ترجمة : اسلام عامربحالةٍ من الإعياء همست بدرية حسين الملطخة بقطرات الدم بصلواتها على ارواح أقاربها الذين غطت جثثهم البطانيات و ذلك في طريق عام يقع جنوبي بغداد حيثما سار رتل امريكي في الجانب المعاكس للسير فاصطدمت بعربة نقل للمسافرين.و من ثم نظرت الى الجنود الامريكان الجرحى و هي تقف بقربهم و طرحت عليهم السؤال:»لماذا؟ ...لماذا؟»
و بعد مضي عدة دقائق من الاصطدام كانت الناقلة المدرعة ذات الـ18 طنا و التي صدمت مركبة نقل المسافرين تحترق في مكانها و تشتعل ممزقة ً جزئيا، فكانت المدرعة عبارة عن كومة مشوهة من الحطام المغطى بالدماء و الذي ينتشر لمسافات بعيدة في كل الاتجاهات.و قالت القوات العراقية و الشهود الذين كانوا حاضرين في المشهد ان الامريكان قد سلكوا الطريق الخاطئ و المعاكس حيث اودى هذا الاصطدام بحياة خمسة أشخاص من عائلة حسين و اصابت اكثر من7 اشخاص و 3 جنود امريكان اخرين.و قال شرطي المرور العراقي احمد محمد عبد الوهاب و الذي راقب المنطقة حال وقوع الحادث قال انه قد شهد عشرة اصطدامات عسكرية مميتة خلال السنوات الثلاث الماضية. و التي نتجت عن سير القوات العسكرية الامريكية في الاتجاه المعاكس لسير المركبات في الشارع.و قال الرائد كريس ريس في الجيش الامريكي و هو الناطق باسم لواء قوات المشاة الواحدة و السبعين و هي جزء من حرس الجيش الوطني الامريكي في اورغيون ان القصة الحقيقية قصة فظيع و لكنها ذات معالم اكثر دقة.كان موكب المشاة المشتركة يسير عكس سير المرور لكن في جولة قصيرة و التي تعد جزءاً من تمرين ثابت و الذي يشتمل على التجول حول نقاط التفتيش العراقية في مكان معين.و اضاف ان عربة النقل كانت تسير في الاتجاه المعاكس و ذلك في محاولة منها لعبور الاتجاه الآخر.»قد يتدمر كل شيء نبنيه بحادث لم نرغب في ان يحصل» مضيفا ان الجنود الذين كانوا متورطين بالحادث مندهشون بموت المواطنين.و بعد مضي ساعة و الى الامام من نفس الطريق العام انفجرت قنبلة على الطريق العام في حادث غير ذي صلة بالحادث الاول و التي ضربت نفس الموكب و لكن هذا الانفجار لم يتخلف عنه اي اصابات او اضرار جسيمة، و اضافت ريس :»لقد امضوا يوما مرعبا». و جاءت بعد الحادث طائرة هليكوبتر طبية و هبطت لتأخذ الجرحى الامريكيين الثلاثة و الاصابات الخطرة العراقية و اندفع الامريكيون لسد حاجة العراقيين من اكياس الجثث.و ذهب عبد الوهاب و هو ضابط مرور عراقي ماشيا الى ضابط الجيش الامريكي جون بيكر و الذي كان جزءاً من الحادث و طلب الرجال من مراسل الصحيفة أن يقوم بالترجمة. وطلب عبد الوهاب من المترجم :»اسألهم! اسألهم! لماذا قادوا مسارهم في الاتجاه المعاكس من الطريق؟»و قال بيكر للمترجم و علامات الحزن ترتسم على وجهه :»أخبره نيابة عني اننا أسفون» فأجاب عبد الوهاب:»ماذا؟ اسفون؟ انهم يستمرون بفعل هذا،بمَ يجدي الاسف نفعا «قال بكر :»انها مأساة مرعبة»ثم نظر عبد الوهاب الى الجثث و تجنب النظر مباشرة الى عيني بيكر.و قال بيكر:»اني عاجز عن الحديث لا توجد كلمات»و تحرك الضابط العراقي بعيدا و قال :»انهم اناس عاديون انهم عائلة» قال عبد الوهاب هذه الكلمات و هو يوطئ رأسه إشارة الى حزنه.ان حادثا مثل الذي حدث يوم الاربعاء الماضي يمكن له ان يدمر الجهود البذولة لبناء علاقات افضل بين العراقيين و الامريكيين.و قد نقلت محطات التلفاز العراقية و القنوات العالمية نبأ قيادة الامريكان قافلتهم العسكرية بخلاف سير المرور و الذي تسبب بحصول اصطدام مميت، و بهذا السبب الذي تعذر تفسيره ارتفعت حصيلة الموتى الى 19 شخصاً.و ان هذا الامر يشكل دائرة حق ٍ للعراقيين و الذين على ما يبدو لهم الكثير من القصص و الحوادث بخصوص قوافل الجيش الامريكي المرعبة و التي حفرت أخاديد في شوارع العراق و لمدة سبع سنوات. و تقول القوات الامريكية انها قد قامت بتغيير كبير في اجراءاتها منذ الربيع الماضي و ذلك في الانتقال من «ملكيتهم لأرض المعركة» الى «مشاركة ارض المعركة» مع العراقيين. و لكن العراقيين يقولون ان تجربة قيادة الشاحنات بالقرب من قوافل القوات الامريكية لم تزل تجربة مرعبة.»يسير الامريكان في الجانب المعاكس دائما و يتصرفون و كأنهم الوحيدون في الشارع، من دون ابداء اي احترام للمركبات الاخرى» هذا ما قاله حميد محمد و هو سائق شاحنة لنقل مواد البناء يقود في الطريق العام ذهابا و ايابا.»من يستطيع ايقافهم عند نقاط التفتيش؟ و من يستطيع تفسير ما يفعلونه؟ انهم لا يحترمون لا الشرطة العراقية و لا الجيش العراقي أنهم يطلقون النيران و لا تهمهم العواقب, ماذا لو فارق عراقي آخر الحياة في الشارع، انه امر لا يهمهم». صحيفة ماكلاتشي
العراقيون يقاضون الرتل الامريكي الذي تسبّب بحادث مميت
نشر في: 12 يناير, 2010: 05:09 م