بقلم / إياد الصالحيستون يوما بالتمام يكون قد مضى على صدور اللجنة الاولمبية بحل الاتحاد العراقي لكرة القدم يوم الاثنين الموافق السادس عشر من تشرين الاول 2009 ، ولم تشهد ازمة الكرة العراقية اي حل ناجع يخرجها من فصل العقوبات الدولية ويأذن باقامة انتخابات جديدة بضوابط ولوائح تؤسس منهجا ثابتاً ينأى باللعبة وادارتها عن الاجتهاد والتصرف الفردي في تحديد المؤهلين بنيل صفة ( عضو هيئة عامة)
الذي يمثل اهم حلقة في سلسلة الصراع لكي تأخذ الهيئة دورها الرقابي الفاعل في رسم سياسة عمل مجلس الادارة وليس العكس!أسئلة كثيرة تمسك بتلابيب صمت رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي قبل غيره باعتباره المسؤول الاول عن خارطة تحرك الاتحادات الرياضية في المجتمع العراقي والمحاسب الاول عن اي تقصير في لعبة ما يمتد آثاره الى مشاعر الجماهير في حال إهماله او تهاونه باطالة امد ازمة لا يجد لها نهاية سليمة بتضافر جميع الاطراف معه . وهنا لا نحمّل حمودي عبء ما لاطاقة له ، بل من حقنا ان نبحث عن سرّ غموضه ازاء قضايا كثيرة يفترض ان يُسكت الجدل الدائر بشأنها عبر تصريحات مباشرة في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية وما اكثرها لا ان يترك هذه المهمة الرئيسة على عاتق الأمين المالي للاولمبية لانه غير معني بالدخول في ( مزاد خطابي) مع اشخاص محسوبين على اتحاد الكرة المنحل لا همّ لهم سوى التشبث بكراسيهم مهما كان ثمن هذا التعنت ( مثلما قال احدهم) !مشورة التنفيذيهذه المساجلة المتكررة بين الموسوي ونظرائه في الاتحاد المنحل اضعفت ثقة المتابع بما يجري وراء مكتب رئيس اللجنة الاولمبية العراقية بشخص رعد حمودي الذي يجنب نفسه دائما المجاهرة بالقرارات المهمة ويتعكز باستمرار على مشورة اعضاء المكتب التنفيذي في قضية يعي مدى خطورة تأثيرها لدى الشعب العراقي طالما انها ترتبط باللعبة الشعبية الاولى ( كرة القدم ) سيما انه نجم كروي عُرف عن اخلاصه وأمانته وبسالته ايام ذوده عن شباك المنتخبات الوطنية وجرأته في توجيه اللاعبين العشرة بكل ما يملك من خبرة ودهاء ، فما باله اليوم يلوذ بأصوات المكتب التنفيذي الذي لا ناقة لأغلب أعضائه بمصير الكرة من قريب او بعيد إلا بحدود احترامهم لأصوات مَن انتخبهم للمكتب .يفترض ان يأخذ حمودي زمام المبادرة ويحتكم الى مصلحة الوطن واللعبة عندما يعجز المكتب المذكور عن تسديد مستحقات قراره الشجاع بفرض السيادة الرياضية على جميع الاتحادات بهدف التصحيح والتقويم وليس (كسر انوف) القائمين على ادارتها او تأليب الرأي العام الرسمي والشعبي ضدها من دون حجج معقولة .. ترى كيف؟مخالفات غير قانونية ان الاولمبية نفسها ضمّنت مجموعة من المخالفات في بيان قرار الحل واكدت انها تستند الى وثائق ومن ابرزها وجود العديد من المخالفات المالية والادارية في ما يتعلق بانشطة الاتحاد الداخلية والخارجية ، هذه الفقرة وحدها يمكن تسويغ القرار بها اما بقية الفقرات مثل عدم اقامة اجتماع سنوي للهيئة العامة وعدم التعاون مع الجهات الرقابية ومخاطبة فيفا وتزويده بمعلومات مضللة واهمال اجابة الاولمبية على استفساراتها ووجود رئيس الاتحاد خارج البلاد ، حقيقة كل هذه الاسباب التي وصفها البيان بالمخالفات لا تشكل تهمة قانونية صريحة بقدر ما تثيره مسألة الخروق المالية – ان وجدت - والتي اكد البيان انها مدعمة بوثائق ليس هذا فحسب ، بل ان سمير الموسوي قال في اول رد فعل من اللجنة الاولمبية بشأن تعليق عضوية العراق من فيفا : ( يجب على فيفا احترام رأي اندية كرة القدم العراقية التي لن تقبل ان تتم ادارتها من قبل اللجنة التنفيذية في الاتحاد العراقي لكرة القدم كونه متورطاً في الفساد وانتهاك القوانين العراقية ).السؤال المهم هنا : لمصلحة من اخفيت الوثائق الخاصة التي تدين تورط اتحاد الكرة بالفساد مثلما اشار بيان الاولمبية وتصريح الموسوي لانها المخالفة الوحيدة التي تلجم فاه بلاتر واعضاء الكونغرس في امبراطورية فيفا وتلزمه بفتح ابوابه المغلقة امام الوفد العراقي للاطلاع على وثائق المخالفات المالية ، بل ستدفعه حتما للتعاون مع العراق من اجل المصادقة على لوائح انتخابية جديدة تمهد بتشكيل مجلس ادارة ينهي ازمة الكرة وما رافقها من تداعيات ؟سلاح الادانة اذا لم تجد الاولمبية جوابا لسؤالنا اعلاه ، أي انها استخدمت لفظة ( تورط اتحاد الكرة في الفساد) من دون ان تبرز وثائق الادانة السلاح الوحيد الذي تواجه به فيفا قانوناً كما فعلت دول عدة اسقطت اتحادات فاسدة بالوثائق وليس بالبيانات ( الثورية) من دون ذلك يصبح قرار الحل غير شرعي وفاقد مرتكزات التبرير المقنع ، وهناك مؤشرات كثيرة اوصلتنا الى الاقرار بذلك واهمها صمت الاولمبية ازاء قرار لجنة الطوارىء في الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعليق عضوية الاتحاد العراقي في العشرين من تشرين الثاني 2009 بسبب التدخل الحكومي في شؤونه ( حسب وصفها) ولم تجابه هذا القرار باجراءات قانونية سريعة مرفقة بملف الفساد المالي كما تزعم ، وجاءت الصدمة الثانية من بلاتر نفسه عندما اعلن بان لا مجال للنقاش في موضوعة العراق قبل اعادة اتحاده الشرعي اولا ، وعضّدت الاولمبية الدولية مطالبة بلاتر هذه بنداء مشترك مع المجلس الاولمبي الآسيوي شددا فيه على ضرورة عدم التدخل في شؤون اتحاد الكرة إلا بعد التسنيق مع فيفا لإحاطته علماً ب
إخفاء وثائق إدانة اتحاد الكرة تبطل قرار حلّه وتشكك بنوايا الاولمبية !
نشر في: 12 يناير, 2010: 04:51 م