إعداد/ علي النعيمي كثيراً ما يطرح البعض مشاريع نهضوية خاصة بتطوير واقعنا الرياضي ابتداءً من أساس الهرم الإداري وانتهاءً بقمته (الإدارة العليا) التي تشرف على تنفيذ المشاريع الرياضية من تخطيط وقيادة ومتابعة أنشطة الأفراد (الوزارة واللجنة الاولمبية وسائر الاتحادات) واستغلال جميع الموارد الرياضية لتحقيق الأهداف (المنجزات).
ومهما كان اجتهاد القائد الرياضي الا انه ما يزال حبيس واقعه المزري كون ان آلية العمل في بلدنا تفتقر الى النظام الإداري الرياضي الحديث الذي من المفترض ان يرتبط بمنظومة الجهاز الإداري العام للدولة.لا نريد ان ننكأ الجراح هنا لكننا سوف نستشهد بالصين التي صرفت ما قيمته (2) مليارا دولار من أجل إيجاد منضومة عمل إداري الكترونية حديث تتصل بقاعدة بيانات تتجذر الى أقصى فروع مؤسساتها الفرعية والخدمية معتمدين على التنسيق والربط السلس بين قطاعات الدولة المختلفة بحيث نجد ان كل قطاع لديه نظام إداري خاص به يرتبط بقمة الهرم الإداري في الدولة ومن ثم بدأوا بتطبيق التجارب الرياضية المستوردة او تعميم أبحاثهم الخاصة التي تنسجم مع روح هذا النظام، أي ان قطاع الرياضة يرتبط بسهولة بقطاعات التربية والصحة.. الخ بفضل هذه المنضومة. ولكي نصل الى الهدف الأسمى في الإدارة الرياضية علينا ان نؤسس أنظمة إدارية صحيحة في مجتمعنا أولاً بحيث نعرف من خلالها صلاحيات المستويات الإدارية العليا والوسطى والإشرافية وهو يضمن للمسؤول او أي رياضي حرية الاتصال والتخاطب لمعرفة واجباته وحقوقه عن طريق النت وتحليل البيانات بشكل تراكمي الذي يعيننا على اتخاذ القرارات الآنية التي تسهل علينا التنبؤ بالمستقبل من حيث بناء المنشآت الرياضية لنصل بعدها الى مراحل الإعداد ثم الإقرار والمتابعة وتقييم ما أنجز، وبدورنا نتساءل: هل توجد بيانات إحصائية في قطاع الرياضة او في وزارتنا أو حتى أكاديمياتنا الرياضية وبقية اتحاداتنا بحيث تخدمنا نحن كباحثين رياضيين إحصائيين في عملية الحكم والقياس ودراسة الظواهر وحصر المشكلة ومساعدة تلك الجهات بالتقارير والبحوث الأكاديمية الرياضية الرصينة؟ لكن المفارقة هنا انك تجد الجميع بمقدوره معرفة اي نشاط رياضي او معرفة اي مركز مالي لأي جهة رياضية في أوروبا بفضل قاعدة البيانات إلا في العراق فانه يعد ضرباً من ضروب الخيال كوننا لا نملك اي تقارير او بيانات إحصائية سابقة، بل حتى بعض المؤسسات ليس لها مواقع الكترونية او(ايميلات) وإذا ما توفرت فأن البعض ينتظر لمن يسعفه على ذلك، فعن أية بحوث يطالبنا بها ذوو الاختصاص ان كنا لا نملك نظاماَ إدارياً عصرياً، وماذا نقول إن كانت مواعيد المباريات وأهم الاجتماعات ودعوات رؤساء الاتحادات الفرعية وغيرها تبلّغ عن طريق الرسائل القصيرة أو عن طريق مكالمات مقتضبة كي لا ينفد الرصيد؟ في حين ان إمبراطورية (فيفا) التي أجبرت دولاً عدة كي تنصاع لأمرتها تدير شؤون اتحادات قاراتها الخمس عبر البريد الالكتروني من قبل بضع أشخاص فقط وبموجب تلك المنضومة الآلية!
إدارة الـ S.M.S
نشر في: 12 يناير, 2010: 04:46 م