TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من الواقع الاقتصادي: ظاهرة الارصفة

من الواقع الاقتصادي: ظاهرة الارصفة

نشر في: 12 يناير, 2010: 05:29 م

عباس الغالبي انتشرت ظاهرة تبليط الارصفة (لاالشوارع) في معظم المحافظات كالنار في الهشيم، بحيث أصبحت الشغل الشاغل للدوائر البلدية والمقاولين المتعهدين بتبليط الارصفة، وقلعها ومن ثم اعادة تبليطها لاكثر من مرة بحيث غدت تقليعة في معظم المحافظات.
ومايثير التندر والطرفة ان احد أصدقائنا من مدينة الناصرية بعث لنا بصورة ألتقطها للافتة كتب عليها (نبارك دولة الامارات العربية افتتاح اطول برج في العالم والذي تعادل قيمته نصف قيمة مبالغ أرصفة مدينة الناصرية)بهذه السخرية والتندر يتعملق المواطنون على المسؤولين ويفضون بما يعتمل بصدورهم على طبيعة وجدوى المشاريع الخدمية المنفذة في مدينتهم، والتي هي يقينا من ضمن حيثيات الموازنة الاستثمارية السنوية، فهل يعقل ان تدرج مشاريع تبليط الارصفة اكثر من مرة خلال العام الواحد، أنها مفارقة حقاً أن يلتفت المخططون والمسؤولون التنفيذيون الى الارصفة مثلاً ويتركوا الشوارع من دون تبليط، ومن دون شبكة مجار، انها تعويذة واختراع الالفية الثالثة.المحافظات كافة شكت من عدم تدوير المبالغ المدورة من موازنات الاعوام السابقة 2008 و 2009، فضلا عن المطالبة بزيادة التخصيصات المالية للموازنات الاستثمارية لعدم كفايتها بحسب المسؤولين في الحكومات المحلية للمشاريع التي تحتاجها المحافظات كافة، في وقت تبرز بشكل جلي ظاهرة اصبحت مثاراً للسخرية والتندر، ولم يعد المواطن البسيط غافلاً عن فشل المنفذين للمشاريع في المحافظات كافة في الاداء الذي لايتوازى للتصريحات ولايرتقي لحجم الوعود التي اعلنت اثناء الحملات الانتاخبية والتي استمرت خلال الاربعة اعوام الماضية من العمل الميداني التنفيذي الذي حطم الشعارات الهائلة وكشف الادعاءات واصبح المواطن وعلى مختلف شرائحه ومستوى وعيه لا تنطلي عليه مثل هكذا انجازات لاترتقي أبداً الى حجم المعاناة  والازمات التي أثقلت كاهله، وماهذا التناقض في المطالبات والاداء يكشف مدى الهوة الواسعة بين والوعود وواقع الحال المزري، فمن يطالب برفع التخصيصات الاستثمارية لابد من ان تنعكس أداءاً يتناسب وهذه التخصيصات والحماسة التي تسبق فترة اقرار الموازنات السنوية مع الاشارة الى ان المحافظات كافة تحتاج الى ضعف الموازنات الحالية لان واقعها الخدمي والعمراني والاقتصادي متردياً الى حد كبير مع مايرافقه من تراجع في الاداء انعكست في حالات التندر على طبيعة الاداء والتنفيذ للمشاريع التي لاتتجاوز ظاهرة الارصفة، فهنيئاً للمحافظات بالارصفة، وبعداً للابراج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram