد رئيس ألمجلس ألأولمبي الآسيوي مع الشخصيات التي تمتلك تأثيراً على اتخاذ القرار في كرة القدم الدولية والآسيوية وخاصة بعد أن أعاد الفهد المنتخب الكويتي بكرة القدم للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات بطولة ألأمم الآسيو
المؤقتة و(دسّ) الرؤوس في (الرمال)!
نشر في: 12 يناير, 2010: 04:43 م