TOP

جريدة المدى > غير مصنف > نهاية العالم الغربي وولادة نظام عالمي جديد

نهاية العالم الغربي وولادة نظام عالمي جديد

نشر في: 12 يناير, 2010: 06:05 م

الكتاب: عندما تحكم الصين العالمتأليف: مارتن جاكترجمة: المدىقد يناقش المؤرخون في يوم من الايام فيما ان كانت الازمة المالية التي بدأت قبل عام كانت سببا مهما للإضرار بالولايات المتحدة الاميركية وكيف انها لم تؤثر الا قليلا بقوة عالمية صاعدة وهي الصين.
ان الصين تشهد في الوقت الحاضر عمليات تغيير متواصلة من التحالفات السياسية في أفريقيا الى امور متعلقة بالاقتصاد والعملة وهي امور لم تكن تخطر على بال الباحثين من قبل.وفي كتاب، "عندما ستحكم الصين العالم"، يقول مارتن جاك ان الصين لن تأخذ مكانة الولايات المتحدة فقط كقوة كبرى بل انها ستجاوز ما وصل اليه الغرب حضارة وعلما.وهذا الرأي الجريء يستند الى فرضية ان لاشيء يؤثر في الصين على الاستقرار السياسي وآلية الاقتصاد فيها. فرضية قد لا يتفق عدد من القادة الصينيين مع الكاتب بشأنها، اذ ان المستقبل غير معروف وقوة كتابه يكمن في البحوث العميقة التي اجراها والدراسات التي شملت نواحي متعددة من الصين وإمكاناتها والظروف التي تتحكم فيها مستقبلا.ويتعامل عدد كبير من الصحفيين ومؤلفي اكثر الكتب مبيعا مع الصعود الصيني كظاهرة اقتصادية. وقد كانت الصين تقدم للعالم كدولة نامية، ولكنها فتحت ابوابها للغرب وسمحت بسوق اقتصادية على النمط الغربي من اجل انعاش استيراد البضائع لمستهلكين اغنياء في الخارج. وتلك الامور هي من الحقائق الواضحة ولكن المؤلف يناقش هذه المسألة قائلا: ان الحديث عن الجانب الاقتصادي والتركيز عليه قد اعطى الغرب احساسا مزيفا من الامان وصور الامر وكأن الانتعاش الصيني قد غير القليل من الصين بدلا من الاعتراف بان الصين ستغير العالم بشكل اساسي مستقبلا.ومن مظاهر التغيير في الصين ان الكثيرين من الصينيين قد تعلموا اللغة الانكليزية من اجل التفوق في مجالات الاقتصاد العالمي. ومع ذلك يقول المؤلف ان المستقبل هو للماندرين، وهي اللغة الصينية الرئيسية من بين خمس لغات عالمية في العالم وتنافس اللغة الانكليزية حاليا في آسيا وقد كانت الانكليزية هي اللغة المستعملة في "الشبكات الفضائية" ولكن اللغة الماندرينية تنافسها في الوقت الحاضر.وقد انتهجت الصين نموذجا خاصا بها بالإنتاج الاقتصادي وان غدت اليابان ميالة الى الاستحواذ على النوعية فإن الصين قد كونت سمعة في السرعة والمرونة فشركاتها تمزج الأمور كي تتلاءم مع طلبات المجهزين: تبيع وتستنسخ او تسرق الأفكار ثم تقدم المنتج الذي يكون كافيا لإرضاء الطلبات الرخيصة التي يقبل عليها الناس وتجد شعوب عديدة صعوبة في التنافس مع الصين حتى ان استخدمت عمالا صينيين في شركاتها.والصين دولة تتعامل مع اقتصادها حسب طريقتها اذ لا خط واضحا يفصل بين قطاعاتها العامة والخاصة ما يحير الشركات الاميركية التي اعتادت على التعامل عالميا مع ما هو قطاع عام او مجرد رجال اعمال لهم شركاتهم الخاصة.وفي الوقت الذي تجد فيه الصين طريقها في المجال الاقتصادي يبدو الامر غير مقبول ان تتوجه نحو الغرب بحثا عن النصح في المجالات السياسية ان الحزب الشيوعي والحاكم فيها. قد نبذ ومنذ زمن الإيديولوجية الاشتراكية ووضعها جانبا لتصبح الصين نموذجا حديثا للسيطرة الامبريالية ويتولى قادة الصين مهمة الحفاظ على وحدة البلاد والدور التقليدي للسلطة ويرى عدد كبير من الصينيين ان تلك المهمة مقدسة.ويناقش المؤلف تلك الفكرة قائلا: ان أغلبية الصينيين يساندون قادتهم مع الإصلاحات الديمقراطية او بدونها، ما دامت بلادهم تتقدم وتشتد قوة.اذن كيف سيعمل العالم تحت القوة الصينية؟ويطرح المؤلف عددا من التصورات الخيالية: ان الامم المتحدة تطالب دائما بديمقراطية الشعوب. اما الصين فتؤكد اتباع سياسة الديمقراطية بين الشعوب وان كان العامل السكاني عاملا في تقرير مدى قوة الدول على النطاق العالمي فان الصين ستتفوق في هذا المجال على جميع الدول الغربية الديمقراطية.لقد عاش المؤلف مارتن جاك في الصين وكتب عن رحلاته فيها ولكنه كما يبدو قد طور افكاره عبر قراءاته المتعددة غير معتمد اساسا على رحلاته تلك اذ نجده قليل الاهتمام بالحياة اليومية للمواطن الصيني ومعاناته – ولا يتحدث عن خليط الثقافات في المدن او عن حالات تمرد الفلاح الصيني ولا يشير الى الخلافات القائمة في القيادة السياسية او الى تلوث الهواء او الى شبكة الرقابة في الشوارع او الى البيروقراطية الفاسدة اوقد يأتي كتاب آخرون ليكتبوا عن الكفاح الانساني في الصين مستقبلا.ومع ذلك فان المؤلف نجح في الجواب عن اسئلة مهمة تواجه اليوم العالم.عن النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram